قال النائب في البرلمان الأيرلندي ريتشارد بويد باريت، إن قادة الدول الغربية يعلمون أن إسرائيل منذ تأسيسها ارتكبت “جرائم حرب” بحق الفلسطينيين إلا أنهم “اختاروا العفو عنها لمصالحهم”.
جاء ذلك على هامش مشاركته في فعالية بعنوان: “فلسطين وغزة” بالعاصمة البريطانية لندن.
وأعرب باريت عن صعوبة مشاهدة “الجرائم” التي ترتكبها إسرائيل بحق شعب غزة والدمار الذي تلحقه في المنطقة، قائلا: “هذه جرائم حرب، جرائم ضد الإنسانية”.
وأضاف: “هذه إبادة جماعية وتطهير عرقي. على الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والحكومات أخرى التي تدعم إسرائيل وتضفي الشرعية على أفعالها، أن يخجلوا”.
ومنذ 40 يوما، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت آلاف الشهداء والمصابين وأوضاعا إنسانية وصحية كارثية، إذ نزح نحو 1.5 مليون نسمة من أصل 2.3 مليون من منازلهم جراء القصف المتواصل ومنع إمدادات الغذاء والماء والأدوية والكهرباء.
ضغط دولي ضد إسرائيل
وشدد النائب باريت على أنهم بأمسّ الحاجة إلى فعل ما يلزم من أجل حشد الناس في الولايات المتحدة وبريطانيا وأيرلندا، والمطالبة بـ”طرد السفراء الإسرائيليين وبفرض عقوبات على الدولة التي ترتكب هذه الوحشية.. والدعوة لاعتقال (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو وعصابة المجرمين ووقف استمرار جرائم الحرب”.
ودعا إلى زيادة الضغط على إسرائيل لإنهاء هجماتها ضد غزة قائلا: “هذه الدولة بنيت على الإرهاب ضد الشعب الفلسطيني منذ عام 1948، والاحتلال غير الشرعي للأراضي الفلسطينية، والسرقة المستمرة للأراضي الفلسطينية، وطرد الشعب الفلسطيني من منازلهم وقراهم، والتطهير العرقي”.
واتهم البرلماني الأيرلندي إسرائيل بـ”ممارسة إبادة جماعية في غزة” منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قائلا: “هذا هو منطق الفصل العنصري والدولة الاستعمارية الاستيطانية ولا مكان له في العالم المتحضر”.
كما دعا إلى دعم المقاومة الفلسطينية قائلا: “علينا أن نبني حركات تضامنية مع المقاومة (الفلسطينية). أنهينا نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، وتحرر الشعب الجزائري من الاستعمار”.
وأردف: “حرر الأيرلنديون أنفسهم إلى حد كبير من الحكم الاستعماري البريطاني. وهذا أمر ممكن، لكن على كل من يؤمن بالصدق والعدالة والإنصاف في العالم أن يقف مع الشعب الفلسطيني في هذه الأيام الحالكة”.
حقيقة دعم الغرب لإسرائيل
وانتقد البرلماني الأيرلندي مواقف القادة الغربيين تجاه إسرائيل، قائلا إنهم “يحاولون الكذب على الناس، لأنهم يعلمون بجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني والإنسانية منذ تأسيسها قبل عقود، لكنهم اختاروا منحها الحصانة لأن هذا يخدم مصالح الغرب”.
واستشهد باريت بتصريحات سابقة للرئيس الأمريكي جو بايدن: “حين قال عن ذلك بوضوح شديد.. إنه لو لم تكن إسرائيل موجودة، لكان على الولايات المتحدة اختراعها”.
وعلق باريت على ذلك قائلا: “هذه هي صلة الوصل الحقيقية. القوى الغربية الكبرى تستخدم العنف الإسرائيلي لإخضاع الشعب الفلسطيني والسيطرة على المنطقة. نحن بحاجة للبوح بهذه الحقيقة. نحن بحاجة لقول هذا للناس العاديين في الغرب أيضا، وأعتقد أن معظم الناس يشعرون بالرعب حيال ما يحدث”.
وختم بالقول: “نحن بحاجة للكشف عن الوجه الحقيقي لدولة الاستيطان والاحتلال ودولة الفصل العنصري هذه، وبناء حركة تتصدى للحكومات التي تضفي الشرعية على جرائم الحرب والظلم هذه”.
(الأناضول)