أردوغان يحذر إسرائيل من مغبة اغتيال قادة حماس في تركيا

أردوغان يحذر إسرائيل من مغبة اغتيال قادة حماس في تركيا

حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إسرائيل من أي محاولة لاغتيال قادة من حماس في بلاده، في رد على ما يبدو على تهديدات جهاز الموساد بتعقب وتصفية قادة الحركة الفلسطينية في غزة وخارجها.

وتوعدها بأنها ستدفع ثمنا باهظا “بحيث لن تكون قادرة على الاستقامة مجددا” إن هي تجرأت على تنفيذ خطط اغتيال قادة من حماس في تركيا، مضيفا “ليس في العالم من لا يعرف الشوط الذي قطعته أنقرة في مجالي الاستخبارات والأمن وينبغي أن لا ينسى أحد ذلك”.

ويقيم عدد من قادة حماس في تركيا وقطر ولبنان. وتأتي تحذيرات أردوغان على وقع عدوان إسرائيلي هو الأعنف على قطاع غزة ردا على هجوم السابع من أكتوبر الماضي الذي شنته حماس على مناطق إسرائيلية في غلاف غزة قتلت خلاله 1200 إسرائيلي بين جنود ومستوطنين واحتجزت نحو 240 رهينة أفرج عن البعض منهم في إطار صفقة تبادل بأسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال.

وصعد الرئيس التركي منذ العدوان على قطاع غزة خطابه ضد إسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، بينما لم تمض أشهر طويلة على استئناف أنقرة وتل أبيب العلاقات الدبلوماسية بعد توترات شديدة.

وجدد أردوغان، تأكيده على أن نتنياهو لن يستطيع التملّص مما يفعله في قطاع غزة الفلسطيني وأنه سيحاكم على جرائمه هناك عاجلا أم آجلا.

وقال “نتنياهو وكادره راحلون والدعم الذي كان يحظى به من قِبل العديد من البلدان الغربية بدأ يتلاشى، انظروا إلى تصريحات الرئيس الفرنسي، هل يدلي بتصريحات مثل ما كان في بداية الهجمات على غزة؟”.

وأدلى بتصريحاته تلك للصحفيين على متن طائرة الرئاسة التركية أثناء عودته مساء أمس الثلاثاء، من دولة قطر التي أجرى إليها زيارة رسمية. وقال في هذا الخصوص “هذه الأراضي (غزة) ملك للفلسطينيين والشعب الفلسطيني هو الذي يقرر ما سيحدث ومن سيحكمها”.

وكان يشير على الأرجح إلى سيناريوهات إسرائيلية وغربية مختلفة لمرحلة ما بعد الحرب والقضاء على حماس وفق ما تخطط له حكومة الحرب بقيادة نتنياهو والتي تعطي تصورا غير واضحة للحكم في قطاع غزة وهو تصور يستبعد حماس نهائيا ويجعلها هدفا للتصفية كما يستبعد أن تحكمه السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس.

وبخصوص ادعاءات عزم إسرائيل تأسيس منطقة عازلة في غزة، قال أردوغان “أعتبر مناقشة هذا الأمر قلة احترام لإخوتي الفلسطينيين، فهي خطة ليست للمناقشة”.

وبشأن مؤتمر للسلام بين إسرائيل وفلسطين قال “نحن في تركيا على استعداد لتولي دور الضامن واستضافة المؤتمر أيضا شريطة توفر إرادة حقيقية للسلام”.

وأشار إلى أن خطة احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية والتي بدأت بتنفيذها عام 1947، أوصلت فلسطين وغزة إلى هذا الوضع على مر السنين، مضيفا “الآن، تعتزم إسرائيل الاستيلاء بشكل كامل على ما تبقى من الأراضي في فلسطين واحتلال هذه الأماكن. ولا يمكن أبدا النظر إلى هذا بشكل إيجابي، لأن هذه الأراضي ملك للفلسطينيين. الشعب الفلسطيني هو الذي يقرر ما سيحدث في غزة ومن سيحكم القطاع”.

وقال “إن أفضل ما يمكن لإسرائيل أن تفعله هو القبول بإقامة دولة فلسطين المستقلة ذات الوحدة الجغرافية ضمن حدود 1967 وإعادة الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى أصحابها”، مشددا على أنه “ينبغي لتل أبيب إخراج هؤلاء الإرهابيين الذين تسوقهم للعالم على أنهم مستوطنون، من تلك المنازل والأراضي، وأن تفكر في كيفية بناء مستقبل سلمي مع الفلسطينيين”.

وفي معرض انتقاده الدعم الغربي لإسرائيل قال الرئيس التركي “لولا دعم جميع الدول الغربية لإسرائيل وخاصة الولايات المتحدة، لما كنا نواجه مثل هذا المشهد في منطقتنا حاليا”، مشيرا إلى أن نتنياهو حاليا في وضع يواجه فيه الإفلاس وقد يرفع علم الإفلاس في أي لحظة.

وأشار إلى المحاكمة التي كانت تلاحق نتنياهو قبل هجماته على غزة، مضيفا “القضاء الإسرائيلي بالتعاون مع قوات الاحتلال، يمتنع حاليا عن اتخاذ قرار سلبي بشأنه. وأعتقد أنهم على وشك اتخاذ قرار بحقه، بشكل أو بآخر. ومن ناحية أخرى، تقدمنا بطلب إلى المحكمة الجنائية الدولية بحوالي 3 آلاف محام من مختلف أنحاء العالم لمحاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي وشركائه. لقد وضعنا جرائم الحرب في غزة على جدول أعمال المحكمة وسنتابع هذا الأمر”.

وذكر أن هناك دولا أخرى تقدمت بشكاوى إلى المحكمة الجنائية الدولية ضد إسرائيل، قائلا “إلى جانب المواقف الصائبة لهذه الدول، فإن عدد المتضامنين مع الفلسطينيين يتزايد يوما بعد يوم. ونرى مظاهرات التضامن في شوارع لندن ونيويورك وأمام البيت الأبيض وفي باريس وبلجيكا وهولندا وفي أماكن كثيرة حول العالم، ولن تهدأ هذه الأصوات المتصاعدة إلا بعد انتهاء الظلم في فلسطين ومحاسبة المجرمين”.

وتابع “إن الدعم اللامحدود لهذه الدول نقديا وعينيا، من أسلحة وذخائر ومعدات، هو الذي أوصل إسرائيل، طفلة الغرب المدللة إلى هذه النقطة”، مضيفا “أعتقد أن الفائز في نهاية المطاف سيكون الفلسطينيون. هؤلاء (الغرب) ينامون ويستيقظون وما على لسانهم سوى حماس. حماس هي في المقام الأول منظمة مقاومة وحركة سياسية خرجت منتصرة في الانتخابات التي جرت في فلسطين”.

وأضاف “أذكر قبل 21 عاما طُرح إليّ سؤال في واشنطن بخصوص حماس، فقلت حينها حماس هي حركة سياسية انتزعت أراضيها منها عام 1947. ونتيجة لذلك، وهي حزب فاز في الانتخابات في فلسطين. لا تزال حماس تحاول حماية أراضيها اليوم. لقد حولت إسرائيل غزة إلى سجن مفتوح لسنوات وحاولت ترويض سكانها بطريقتها الخاصة من خلال تقييد المياه والغذاء والملابس والكهرباء. الفلسطينيون في غزة لم يستسلموا ولم تتمكن إسرائيل من تحقيق هدفها وأعتقد أنها لن تنجح الآن أيضا”.

وعن زيارته إلى قطر واللقاءات التي أجراها هناك، قال أردوغان “استعرضنا جميع جوانب العلاقات الثنائية بين تركيا والدوحة. وقد تجاوز حجم تجارتنا مع قطر 2 مليار دولار، واتفقنا على زيادة تجارتنا واستثماراتنا المتبادلة”.

وذكر أنه تم التوقيع على 12 اتفاقية جديدة في مختلف المجالات، وأنه بذلك تجاوز عدد الوثائق الموقعة في نطاق آلية اللجنة الإستراتيجية العليا خلال السنوات التسع الماضية، 100 وثيقة.

وأشار إلى أن وضع الفلسطينيين الذين تعرضوا للقمع الإسرائيلي لمدة شهرين، كان من أهم البنود التي ناقشها خلال لقاءاته في قطر. وقال “لقد ناقشنا بالتفصيل الخطوات التي سنتخذها لتحقيق وقف إطلاق النار بشكل فوري ودائم وإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة وإحلال السلام الدائم في إطار مبدأ حل الدولتين. نحن متفقون مع أخي الشيخ تميم على مواصلة تعاوننا الوثيق بشأن هذه القضايا”.

وأكد أردوغان أن مواقف تركيا وقطر حيال القضية الفلسطينية متطابقة، مضيفا “المرحلة المقبلة ليست مرحلةً يمكننا أن نقول فيها دعونا نترك الأمر وشأنه فهناك غزة التي دمرتها الهجمات الإسرائيلية الوحشية”.