رفض مجلس جامعة الدول العربية في اجتماعه الطارئ على المستوى الوزاري، اليوم الأحد، بشكل قاطع الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة المملكة العربية السعودية في طهران وقنصليتها العامة في مشهد.
“ |
وحمّل المجلس، في بيانه الختامي، الجمهورية الإيرانية “المسؤولية عن الاعتداءات“، مطالبا إياها “بالالتزام بالاتفاقيات والمعاهدات الدولية في هذا الشأن، لا سيما اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961 واتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية لعام 1963”.
واتهم وزير خارجية السعودية، عادل الجبير، في كلمته أمام الاجتماع الوزاري العربي الذي عُقد بالأمس في الجامعة العربية بناءً على طلب السعودية، إيران بإثارة الفتنة الطائفية في المنطقة وزعزعة الأمن، وشدد على أن الرياض تتعامل مع هذه التدخلات بكل جدية وستتصدى لها بكل حزم.
وكان الاجتماع الوزاري قد انطلق أمس في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب برئاسة وزير خارجية الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد، والذي تترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس الجامعة، وبحضور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية ومشاركة 18 من وزراء الخارجية، فيما مثل كلاً من الأردن والجزائر وتونس مندوبوها الدائمون لدى الجامعة.
ويأتي انعقاد هذا الاجتماع بناءً على طلب من المملكة العربية السعودية. واستنكر المجلس في هذا الشأن “التصريحات الإيرانية العدائية والتحريضية ضد السعودية في ما يتعلق بتنفيذ الأحكام القضائية الصادرة بحق عدد من الإرهابيين، معتبرا ذلك تدخلا سافرا في أحكام القضاء السعودي والشؤون الداخلية للمملكة مما يتنافى مع ميثاق الأمم المتحدة”، حسب ما جاء في البيان الختامي.
وأكد المجلس التضامن الكامل مع السعودية في مواجهة الأعمال العدائية والاستفزارات الإيرانية ودعم جهودها في مكافحة الإرهاب ودورها في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
كما دان تدخل إيران المستمر في الشؤون الداخلية للدول العربية على مدى العقود الماضية، معتبرا أن هذا النهج يؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي، كما يعتبر انتهاكا لقواعد القانون الدولي ومبدأ حسن الجوار.
وطالب القرار حكومة إيران بالامتناع عن الأعمال الاستفزازية والتصريحات العدائية التي من شأنها تقويض وتهديد الأمن والاستقرار بالمنطقة.
كما دان استمرار احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث “طنب الكبرى والصغرى وأبو موسى”، والتأكيد المطلق على سيادة دولة الإمارات الكاملة عليها، وتأييد كافة الإجراءات والوسائل السلمية التي تتخذها الإمارات لاستعادة سيادتها على جزرها المحتلة طبقا للقانون الدولي.
وندد المجلس بالتدخل الإيراني في الأزمة السورية وما يحمله ذلك من تداعيات خطيرة على مستقبل سورية وأمنها واستقرارها ووحدتها الوطنية وسلامتها الإقليمية.
وشجب المجلس تدخلات إيران في الشأن اليمني الداخلي عبر دعمها للقوى المناهضة لحكومة اليمن الشرعية وانعكاس ذلك سلبا على أمن واستقرار اليمن ودول الجوار والمنطقة بشكل عام. وحث المجلس حكومة إيران على الابتعاد عن السياسات التي من شأنها تغذية النزاعات الطائفية والمذهبية والامتناع عن دعم الجماعات التي تؤجج هذه النزاعات في دول الخليج العربي، داعيا إيران إلى وقف دعم المليشيات والأحزاب المسلحة داخل الدول العربية واعتبار ذلك تهديدا للأمن القومي العربي.
وأكد القرار الحرص على أهمية أن تكون علاقات التعاون بين الدول العربية وإيران قائمة على مبدأ حسن الجوار والحرص على الاستقرار والأمن في دول الجوار والامتناع عن التدخل في شؤونها الداخلية.
وكلّف المجلس الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، بالتواصل مع وزراء خارجية كل من الإمارات والبحرين والسعودية ومصر لمتابعة تطورات الأزمة مع إيران وسبل التصدي للتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية، ورفع نتائج ذلك إلى مجلس الجامعة على المستوى الوزاري في دورتة المقبلة. وطلب المجلس من العربي إبلاغ هذا القرار للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن، كما طلب من مصر بصفتها العضو العربي في مجلس الأمن بمتابعة هذا الموضوع.
وصدر البيان بإجماع الدول العربية، فيما امتنع لبنان عن التصويت على هذا القرار، مقررا النأي بنفسه عنه.
صحيفة العربي الجديد