تستمر المناكفات والتصريحات السياسية والعسكرية بين إيران وإسرائيل، حول الصراع القائم بين الطرفين بعد عمليات القصف الجوي بينهما، وتصاعد حدة التوجيهات بالعودة إلى قواعد الاشتباك والردع المقابل.
وجاء تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نهاية شهر تشرين الأول 2024 بأن الهدف الرئيسي والأهم لإسرائيل هو منع إيران من امتلاك السلاح النووي، الأمر الذي أدى إلى عودة المسؤولين الإيرانيين للحديث حول إمكانية إعادة النظر بعقيدتها النووية والتوسع في عملية تخصيب اليورانيوم وزيادة حجم الخزن الاستراتيجي من أجهزة الطرد المركزي في منشأتي نطنز وفوردو وتوسيع دائرة العمليات الفنية والعلمية لضمان استخدام عناصر القوة النووية في حماية المصالح الحيوية والدفاع عن نظامها السياسي وتأثيرها الإقليمي.
صاحبت هذه الأحداث أن أعلن البرلمان الإيراني في الثامن من تشرين الأول 2024، تلقيه مشروع ( توسيع الصناعة النووية الإيرانية) من أجل مناقشته وتحديد الوسائل والأهداف التي تعزز نجاح المشروع ودعوة القيادة الإيرانية للالتزام بما سيقرره أعضاء المجلس، وهي أشارة واضحة من قبل إيران للمجتمع الدولي ولدول منطقة الشرق الأوسط بإمكانية العمل على استعادة إيران لدورها الإقليمي وسعيها لتكون دولة نووية وفق الطموحات الجماهيرية والحفاظ على منجزات الشعوب الإيرانية باعتبار أن هذه الأهداف تمثل رأي المجتمع الإيراني.
وأيد دعوة أعضاء البرلمان الإيراني ( كمال خرازي) رئيس المجلس الاستراتيجي للسياسات الخارجية الإيرانية في حديثه لقناة الميادين في 31 تشرين الأول 2024 بأن (عملية التقدم في تغيير سياسة العقيدة النووية قائم، في حال تعرض إيران لأي تهديد وجودي) وان إيران لديها الامكانية بامتلاك القدرات الفنية اللازمة لإنتاج السلاح النووي.
وتزامنت هذه الأحداث مع ما يتداول من إمكانية عودة إيران لتوجيه ضربة عسكرية باستخدام الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة، وأن المرشد الأعلى علي خامنئي وجه المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني يوم الثامن والعشرين من تشرين الأول 2024 بإعداد الخطط اللازمة لمهاجمة العمق الإسرائيلي بعد اطلاعه على تقرير من القيادات العسكرية العليا حول حجم الأضرار التي لحقت بقدرات وإنتاج الصواريخ الإيرانية وأنظمة الدفاع الجوي بعد الضربة الإسرائيلية الأخيرة، وبعد عدة اجتماعات ومداولات مع قيادات فيلق القدس والحرس الثوري الإيراني الذين أيدوا عملية الرد القادم وتصعيد حالة المواجهة مع إسرائيل والتي احتوتها كلمة قائد وحدات الحرس الثوري والمسؤول عن الأمن النووي ( أحمد حقطلب) بأن التهديدات الإسرائيلية قد تدفع إيران لمراجعة عقيدتها النووية والانحراف عن اعتباراتها السابقة.
وتبقى الأوضاع قائمة حول استغلال إيران للفرص السياسية الدولية والإقليمية وللأيام المتبقية لموعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، بتصعيد مواقفها حول القيام بضربة عسكرية لإسرائيل وبمساعدة أذرعها وشركائها و استخدام المجال الجوي للأراضي العراقية والسورية، وهي محاولة للحصول على مكتسبات ومواقف تعينها في أي مفاوضات قادمة ولتبدأ بخطوات جديدة مع أي إدارة تتواجد في البيت الأبيض الأمريكي.
وحدة الدراسات الإيرانية
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية