الحرب في غزة تضع المنصات الاجتماعية تحت الضغط

الحرب في غزة تضع المنصات الاجتماعية تحت الضغط

واشنطن – مع مرور ستة أسابيع على اندلاع الحرب في غزة، مازالت شبكات التواصل الاجتماعي تكافح من أجل السيطرة على المحتوى واحتواء غضب المستخدمين. وانتشر الجدال هذا الأسبوع على منصّتَي تيك تيك وإكس، يتعلق أحدها برسالة قديمة تعود إلى عقدين لأسامة بن لادن الزعيم السابق لتنظيم القاعدة والعقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر على الولايات المتحدة.

كذلك، تواجه مجموعة ميتا المالكة لفيسبوك وإنستغرام انتقادات من مستخدمين يتّهمون الشركة التي أسسها مارك زوكربيرغ بفرض رقابة مفرطة على المحتوى المؤيد للفلسطينيين. وسلّط ذلك الضوء على سياسات الإشراف على محتوى المنصات الكبرى بعد حملة كبيرة لخفض التكاليف العام الماضي أضعفت فرق الثقة والسلامة.

وبالنسبة إلى تيك توك، فالأخطار حقيقية، إذ تواجه المنصة احتمال حظر في الولايات المتحدة وسط الاشتباه في أن خوارزميتها تخضع في نهاية المطاف لإشراف الحزب الشيوعي الصيني. وتجددت الدعوات إلى الحظر مع انتشار مقاطع فيديو تكشف عن محتوى “رسالة لأميركا” كتبها بن لادن قبل 22 عاما.

ويوضح بن لادن في رسالته التي نشرتها صحيفة “الغارديان” البريطانية، الأسباب التي دفعته إلى تدبير الهجمات بالطائرات على نيويورك وواشنطن في العام 2001، والتي أسفرت عن مقتل حوالي ثلاثة آلاف شخص. وحظرت تيك توك عمليات البحث عن الرسالة لاحقا ما جعل الوصول إلى مقاطع الفيديو صعبا.

وفي غضون ذلك، طالب العشرات من المشاهير اليهود على تيك توك هذا الأسبوع المدراء التنفيذيين للمنصة بوقف موجة معاداة السامية على التطبيق، بحسب صحيفة “نيويورك تايمز”. وقال ساشا بارون كوهين في مكالمة هاتفية مع إدارة تيك توك مدتها 90 دقيقة “ما يحدث على المنصة هو أنها تخلق أكبر حركة معادية للسامية منذ النازيين”.

وأشار نجم فيلم “بورات” إلى أن تيك توك يمكنها “بكبسة زر” وقف انتشار مقاطع الفيديو هذه، وهو ما نفته الشركة. وعلى إكس، كان إيلون ماسك من تسبب في الجدل بعد اعتبار منشور معاد للسامية على أنه “الحقيقة الفعلية”، ما أدى إلى إثارة جدل واسع دفع عددا من كبار المعلنين إلى الرحيل عن المنصة.

وانضمت شركات أبل وديزني ولاينزغايت إنترتينمنت الجمعة إلى شركة “آي.بي.إم” في تعليق الإعلانات مؤقتا على إكس. وتبنى ماسك نظرية مؤامرة قديمة بوجود خطة سرية لليهود لإحضار مهاجرين غير نظاميين إلى الولايات المتحدة لإضعاف هيمنة الغالبية البيضاء. وكان من متداولي النظرية منفّذ عملية إطلاق نار في كنيس في بيتسبرغ في العام 2011 أدت إلى مقتل 18 شخصا.

وأعرب ماسك عن تأييده لمنشور أحد الحسابات على إكس جاء فيه “يستخدم اليهود ضد البيض نفس الكراهية التي يطلبون من الناس التوقف عن استخدامها ضدهم”، وعلق ماسك على المنشور قائلاً “لقد قلت الحقيقة”. واتهم أندرو بيتس المتحدث باسم البيت الأبيض ماسك بـ”الترويج البغيض” لمعاداة السامية، حسبما أوردته صحيفة نيويورك تايمز.

وقال بيتس إنه “من غير المقبول” تكرار “كذبة بشعة” بهذا الشكل، فيما حذّرت “ميديا ماترز فور أميركا” لمراقبة وسائل الإعلام الشركات الكبرى من أن إعلاناتها على إكس تترافق مع محتوى معاد للسامية. وقال الاتحاد الأوروبي إنه سيعلّق إعلاناته على إكس بسبب تزايد المعلومات الكاذبة وخطاب الكراهية.

◙ مجموعة ميتا المالكة لفيسبوك وإنستغرام تواجه انتقادات من مستخدمين يتهمون الشركة بفرض رقابة مفرطة على المحتوى المؤيد للفلسطينيين

ووفقا لصحيفة “نيويورك تايمز”، أوقفت شركات ديزني وباراماونت وليونسغيت ووارنر غروب وغيرها الإعلان على منصة إكس يوم الجمعة. وأضافت الصحيفة، نقلا عن مصادر مطلعة، أن عملاق التكنولوجيا أبل قد فعل الشيء نفسه. وعلقت شركة “آي.بي.إم” الأميركية العملاقة للكمبيوتر إعلاناتها على منصة إكس، بعد أن ثبت أن إعلانات الشركة موضوعة بجوار محتوى معاد للسامية.

وجاء في بيان صادر عنها “أن شركة ‘آي.بي.إم’ لا تتسامح مطلقا مع خطاب الكراهية والتمييز، وقد قمنا على الفور بتعليق جميع الإعلانات على إكس في الوقت الذي نحقق فيه في هذا الوضع غير المقبول تماما”. ويعد ماسك واحدا من أكثر الشخصيات في العالم نفوذا، ويبدو من سلوكه على إكس أنه لا يبالي برحيل المعلنين عن الشبكة الاجتماعية التي استحوذ عليها مقابل 44 مليار دولار العام الماضي.

وقال أندرو سيليباك أستاذ الإعلام في جامعة فلوريدا، إن الخطر الرئيسي الذي يواجهه ماسك هو إزالة أبل أو غوغل تطبيق إكس من متجريهما الإلكترونيين بتفضيله حرية التعبير على الإشراف على المحتوى.

من جهتها، حجبت ميتا لفترة وجيزة حسابات على إنستغرام نشرت العلم الفلسطيني، وهو أمر اعتذرت عنه لاحقا. وقالت سارة فيليبس الناشطة في مجموعة “فايت فور ذي فيوتشر” إن “الرقابة على الرموز التعبيرية للعلم الفلسطيني على إنستغرام والإزالة غير المبررة للمحتوى على مستوى جماعي، هي رمز لتحيز ميتا المتجذّر وتجاهل للحقوق الفلسطينية”.

العرب