أوجه الشبه بين المرشد الإيراني والسلطان حسين الصفوي

أوجه الشبه بين المرشد الإيراني والسلطان حسين الصفوي

أتعمق في النظر إلى صورة خامنئي وتأتي أمامي الصورة الأولى منه بعد الثورة جالساً على أدرج مدرسة رفاه وفي فمه سيجارة وتأثير البرد على ملامحه فيما هو منهمك بالاستهزاء من شخصيات مثل فضل الله محلاتي وعبدالرحيم رباني شيرازي.

كان في ذلك اليوم مثل جده يوصف بأنه غريب الغرباء. كان قادماً من مدينة مشهد إلى العاصمة، لم يخطر على باله أبداً أن يصبح مالكاً للرقاب في إيران وسلطان الفقهاء.

وكان الشيخ أكبر هاشمي رفسنجاني رفيقه القديم قد توسط له لدى مهدوي كني رئيس اللجان الثورية لصرف راتب له من الأموال التي كانت تجمع في ما كان يعرف بـ”صندوق أيام الخميس”.

لم يعد خامنئي بعد غريب الغرباء، إنه في الوقت الحالي ومن خلال أموال النفط، يحرق غزة ويشنق أبناء وأولاد الوطن ويعمي أعين الناس ويردد في أذن حفيده يا ولدي ستتربع على العرش بعد والدك مجتبى.

خامنئي تغمره البهجة لأنه يشعر بأن لديه سلطة أكثر من السلطان حسين الصفوي ذلك الذي كان يردد من حوله في بلاطه المدح والثناء وكانت تخضع له مشارق الأرض ومغاربها. لكن الواقع يختلف تماماً. في التاريخ الإيراني كله لا توجد مقارنة متطابقة إلا المقارنة بين الشاه سلطان حسين الصفوي مع السلطان علي ولي الفقيه في إيران.

في عهد الملك الصفوي كان عدد كبير من المراوغين وأصحاب العمائم والخوذ وقبعات القزلباش يعتدون على أموال وأعراض الناس وبعد وصول السلطان حسين صفوي إلى الحكم، قدموه على أنه من الأولياء والأنبياء وفعلوا مثلما فعل ملا هبة الله آخوند زاده وملا برادر وأسامة بن لادن في أفغانستان. في عهد السلطان حسين هيمن جنوده على مدينة أصفهان التي كانت تعرف باسم “نصف العالم” بشكل وحشي وصنعوا هضبة من القتلى.

خامنئي يتصور أنه يسيطر على الوضع ويتمكن من الهيمنة على غزة بإشارة حاجب وبفضل مواقف فلاديمير بوتين وجو بايدن “النعسان” وريشي سوناك وإيمانويل ماكرون وبنيامين نتنياهو.

لقد طمأنه العاملون في غرفة عملياته بأنهم يسيطرون على الوضع مع وجود مستشارين وأدوار نجله مجتبى. وبلغ الأمر به حداً يثير استغراب الجميع حتى المطيعين له. وهو يدعي أن بإمكانه إبطال أي مؤامرة ويتمكن من مواجهة الاستكبار العالمي.

كان اللواء محمد باقر ذو القدر من قادة الحرس الثوري قد أكد في جمع من أصدقائه أنه مستعد لمواجهة الموت بحركة إيماء من خامنئي.

يعرف مجتبى تفاصيل الأمور أفضل من أبيه، وهو على ارتباط مع مجموعة من رجال الأمن الذين يهيمنون على الحكومة ومجلس النواب والاقتصاد والشأن السياسي، ويتمتعون بقدر من القوة حيث لا يمكن لخامنئي التحرك من دون إرادتهم.

لفت انتباه خامنئي

وخلال السنوات الماضية، عملت هذه العصابة الأمنية أشياء كثيرة من أجل لفت انتباه خامنئي لقدراتهم. فمثلاً زرعوا في مرحلة ما سماعة في غرفة نومه وبعد فترة قالوا إنهم تمكنوا من كشف سماعة. قدموا له شرحاً بشكل حتى يتصور أنه لولا وجودهم فإنه لا يمكن الاستمرار في الحياة.

اقترب خامنئي خلال ولاية محمد خاتمي، إلى رجال الأمن أكثر من ذي قبل طبقاً لما ورد في مذكرات أكبر هاشمي رفسنجاني رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام.

نظم خامنئي فريقاً من رجال الأمن في بيته ومكتبه وخارج المكتب. لديه فريق عمل يضم أفراداً مثل اللواء شيرازي وفلاح وقاآني وسلامي وفيروز أبادي وأصغر حجازي ولديهم رجال إعلام مثل حسين شريعت مداري رئيس تحرير صحيفة كيهان وحسين صفار هرندي وزير السياحة وآخرون مثل جبلي وحاج عزت ووزير التراث الثقافي.

كما لديهم فريق مجرب من المتمكنين في القتل واختلاق المؤامرات، يرتدون العباءات والعمائم منهم قربان علي دري نجف أبادي ومحمدي كلبايكاني ومحسني إجئي ومصطفى بور محمدي. كما لديهم منظرون مثل أحمد وحيدي وزير الداخلية ووزير الخارجية الأسبق علي أكبر ولايتي وحسن عباسي وحسين الله كرم وإلياس نادران ومهدي شمران.

ولديهم دبلوماسيون مثل محمد حسن أختري السفير الإيراني السابق في سوريا الذي يعمل حالياً في منظمة الدعاية الإسلامية وعلي باقري وحسن كاظمي قمي وإيرج مسجد جامعي، وهم يهيمنون على عقل المرشد.

وهنالك جمع آخر من 30 شخصاً من أعضاء المركز الاستراتيجي للحرس الثوري وكلية الإمام باقر واستخبارات الحرس الثوري والأركان العامة للقوات المسلحة منهم الدكتور موسوي. وبعد ما رأوا الرعب الذي سيطر على خامنئي خلال الفترة الماضية، قرروا أن يحسموا أمر خلافة المرشد قبل وصول ملك الموت إلى مفترق أذربيجان الذي يقع فيه بيت المرشد لكي يتأكدوا من عدم وجود شخص يبعثر جمعهم.

مثلما سيطر كل من رفسنجاني وخامنئي وري شهري على نجل الخميني أحمد في العقد الأول من عمر النظام، نشهد في الوقت الحالي أيضاً رجال أمن يهيمنون على مجتبى، بخاصة أنهم رأوا فيه رغبة جامحة للقيادة.

كان النجل الآخر لخامنئي ميثم هدفاً لهم لكنه بعدما شارك في محاضرات السيد رضي شيرازي تغير كثيراً وأصبح زاهداً وراغباً بالعزلة والاختلاء إلى نفسه ومهتماً بالدرس والبحث.

فيما بعد اكتشفوا أنه يجب الهيمنة على ثلاثة أشخاص من المقربين من خامنئي من بين الأفراد الأكثر ثقة من حوله. الأول غلام علي حداد عادل ولم تكن الهيمنة عليه صعبة لأنه عاشق للمقام ومستعد لبيع كل من حوله من أجل كرسي الرئاسة والمسؤولية، وكان هدفاً سهلاً.

الشخص الثاني هو اللواء باقري الذي تربع على عرش الأركان العامة للقوات المسلحة بدلاً من حسن فيروز أبادي.

“المرشد في قبضتهم”

عليكم أن تتخيلوا القوة التي يتمتع بها هذا الجمع وكيف أصبح المرشد في قبضة هؤلاء. الأوامر التي تصدر عن خامنئي في الواقع هي أوامرهم، إذ يهيمنون على جميع شؤون البلاد.

وبلغ الرعب والتعذيب حداً حيث تمكنوا من إخفاء جميع الأصوات المعارضة. وأبطلوا مفعول الجيش وتمكنوا من إزاحة قادة الحرس غير المطيعين لأوامرهم بالتدريج، وكان التخلص منهم عبر طرق مختلفة منها حوادث السير مثلما فعلوا بأحمد موسوي وأصدقائه وكذلك مثلما تخلصوا من أكبر هاشمي رفسنجاني.

ووقع باقري على اتفاقية مع روسيا بقيمة خمسة ملايين دولار ويمكن تمديدها في المستقبل ثلاث مرات لتبلغ الصفقة التسليحية 20 مليار دولار.

هم يعتقدون أن الولايات المتحدة الأميركية ستهاجمهم يوماً ما وأن الهجوم سينتهي لصالحهم وأن روسيا ستقف أمام أميركا، وسيتمكنون من توجيه ضربات كبيرة ضدهم في المنطقة والعراق ليتمكنوا من بعدها القيام باختبار نووي في منطقة نيشابور ثم سيقبل العالم إيران كقوة نووية.

وكان اللواء في الحرس الثوري محمد باقر ذو القدر قد أكد، أخيراً، “علينا الاستعداد لتعيين حكام في المناطق التي ستصبح تحت تصرفنا خارج البلاد”.

لقد أنفق النظام أكثر من 3 مليارات دولار خلال السنوات الماضية على “حزب الله” اللبناني و”حماس” و”الجهاد الإسلامي” و”جيش المهدي” و”قوات بدر” و”الحوثيين”. ما يمكن أن يبعثر نوم مسؤولي النظام الإيراني ليس الهجوم العسكري. أي هجوم عسكري ضد إيران سيكون محض حماقة، والنظام يتمنى ذلك. السبيل الوحيد لإنقاذ الوطن هي الإرادة الوطنية والمقاومة المدنية.

حالة الطوارئ في إيران

تمضي إيران أصعب أيامها. والغريب أن النظام بعد مضي 44 عاماً يهب لمحاربة الناس من خلال شرطة الأخلاق ويتدخل في الحجاب ولباس وشكل المواطنين. كما أن آلة القمع العائدة لخامنئي تتحرك عندما أمرهم خامنئي بالقتل وأبلوا بلاء حسناً خلال الاحتجاجات السابقة ليثبتوا للمرشد مدى ولائهم له من خلال القتل والاعتقالات والمواجهات.

الهجوم الوحشي ضد المراكز الجامعية والاعتقالات وتعذيب النشطاء السياسيين والطلبة والعمال إلى جانب الاعتقالات والقتل كانت تطبيقاً لما ورد في كتاب حديقة الحيوان لـ”جورج أورويل”.

انظروا ماذا حل بيوغسلافيا السابقة. كان ميلوسوفيتش وحاشيته قد حولوا أرض أجدادهم إلى مكان مجزئ. كما أن ألمانيا وعدد من البلدان الأوروبية قد ساعدت على انفصال البلدان التي انبثقت من يوغسلافيا.

توجد في الوقت الحالي بعض القوى التي ترغب بتجزئة إيران من خلال استغلال حماقة أنصار ولاية الفقيه. إننا قلقون على أرض آبائنا. يعتريني الرعب من أن نكون آخر جيل يشهد إيران الموحدة والشامخة وشعب متناغم.

أؤكد أن النظام المتآمر يستمر بالحياة من خلال إثارة القلاقل والفتن في المنطقة. يستهدف أربيل الهادئة بذريعة وجود مراكز للموساد. لقد أكد قائد الحرس الثوري في طهران حسن حسن زاده أن هذه الهجمات نفذت بناء على أوامر خامنئي مرشد النظام الإيراني. بعد يومين استهدفت صواريخ الحرس الثوري باكستان البلد الذي لم يتخذ مواقف عدائية ضد إيران في الماضي.

الولايات المتحدة تستهدف الحوثيين التابعين للمرشد علي خامنئي للمرة الرابعة. المتسبب بالفتنة والمؤامرات في المنطقة يعرف ما هي أخطاؤه.

إننا وبدلاً من دعم رموزنا الوطنية وفي مقدمهم الأمير رضا بهلوي تعودنا على اللوم وبيع الكلام. يتصور البعض أن المقابلة التي بثت، أخيراً، للمسؤول الكبير في جهاز السافاك (جهاز استخبارات الشاه) برويز ثابتي بأنها من أجل تطهير النظام الملكي السابق.

إنه عصر غريب. المرشد منهمك بخلق خليفة من بعده في حين لدينا ولي عهدنا الشرعي. المرشد خائف من الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل. صدقوني إن إسقاطه من الحكم ليس أمراً صعباً. إنه أمر يتطلب إرادة وطنية وقوة لإسقاطه. لدينا الاثنان وأمير يفكر دائماً بتحرير أرض آبائنا.

نقلاً عن “اندبندنت فارسية”