ما التحديات التي يواجهها الاحتلال الإسرائيلي بعد بدء غزوه البري لغزة

ما التحديات التي يواجهها الاحتلال الإسرائيلي بعد بدء غزوه البري لغزة

رغم تمكن جيش الاحتلال الإسرائيلي من التوغل في مناطق بشمال غزة إلا أن عدداً من المراقبين يرون أن المراحل الأكثر صعوبة أمام جيش الاحتلال لم تبدأ بعد، وتتزايد الشكوك مع طول فترة الحرب في إمكانية تحقيق الاحتلال الإسرائيلي أهدافه المعلنة في القضاء التام على حركة حماس.

شكوك أميركية
وتعبر الاستخبارات الأميركية عن شكوكها في قدرة إسرائيل على تحقيق هدفها في القضاء على الجماعة، بحسب صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، التي أضافت أن الاستخبارات تعتقد أن الحرب الإسرائيلية على غزة يمكن أن تلحق الضرر بحماس وبنيتها التحتية لكنها لا تستطيع القضاء على ايديولوجيتها، أو كما قال مسؤول في الكونغرس الأميركي: “الهدف الأكثر واقعية هو شراء الأمن لسنوات، ولكن ليس إلى الأبد”.

ومع اقترابها من وسط مدينة غزة، تواجه قوات الاحتلال مقاتلي حماس المتحصنين والذين يعتمدون سياسة الهجمات الخاطفة والانسحاب ليختفوا من جديد، ما يبطئ التحرك الإسرائيلي، وقال نقيب إسرائيلي قاد وحدة دبابات احتياطية إلى شمال غزة في الأيام الأولى للغزو، لـ”وول ستريت جورنال”: “كلما توغلنا أكثر، أصبحت المعركة أصعب”.

وتتمثل استراتيجية الاحتلال الإسرائيلي في قتل ما يكفي من مقاتلي حماس وقادتها لتدمير الحركة قبل أن تبدأ بتقليص عملياتها العسكرية، في حين يبدو أن هدف حماس، بحسب الصحيفة الأميركية، هو إيصال الحرب الإسرائيلية إلى طريق مسدود، ما يسمح لحماس بالبقاء، رغم الضرر الذي لحق بها، كقوة رئيسية في غزة.

وتقول “وول ستريت جورنال” إن قوات الاحتلال تمكنت من التوغل في وسط القطاع في مسعى لعزل مدينة غزة عن بقية القطاع، بينما تقدمت قوات أخرى جنوباً على طول الساحل ومن الشمال الغربي، لتطوق المنطقة التي تعتقد إسرائيل أن معظم مقاتلي حماس يتمركزون فيها.

وقال زوهار بالتي، المسؤول الكبير السابق في وزارة الأمن الإسرائيلية، وهو الآن زميل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنىك “إنها البداية فقط”، مضيفاً: “لقد بدأنا بالضغط عليهم بشكل كبير جداً، لكن لا يزال لديهم الكثير من القدرات”، في إشارة إلى حماس.

رصد
اجتياح غزة: خطة إسرائيلية لتوغل بري من ثلاث مراحل
عامل الوقت
ويلعب الوقت دوراً هاماً في تحديد نتائج هذه الحرب، فكلما طالت، زادت الضغوط الدولية على إسرائيل لمنع سقوط قتلى في صفوف المدنيين وتخفيف الأوضاع الإنسانية المتدهورة. ويقول المسؤولون الإسرائيليون، المستندون إلى دعم أميركي لتحقيق هدفهم النهائي من الحرب، إنهم لن يقبلوا وقف إطلاق النار أو حتى وقفاً رسمياً للقتال حتى يُطلق سراح بعض الأسرى، الذين يقدر عددهم بنحو 239، لكن حتى المسؤولين الإسرائيليين يعترفون بأن التحرك بسرعة أمر بالغ الأهمية.

وقال ماتان فيلناي، الرئيس السابق للقيادة الجنوبية في إسرائيل والذي قاد في السابق القوات الإسرائيلية في غزة، إن “القضية الرئيسية الآن هي الوقت”، وأضاف أن حماس ربما تحتفظ بقواتها استعداداً لمعركة أكثر كثافة داخل مدينة غزة.

ومع مرور الوقت، يواجه قادة الاحتلال الإسرائيلي سلسلة من التحديات الصعبة: سواء على صعيد مهاجمة المخابئ القريبة أو تحت المرافق المدنية التي تزعم إسرائيل أن حماس تستخدمها لحماية نفسها من الهجوم، أو كيفية تطهير نظام الأنفاق حيث قد يوجد فيها بعض الأسرى على الأقل، وأيضاً على صعيد نقل الحرب إلى جنوب غزة إلى حيث فر مئات الآلاف من المدنيين هرباً من القتال.

“مدينة أشباح”
يقول شهود عيان للصحيفة الأميركية إن بعض أحياء غزة أصبحت مدن أشباح، حيث رحل السكان ولم يبق سوى عدد قليل من المباني سليمة بعد أسابيع من القصف والجرافات التي جلبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي لإزالة الأنقاض، وفي العديد من الأماكن، أنشأ المهندسون قواعد عمليات مؤقتة محاطة بحواجز رملية، تضغط منها القوات على عمق المدينة في اتجاهات متعددة.

وقال بعض المسؤولين الإسرائيليين إنه على الرغم من المعارك المكثفة حتى الآن، فإن حماس ربما تحافظ بشكل كبير على قواتها. وقال اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: “ربما يكونون مختبئين، ويرسلون قوات لضرب المركبات المدرعة ثم ينسحبون ويعودون تحت الأرض ويختبئون، مستخدمين تكتيكات التأخير”.

ويقول الضباط الإسرائيليون إنهم لا يخططون للقتال داخل الأنفاق لأن الممرات من المرجح أن تكون مفخخة. وبدلاً من ذلك، تقوم القوات الإسرائيلية بهدم الأنفاق عندما تجدها، لكن في الأيام الأخيرة تحدث المسؤولون العسكريون عن القتال فوق الأرض وتحتها. ومن المرجح أن بعض الأسرى لدى حماس محتجزون تحت الأرض.

رصد
مسؤولون أميركيون: الجيش الإسرائيلي لديه وقت محدود لعمليته في غزة
ويقول جاكوب ناجل، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق والزميل البارز في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، إنه حتى الآن، يقول الجيش الإسرائيلي إنه دمر ما لا يقل عن 130 ممراً للأنفاق، باستخدام الغارات الجوية وفرق الهندسة على الأرض.

وتستخدم حماس في هجماتها على قوات الاحتلال المتوغلة في غزة أسلحة صغيرة وقذائف صاروخية أطلقها مدافعون يعملون بمفردهم أو في مجموعات صغيرة، بحسب ضباط إسرائيليين ومقاطع فيديو نشرتها حماس. وقال جو تروزمان، محلل الأبحاث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، إن حماس تدعي أنها دمرت مئات المركبات المدرعة الإسرائيلية، لكنها لم تقدم أدلة تدعم هذا الادعاء.

وقال قائد دبابة إسرائيلية، للصحيفة الأميركية التي حجبت اسمه، إن فصيلته تعرضت لهجوم بالقنابل المخفية والصواريخ المضادة للدبابات وقذائف الآر بي جي ونيران القناصة والطائرات من دون طيار من قبل قوات حماس المتحصنة في المباني المدنية.