المركزي العراقي يطلق عمليات التحويل المالي بالدرهم الإماراتي

المركزي العراقي يطلق عمليات التحويل المالي بالدرهم الإماراتي

بغداد – أعلن البنك المركزي العراقي عن إطلاق عمليات التحويل المالي وتمويل التجارة والاستيراد بين العراق والإمارات بعملة الدرهم الاماراتي من خلال مصرف “أبو ظبي الأول”، خلال لقاء المحافظ علي محسن العلاق برئيسة مجموعة بنك “أبو ظبي الأول” هناء الرستماني، في دبي.

وتشهد العلاقات الاقتصادية بين العراق والإمارات تطوراً كبيراً، حيث يحرص كلا البلدين على تنمية التجارة وزيادة التبادل التجاري وتشجيع حركة الاستثمار، بإطلاق عمليات التحويل المالي وتمويل التجارة والاستيرادات بين البلدين بعملة الدرهم الإماراتي.

وأضاف أن عمليات التحويل بالدرهم الإماراتي انطلقت الأربعاء 13 ديسمبر/كانون الأول، موضحا أن المرحلة الأولى من هذا الاتفاق ستكون مع خمسة مصارف عراقية يتم زيادتها تدريجياً.

الخطوة تأتي في إطار تمكين المصارف العراقية من إنشاء علاقات مع مصارف عالمية رصينة

ويتجه العراق لتقليص النفوذ الإيراني الذي أبعده عن دوره الإقليمي وفرض عليه نوعا من العزلة العربية لسنوات عديدة. وتسعى حكومة محمد شياع السوداني إلى إعادة صياغة السياسات العراقية بعيدا عن التنافس الجيوسياسي الإقليمي أو الدولي في المنطقة والصراعات التي تشهدها.

وتؤكد الحكومة العراقية أنها منفتحة على الشركات ورجال الأعمال الإماراتيين للعمل داخل العراق. وأنها رسمت منهاجا متكاملا لتطوير القطاعات الأساسية في البلد، وتسعى لتوفير بيئة استثمارية آمنة، باعتبار أن العراق بات يمثل اليوم وجهة استثمارية واعدة، لذلك تبدي اهتماما كبيرا بإقامة أفضل العلاقات مع الإمارات.

ووفقا لبيان البنك المركزي العراقي فإن، هذه الخطوة تأتي في إطار تمكين المصارف العراقية من إنشاء علاقات مع مصارف عالمية رصينة، وهي تصب باتجاه تقليل الاعتماد على المنصة الإلكترونية للتحويلات المالية والعمل وفق الممارسات الدولية الطبيعية المعتمدة في تعزيز أرصدة المصارف العراقية لأغراض تمويل التجارة. ونوه أن مصرف “أبو ظبي الأول” عرض المساهمة في عمليات تمويل مشاريع الطاقة النظيفة في العراق.

ويعتبر مصرف “أبو ظبي الأول” من أكبر وأقوى المؤسسات المالية على مستوى العالم، حيث يتمتع بتصنيف ائتماني -AA، ويبلغ إجمالي أصوله نحو 300 مليار دولار أميركي.

ويرتبط العراق والإمارات بعلاقات اقتصادية شهدت نمواً متزايداً خلال السنوات الاخيرة تعكسه أرقام التبادل التجاري بينهما إذ يبلغ إجمالي التجارة الخارجية غير النفطية بين البلدين حوالي 16 مليار دولار في مؤشر يعبر عن حرص البلدين على بناء شراكة تجارية وثيقة ومستدامة كما افتتحت الخطوط الجوية العراقية في أيار/ مايو عام 2021 خطا جويا مباشرا بين بغداد وأبو ظبي.

وسبق أن أعربت الإمارات عن رغبة جادة في المشاركة بمشروع طريق التنمية الذي يعتزم العراق إنجازه، والذي يربطه بأوروبا عبر تركيا.
وتقدر قيمة المشروع بـ17 مليار دولار لربط “ميناء مهم للسلع على الساحل العراقي الجنوبي بالحدود مع تركيا عبر مد شبكة سكك حديدية وطرق. ويهدف طريق التنمية إلى ربط ميناء الفاو في جنوب العراق الغني بالنفط بتركيا، ليحوّل البلاد إلى مركز عبور باختصار وقت السفر بين آسيا وأوروبا في محاولة لمنافسة قناة السويس.

ولدى الحكومة العراقية تصور بأن تنقل قطارات عالية السرعة البضائع والمسافرين بسرعة تصل إلى 300 كيلومتر في الساعة، بالإضافة إلى مد خطوط إلى مراكز الصناعة المحلية والطاقة والتي يمكن أن تشمل أنابيب النفط والغاز.

ووفقا للخطط، سيتم ربط طرق النقل الرئيسية بميناء الفاو الرئيسي على شواطئ الخليج عبر تحديث وبناء أكثر من 1.2 ألف كيلومتر من السكك الحديدية وطرق سريعة تربط العراق بالدول المجاورة، لذلك تحرص الإمارات على أن المشاركة في هذا المشروع.

ونقلت صحيفة “غالف توداي”، الأسبوع الماضي عن “مجلس الأعمال العراقي البريطاني” إشارته إلى أن التبادل التجاري بين الإمارات والعراق شهد نمواً كبيراً تجاوز 60 بالمئة في العام الماضي، وهو ما يؤكد على ديمومة العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

ونقل التقرير أيضاً، عن وكيل وزارة التجارة الخارجية والصناعة الإماراتي، عبدالله أحمد الصالح، قوله “إنه لشرف كبير أن ننضم إلى أصدقائنا من العراق ومجلس الأعمال العراقي البريطاني، للتباحث حول الجهود المشتركة لمساعدة البلاد في عملية إعادة الإعمار”، متابعا إن “العراق عانى كثيرا ولكنه يتمتع بإمكانات وقدرات هائلة للمساهمة كثيراً في العالم”. وأضاف أن الامارات تتمتع بإمكانيات هائلة للاستثمار في العراق وللشركات العاملة هناك.

وخلال زيارة السوداني إلى الإمارات في فبراير/شباط الماضي ولقائه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات بحث الجانبان سبل تعزيز التعاون السياسي والدبلوماسي والتجاري والاقتصادي، وتبادلا وجهات النظر حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية وأكدا أهمية العمل المشترك لتطوير مختلف جوانب العلاقات الثنائية. واتفق البلدان على مجموعة من الإجراءات من شأنها تطوير العلاقات الاقتصادية الثنائية ورفع مستوى التبادل التجاري بين البلدين.

العرب