ناقش مجلس وزراء الحرب في إسرائيل في اجتماعه الاثنين مجموعة من الخيارات المطروحة لإيذاء إيران لكن من دون التسبب في حرب شاملة.
وشنت إيران ليل السبت – الأحد هجوما بالمسيرات والصواريخ من أكثر من موقع على إسرائيل، ردا على استهداف قنصليتها في دمشق قبل أيام، والذي أودى بحياة قادة كبار في الحرس الثوري بينهم الجنرال البارز محمد رضا زاهدي.
ونقلت القناة 12 العبرية عن مصدر مطلع قوله إن نية إسرائيل هي الشروع في عمل بالتنسيق مع الولايات المتحدة، التي قالت إنها لن تشترك في أي هجوم مباشر على إيران.
وهناك انقسام داخل مجلس الحرب الإسرائيلي حيال طبيعة الرد على الهجوم الإيراني، حيث أوضحت القناة أن “بعض الردود المطروحة طفيف وبعضها الآخر أكثر شدة”، لافتة إلى أن هناك خيارات عسكرية وضعت على طاولة مجلس الحرب “يمكن تنفيذها على الفور”.
وتابعت القناة “هدف إسرائيل هو إيلام إيران، وليس التسبب في حرب شاملة. إضافة إلى ذلك، تريد إسرائيل القيام بعملية عسكرية تتم بالتنسيق مع الأميركيين”.
وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أبلغ نظيره الأميركي لويد أوستن بأنه ليس أمامهم إلا خيار الرد على الهجوم الإيراني
ويأتي البحث الإسرائيلي في الرد على إيران وسط دعوات في المنطقة وحول العالم إلى ضبط النفس، وتجنب أي تصعيد جديد قد يؤدي إلى حرب إقليمية موسعة.
ويرى متابعون أن حكومة بنيامين نتنياهو تجد نفسها مجبرة على الرد، حيث تخشى أن يفهم صمتها على أنه تآكل لقوة الردع لدى إسرائيل، لكن الإدارة الأميركية وباقي الحلفاء الغربيين يتخوفون من إمكانية خروج الوضع عن السيطرة.
وذكرت وسائل إعلام عبرية أن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أبلغ نظيره الأميركي لويد أوستن بأنه “ليس أمام تل أبيب خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني”. ونقل موقع “والا” مساء الاثنين عن مسؤول أميركي ومصدر آخر مطلع، لم يسمهما، قولهما إن “غالانت قال لأوستن في مكالمة هاتفية الأحد إن إسرائيل “لن تكون قادرة على قبول واقع جديد يتم فيه إطلاق الصواريخ الباليستية عليها ولا ترد”.
وفي السياق ذاته أوضح المصدران للموقع العبري أن غالانت شدد خلال الاتصال على أن إسرائيل أيضًا “لن تكون قادرة على قبول وضع، ترد فيه إيران بهجوم من أراضيها على إسرائيل في كل مرة تقوم فيها تل أبيب بهجمات في سوريا”. وتابع موقع والا “بدوره نقل أوستن إلى غالانت رسالة مشابهة لتلك التي نقلها الرئيس الأميركي جو بايدن إلى رئيس الوزراء نتنياهو خلال محادثتهما السبت”، مؤكدا على أنه “يجب فعل كل شيء لتجنب المزيد من التصعيد في المنطقة”.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية ذكرت في بيان حول المحادثة أن أوستن أكد لغالانت أنه “على الرغم من أن الولايات المتحدة ليست معنية بالتصعيد، إلا أنها ستواصل اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لحماية إسرائيل والقوات الأميركية في المنطقة”. وبحسب الموقع العبري تحث إدارة بايدن وبعض حلفاء إسرائيل في الغرب حكومة نتنياهو على “عدم التسرع في شن هجوم مضاد”.
وسبق أن أشار مسؤولون أميركيون بارزون إلى أن بايدن أبلغ نتنياهو خلال محادثتهما السبت بأنه يجب عليه أن يدرس “بحذر وبشكل إستراتيجي طريقة الرد، واقترح عليه أن يكتفي بالانتصار الممثل في احتواء الهجوم الإيراني”.