ما إن انقشع الغبار حول مصير الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الذي لقي حتفه إثر سقوط طائرة مروحية كان يستقلها في منطقة جبلية قرب حدود أذربيجان شمال غربي البلاد، ومعه ستة مسؤولين آخرين على رأسهم وزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان، حتى طفى على السطح كثير من الأسئلة حول ملابسات الحادثة وتوقيتها وتبعاتها وأبرز الرابحين منها، لا سيما في ظل التعقيدات التي تحكم هرمية السلطة في إيران، وترجيح كثيرين أن رئيسي، وهو محافظ متشدد قدم إلى الحكم قبل ثلاثة أعوام، كان يعد أحد أبرز المرشحين لخلافة المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، وذلك تزامناً مع تزايد حالة السخط الشعبي جراء مجموعة من الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وعلاقات دولية “متشنجة” تخيم على البلاد.
“مجرد حادثة أم قتل متعمد له ما بعده؟”، أياً كانت الإجابة عن ذلك التساؤل، تبقى إيران “دولة لا تبدو أن يموت فيها الرؤساء بالصدفة”، هكذا تقول مجلة “ذي أتلانتيك” الأميركية، موضحة “إن الشكوك ستحيط حتماً بالحادثة. ففي نهاية المطاف، لا تزال الحوادث الجوية التي قتلت مسؤولين سياسيين كباراً في روديسيا الشمالية (1961) والصين (1971) وباكستان (1988) وبولندا (2010) خاضعة للتكهنات في كثير من الأحيان. وفي حالة الرئيس الإيراني، كما هي الحال في الحالات الأخرى، من المرجح أن يقود سؤال واحد هذه التكهنات: من سيستفيد سياسياً من وفاة رئيسي (63 سنة)؟ حتى لو لم توضح لنا الإجابة عن هذا السؤال في النهاية سبب تحطم المروحية، فإنها يمكن أن تلقي بعض الضوء على ما سيأتي بعد ذلك في الجمهورية الإسلامية”.
وانتخب رئيسي الذي يعد من غلاة المحافظين كما يشاع، في 2021 في خضم علاقات دولة مضطربة واحتجاجات داخلية، وعرف صاحب المسيرة الطويلة في النظام السياسي للجمهورية الإسلامية، بقربه من المرشد الأعلى. ومنذ توليه منصبه أمر بتشديد قوانين الآداب العامة، كما أشرف على حملة قمع دموية على الاحتجاجات المناهضة للحكومة، لتأتي وفاته لتكون بمثابة “ضربة استراتيجية هائلة لها كثير من العواقب والتبعات”، بحسب توصيف المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وهو جماعة معارضة في المنفى.
سياقات وصراعات تصعد خصوم رئيسي
مع تتبع مسيرة الرئيس الإيراني الراحل في دواليب السلطة الإيرانية، والصراع المستمر بين المتشددين والمعتدلين داخل الدولة، مروراً بالأوضاع والظروف التي تمر بها البلاد، فضلاً عن التفاصيل المعلنة من الجانب الإيراني حتى الآن حول ملابسات حادثة تحطم طائرة الرئيس، تخيم “شكوك واسعة” حول الحادثة ويظن كثر أنه “اغتيال مدبر”، وذلك أمام ترجيح البعض، استناداً للرواية الرسمية الإيرانية، أن وفاة رئيسي “مجرد حادثة”، إذ كانت مروحية الرئيس تمر عبر منطقة جبلية ضبابية وعرة في شمال غربي إيران، وأن صوراً من الموقع أظهرت أن الطائرة اصطدمت بقمة جبل، فيما بذلت الجهود لتحديد موقع التحطم رغم الظروف القاسية من الضباب والرياح والأمطار الغزيرة.
يقول الباحث الإيراني في التاريخ ودراسات الشرق الأوسط في جامعة كليمسون الأميركية، آراش عزيزي في تحليل كتبه بمجلة “ذي أتلانتيك”، إن “الحوادث تحدث في كل مكان، ولكن ليست كل الحوادث متساوية”، متناولاً فرضيتي أن “تكون الحادثة مجرد حادثة أو أن تكون مدبرة” إذ يقول: “لا تبدو إيران كدولة يموت فيها رؤساؤها بالصدفة. ولكنها أيضاً دولة تحطمت فيها الطائرات، بسبب الحالة المؤسفة للبنية التحتية في إيران المعزولة دولياً. وفي الأعوام السابقة، لقي ما لا يقل عن وزيرين وقائدين عسكريين بارزين حتفهم في حوادث مماثلة”، مضيفاً: “كانت مروحية رئيسي، التي كانت تقل أيضاً وزير الخارجية الإيراني واثنين من كبار المسؤولين الإقليميين، تمر عبر منطقة جبلية ضبابية سيئة السمعة في شمال غربي إيران. ربما كانت الحادثة مجرد حادثة”. ويتابع عزيزي: “مع ذلك، فإن الشكوك ستحيط حتماً بالحادثة، ومن المرجح أن يقود سؤال واحد هذه التكهنات: من سيستفيد سياسياً من وفاة رئيسي؟ حتى لو لم توضح لنا الإجابة عن هذا السؤال في النهاية سبب تحطم المروحية، فإنها يمكن أن تلقي بعض الضوء على ما سيأتي بعد ذلك في الجمهورية الإسلامية”.
AFP__20240519__34TB46C__v1__Preview__IranPolitics.jpg
يتولى علي خامنئي (85 عاما) منصب المرشد الأعلى للبلاد منذ عام 1989، وتمثل خلافته قضية “شائكة ومرتقبة” في هيكل النظام الإيراني (أ ف ب)
ومتتبعاً مسيرة رئيسي في أروقة الحكم الإيرانية، يقول عزيزي، “صعد رئيسي إلى الرئاسة في عام 2021، في انتخابات كانت الأقل تنافسية التي أجرتها إيران منذ عام 1997. وذلك بعد أن تأكد المرشد علي خامنئي من منع جميع المرشحين الجادين الآخرين من الترشح. ومن بين الذين تم استبعادهم لم يكن الإصلاحيون فحسب، بل أيضاً المحافظون الوسطيون وحتى محمود أحمدي نجاد الرئيس المتشدد السابق الذي أصبح خامنئي يعتبره منافساً”، ويضيف “يبدو أن رئيسي قد تم اختياره على وجه التحديد لأنه لا يمكن أن يكون منافساً جدياً لخامنئي”.
ويمضي عزيزي وهو مؤلف كتاب “قائد الظل: سليماني والولايات المتحدة وطموحات إيران العالمية”، في تحليله فيقول، “في عام 2017 تكشف عن أن رئيسي يفتقر إلى الكاريزما ووضح ذلك خلال المناظرات الانتخابية ضد الرئيس آنذاك حسن روحاني، وبعد توليه الرئاسة عام 2021، أطلق عليه البعض الرئيس الخفي”، مشيراً في ذلك إلى أنه خلال الاحتجاجات التي هزت إيران على مدار عامي 2022 و2023 “لم يهتم سوى عدد قليل من المتظاهرين بالهتاف بشعارات ضد رئيسي، لأنهم كانوا يعلمون أن السلطة الحقيقية تكمن في مكان آخر”. وذلك رغم أن “يد رئيسي قد تكون ملطخة بالدماء أكثر من أي مسؤول آخر على قيد الحياة إيران. إذ إنه منذ الثمانينيات، أعدمت الجمهورية الإسلامية آلاف المعارضين الإيرانيين. والسلطة القضائية هي ذراع الحكومة التي تقوم بهذه الوظيفة القاتلة، وقد تولى رئيسي مناصب قيادية فيها منذ البداية، وترقى ليصبح رئيساً للسلطة القضائية عام 2019″، بحسب عزيزي.
ويتابع الباحث الإيراني، قائلاً “بالنسبة لخامنئي، ما يهم هو أنه يمكن الاعتماد على رئيسي للامتثال لخط النظام”، مضيفاً أن: “الصفات نفسها التي جعلت رئيسي يبدو على الأرجح خياراً آمناً للنظام للرئاسة، جعلته أيضاً منافساً أساسياً لخلافة خامنئي في منصب المرشد الأعلى، ووفقاً للدستور الإيراني، لا يمكن أن يصبح رئيساً للدولة إلا رجل دين يتمتع بخبرة سياسية جادة. وحتى الآن، توفي عديد من رجال الدين الذين ينطبق عليهم هذا الوصف أو تم تهميشهم سياسياً (كثير منهم لم يشاركوا سياسات خامنئي)، مما ترك المجال مفتوحاً أمام رئيسي”، في المقابل، “توقع عديد من المراقبين السياسيين أن يكون رئيسي مرشداً أعلى ضعيفاً، مما يسمح للسلطة الحقيقية بالتدفق إلى مكان آخر (إلى الحرس الثوري) على سبيل المثال، أو إلى مراكز السلطة الأخرى المحيطة بالنظام أو التابعة له”.
ويستخلص عزيزي، أن “رئيسي كان ينتمي إلى دائرة خاصة جداً من النخبة السياسية الإيرانية، وفي السنوات القليلة الماضية، أصبح آخرون في الطبقة السياسية يشعرون بالقلق في شأن طموح الدوائر المحيطة به. وهو مواطن من مدينة مشهد، في شمال شرقي إيران، وكان رئيسي يشغل في السابق وصاية الضريح في المدينة، وهي أيضاً إمبراطورية اقتصادية في حد ذاتها. وهو متزوج من ابنة إمام صلاة الجمعة في مشهد، وهو من المحافظين الاجتماعيين. وقد لعبت زوجة رئيسي، جميلة علم الهدى، دوراً عاماً غير عادي، الأمر الذي دفع بعض المحافظين من خارج الكادر الإقليمي للزوجين إلى الشعور بالقلق من أنه بعد وفاة خامنئي في نهاية المطاف، قد تصل (زمرة مشهد) إلى قمة النظام”.
وقاد فوز رئيسي في انتخابات عام 2021 بعد استبعاد هيئة رقابية للمنافسين المحافظين والإصلاحيين ذوي الوزن الثقيل إلى وضع جميع أذرع السلطة في يد المتشددين الموالين للزعيم الأعلى علي خامنئي (85 سنة) صاحب القول الفصل في جميع الأمور السياسية بإيران والموجه الناصح لرئيسي.
AFP__20200528__1SF4Q9__v11__Preview__TopshotIranPoliticsParliament.jpg
سعى رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف لأكثر من مروة إلى الوصول لمنصب رئيس الجمهورية في إيران (أ ف ب)
وفاة رئيسي تفتح الباب الرئاسة أمام “قاليباف”
وعلى وقع نموذج رئيسي في الرئاسة الإيرانية، وسعي كثيرين لاقتناص المنصب في ظل الصراع على السلطة في الجمهورية الإسلامية، يقول عزيزي إن “سلبية رئيسي الواضحة أدت إلى تشجيع المنافسين بين مجموعة من المتشددين المؤذيين خصوصاً، الذين رأوا في رئاسته الضعيفة فرصة لتحسين صورتهم السياسية على حساب المحافظين الأكثر رسوخاً، مثل رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف”، موضحاً أن “بعض هؤلاء المتشددين حققوا أداء جيداً في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، جرت في مارس (آذار) الماضي، التي كانت إلى حد كبير منافسة داخل المعسكر المتشدد. وحصل قاليباف، على دعم الأحزاب السياسية المحافظة الرئيسة الموالية للنظام وعديد من منافذ الحرس الثوري الإيراني”.
ويتابع: “لجميع هذه الأسباب، فإن وفاة رئيسي من شأنها أن تغير ميزان القوى بين الفصائل داخل إيران. وبموجب الدستور الإيراني، يتولى نائب الرئيس محمد مخبر مهام الرئاسة، ويتعين على مجلس يتكون من مخبر وقاليباف (رئيس البرلمان) ورئيس السلطة القضائية غلام حسين محسني إيجي تنظيم انتخابات جديدة خلال 50 يوماً”.
وينقل عزيزي عن مسؤول مقرب من قاليباف، عند سؤاله عن العواقب السياسية لحادث وفاة رئيسي، أجاب عن الفور، “قاليباف سيكون الرئيس الجديد”، ثم يضيف: “بالتأكيد يرغب في أن يكون كذلك. طموح قاليباف ليس جديداً على أحد، وقد ترشح للرئاسة مرات عدة، بدءاً من عام 2005. وكان قاليباف، الذي كان تكنوقراطياً أكثر من كونه أيديولوجياً، قائداً في الحرس الثوري الإيراني خلال الحرب الإيرانية العراقية (1980/1988)، ومن المرجح أن يحظى ببعض الدعم في الأقل من داخل صفوفه”، مضيفاً، “تميزت فترة ولاية قاليباف الطويلة كرئيس لبلدية طهران (2005-2017) بدرجة من الكفاءة وقدر كبير من الفساد. وقد سلط أعداؤه السياسيون الضوء، أخيراً، على حالات فساد مرتبطة به وبعائلته. أخبرني مسؤول مقرب من الرئيس السابق روحاني أن مشكلة قاليباف هي أنه يريد ذلك أكثر من اللازم. يعلم الجميع أنه ليس لديه أي مبادئ وسيفعل أي شيء من أجل السلطة”.
ويتابع: “إذا سجل قاليباف نفسه لخوض انتخابات رئاسية منظمة على عجل، فقد يواجه مجلس صيانة الدستور صعوبة في رفضه، نظراً لصلاته العميقة بهياكل السلطة في إيران. ولكن هل سيكون خامنئي سعيداً بانتقال الرئاسة إلى تكنوقراط من دون المؤهلات الإسلامية المناسبة؟ ومن غيره سيسمح له بالترشح، وهل يستطيع أن يهزم قاليباف في صناديق الاقتراع، كما فعل أحمدي نجاد وروحاني على التوالي في عامي 2005 و2013؟”.
وخلال الساعات الماضية، طرحت تقارير وصحف إيرانية بعض الأسماء التي من المرجح أن تخلف رئيسي في المنصب، أبرزها الرئيسان السابقان حسن روحاني ومحمود أحمدي نجاد، وعلي لاريجاني، السياسي المحافظ المعتدل الذي شغل لمدة طويلة منصب رئيس مجلس الشورى الإيراني واستبعد في عام 2021 من الترشح للرئاسة، ومحمد باقر قاليباف رئيس البرلمان الإيراني، الذي حاول مرات عدة الوصول إلى كرسي الرئاسة في إيران.
2019-05-31T000000Z_1026831956_MT1DPAPA000NKVI3W_RTRMADP_3_DPAPA رويترز 1.JPG
يبقى مجتبي خامنئي نجل المرشد الأعلى للبلاد أحد أبرز المستفيدين على المستوى الداخلي من رحيل رئيسي (رويترز)
نجل خامنئي يقترب من منصب المرشد
أمام ترجيحات سابقة عدة منذ سنوات لاعتبار رئيسي مرشحاً قوياً لخلافة المرشد الأعلى علي خامنئي، الذي يتولى المنصب الأهم في البلاد منذ عام 1989، وتمثل خلافته قضية “شائكة ومرتقبة” في هيكل النظام الإيراني. بدا وفق كثيرين أن غياب رئيسي عن المشهد، فتح الباب أمام مجتبي نجل المرشد الأعلى، نحو خلافة والده، لا سيما أن غالبية الإيرانيين كانوا ينظرون له ولرئيسي على أنهما المرشحان الوحيدان لخلافة المرشد.
وعلى رغم أن مجتبي خامنئي، البالغ من العمر 54 سنة، بقي في الظل لفترة طويلة، ولا يعرف سوى قليل عن سياساته أو آرائه، فإنه يبقى أحد أبرز المستفيدين على المستوى الداخلي الإيراني من رحيل رئيسي.
ويقول آراش عزيزي، “ما يقلب المؤامرة هو حقيقة أن بعض مسؤولي النظام والمسؤولين السابقين الذين يدعمون قاليباف يدعون أيضاً إلى أن يخلف مجتبى والده في منصب المرشد الأعلى”، مضيفاً “ينظر إلى مجتبى على نطاق واسع على أنه منافس جدي للمنصب. هل يمكن أن تكون هناك صفقة بين مجتبى وقاليباف تمهد الطريق لكليهما إلى السلطة؟”. ويتابع، “عندما توفي المرشد السابق آية الله الخميني، في عام 1989، حل خامنئي محله بعد إبرام اتفاق غير مكتوب مع زميله رجل الدين أكبر هاشمي رفسنجاني، الذي تولى الرئاسة بعد ذلك. إذ تم تعديل الدستور بسرعة لمنح مزيد من الصلاحيات للرئيس. سيندم رفسنجاني على الاتفاق، إذ تم تهميشه سياسياً من قبل خامنئي قبل وفاته في عام 2017، في ما يعتبره كثر في إيران وفاة مشبوهة. هل يمكن لهذه القصة التحذيرية أن تجعل الجانبين حذرين؟”. مشيراً على أن “هذه القصة تزيد من الشكوك الخاصة بتورط خامنئي في وفاة رئيسي”.
ويضيف: “لقد توقع كثر صراعاً شرساً على السلطة في إيران، لكن معظمهم رجحوا أن يأتي ذلك بعد وفاة خامنئي. إلا أنه من المرجح الآن أن نشهد في الأقل بروفة تلوح فيها الفصائل المختلفة بقوتها”. خاتماً بالقول، “مهما كان الشكل الذي يتخذه الصراع على السلطة في القمة، فإن الشعب الإيراني لن يستقبله سلباً لفترة طويلة”.
اقرأ المزيد
محطات في حياة رئيسي تلميذ خامنئي وابن النظام
رئيسي كان مرشحا محتملا لخلافة خامنئي
أشهر حوادث طائرات المسؤولين حول العالم
مقتل رئيسي يعيد الأسطول الجوي الإيراني إلى الواجهة
محمد مخبر من حراسة أموال المرشد إلى رئاسة إيران
وتقول تحليلات غربية، إن الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي تحول إلى منافس على منصب الزعيم الأعلى للبلاد بعد تعامله المتشدد مع القضايا المرتبطة بالالتزام الديني والقمع الدموي للاحتجاجات التي أشعلت فتيلها هذه القضايا في أنحاء إيران. كذلك ارتفعت أسهم رئيسي على أثر اتخاذه موقفاً متشدداً في المفاوضات المتوقفة الآن مع القوى الست الكبرى التي كانت ترمي إلى إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، إذ إنه كان يرى أفقاً للحصول على إعفاءات واسعة النطاق من العقوبات الأميركية مقابل فرض قيود متواضعة فحسب على برنامج إيران النووي الذي يسجل تطوراً متزايداً.
يذكر أن النظام السياسي في إيران مقسم بين المؤسسة الدينية والحكومة، ويكون للمرشد الأعلى سلطة اتخاذ القرار في جميع السياسات الرئيسة.
ويعد مجلس “خبراء القيادة” الجهاز المكلف في إيران بانتخاب المرشد الإيراني، ويعتبر المسؤول في حال تعذر ممارسة المرشد مهامه أو افتقاره للصلاحيات أو وفاته. ويتكون هذا المجلس من 88 عضوا من رجال الدين المتنفذين في النظام ويجرى اختيارهم بالتصويت المباشر كل ثمانية أعوام.