التصعيد الجاري “يزعزع” معتقدات سكان شمال إسرائيل

التصعيد الجاري “يزعزع” معتقدات سكان شمال إسرائيل

تل أبيب – غادر الآلاف من الإسرائيليين قراهم التعاونية وبلداتهم في شمال البلاد منذ شنّت حركة حماس هجوماً غير مسبوق على إسرائيل ترافق مع تصاعد في التوتر على الحدود الشمالية مع حزب الله، العدو اللدود الآخر للدولة العبرية.

وقُتل الآلاف في جنوب إسرائيل وقطاع غزة منذ هجوم حماس المباغت في السابع من أكتوبر. وتسبّب التصعيد على الحدود الشمالية بمقتل شخصين في إسرائيل و11 آخرين في جنوب لبنان، بينما أصبح تبادل إطلاق النار عبر الحدود مع لبنان شبه يومي.

وتقول ليا رايفيتز (68 عاماً) التي كانت مقيمة في تجمع سكني قرب الحدود قبل إجلائها منه “تغيّر كلّ شيء”، منذ هجوم غزة الذي تسبب بمقتل 1400 شخص في إسرائيل، واندلاع خامس حرب خلال 15 عاماً بين إسرائيل وقطاع غزة حيث قتل 3000 شخص على الأقل.

وبعد يوم واحد من الهجوم المفاجئ، تمّ إخلاء جميع سكان برعم، القرية التعاونية حيث كانت تقطن رايفيتز والمحاذية للحدود اللبنانية. وغادر أطفال وشباب وشيب على عجل، في ثاني عملية إجلاء منذ تأسيس التجمع عام 1949.

وتوضح رايفيتز من فندق مشرف على شاطئ بحيرة طبريا أن ما جرى “زعزع كل معتقداتنا”.

وتصاعدت حدّة التوترات في أنحاء شمال إسرائيل، في أعقاب سلسلة هجمات صاروخية وتبادل قصف وحشد عسكري، ما أثار المخاوف.

وتبدو في الجانب الإسرائيلي من الحدود صفوف طويلة من الدبابات وناقلات جند وسيارات يقودها جنود احتياط في طرق المناطق الحدودية الشمالية.

ومع تصاعد القلق، أخليت الاثنين كافة التجمعات السكانية على طول الحدود الشمالية مع لبنان. وأعلنت وزارة الدفاع والجيش الإسرائيليان في بيان مشترك الاثنين “تنفيذ خطة لإجلاء سكان شمال إسرائيل الذين يعيشون في قطاع بعمق كيلومترين من الحدود اللبنانية إلى أماكن إقامة تموّلها الدولة”.

وبقيت المناطق الحدودية بين شمال إسرائيل وجنوب لبنان بمنأى عن التصعيد إلى حد كبير منذ حرب تموز 2006 المدمرة بين حزب الله وإسرائيل.

لكنّ تصاعد التوتر في الأيام الأخيرة، وتصريحات إسرائيل المتكررة بنيّتها شنّ عمل بري في قطاع غزة، أثارا المخاوف من اندلاع حرب جديدة مع حزب الله.

ويُعدّ حزب الله القوة السياسية والعسكرية الأبرز في لبنان، ويمتلك ترسانة ضخمة من السلاح يقول خبراء إنها تفوق قدرات الجيش اللبناني. وتمدّ طهران الحزب بالمال والسلاح والعتاد.

ويقول سكان برعم الذين عاشوا هناك منذ عقود، إن الاضطرابات على مرّ السنين جاءت على شكل حلقات، وقد اعتادوا أن يروا من منازلهم، مواقع ورايات حزب الله على الجانب الآخر من الحدود.

ويشير عدد منهم إلى أن شعورهم بالأمان قد انهار بعد هجوم حماس الذي يُعدّ الأسوأ في تاريخ بلادهم.

وتشرح أنجيلا يانتيان (67 عاماً) “نحن جميعنا مصدومون، وجميعنا خائفون. لم أكن أعتقد أن أمراً مماثلاً قد يحدث على الإطلاق”.

وبينما تواصل إسرائيل حشد دباباتها وقواتها البرية على تخوم غزة جنوباً، قال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي الثلاثاء ” إننا مستعدون لجبهة الشمال”، مشددا “سنعيد لبنان إلى العصر الحجري إذا هاجمنا حزب الله”.

العرب