بدأت الأمم المتحدة الأربعاء إسقاط مساعدات إنسانية عبر الطائرات على المدنيين المحاصرين بمدينة دير الزور(شرق سوريا)، مما أثار تساؤلات حول هذه الخطوة غير المسبوقة، بينما لا تزال مناطق أخرى تعاني من حصار خانق يودي بحياة المدنيين لشدة الجوع.
ومن الملفت أن حصار دير الزور يفرضه تنظيم الدولة الإسلامية، مما يضفي بحسب ناشطين “شرعية” أكبر على أولوية فك الحصار لدى المجتمع الدولي قياسا بمناطق أخرى يحاصرها النظام.
وبالرغم من قدرة النظام على إخراج المدنيين عبر المطار الخاضع لسيطرته، فإنه يمنع خروجهم ليستخدمهم دروعا بشرية، أو خزانا بشريا لإجبار الشباب على القتال في صفوفه عبر المداهمات التي يشنها في فترات متقطعة، بحسب ناشطين.
وبالإضافة لدير الزور، يسيطر النظام أيضا على بلدتي كفريا والفوعة (شمال) الخاضعتين لحصار قوات المعارضة، بينما يحاصر النظام عشرات البلدات في ريف دمشق وغيرها متسببا في سقوط عشرات الوفيات.
ويقول مراسل الجزيرة أحمد عساف إنه التقى عددا من المدنيين الخارجين من بلدتي كفريا والفوعة إلىتركيا، وفقا لاتفاقية مع المعارضة، حيث كانوا يتمتعون بصحة جيدة، بينما بدت علامات الإعياء والهزال الشديدين على الخارجين من بلدة الزبداني التي يحاصرها النظام.
وبالرغم من معاناة الأهالي وغلاء الأسعار الناشئ عن النقص والاحتكار، توضح التقارير من دير الزور أن الحصار لم يتسبب في حالات وفاة من الجوع أو نقص الأدوية، كما حدث في المناطق التي يحاصرها النظام.
احتكار
وقال مسؤول عمليات الإغاثة في الأمم المتحدة ستيفن أوبراين الأربعاء إن المنظمة الأممية ألقت بنجاح أولى المساعدات الإنسانية من الجو على دير الزور، التي تتكون من 21 طنا من المؤن، مؤكدا أن الشحنات التي ألقيت “سقطت في المنطقة المخصصة لها كما كان متوقعا”.
لكن متحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي قالت اليوم إن بعض المظلات انحرفت ولم تسقط في المنطقة المستهدفة، بينما فشلت محاولات فتح مظلات أخرى خلال الإسقاط، وهو أمر أكده ناشطون للجزيرة نت، حيث قالوا إن نصف المساعدات سقطت جنوبا داخل اللواء 37 التابع لقوات النظام.
من جهة أخرى، نشرت صحيفة التايمز البريطانية الشهر الماضي تقريرا قالت فيه إن النظام يمنع منظمات الإغاثة الدولية من توصيل المساعدات إلى مؤيديه المحاصرين في دير الزور لأن قادة جيشه هناك يستغلون الأزمة للتربح المالي.
ويسيّر النظام طائرات بانتظام إلى مطار المدينة، مما يعني إمكانية خرق الحصار، لكنه يتحجج “بالأوضاع الأمنية” لرفض السماح بدخول المساعدات بحسب الصحيفة، كما يقول مراسل الجزيرة إن النظام لا يجد صعوبة في إدخال المساعدات جوا، لكن المشكلة تكمن في الاحتكار الذي يفرضه الموالون للنظام.
وألقت طائرات روسية منتصف الشهر الماضي عشرات الأطنان من المساعدات على دير الزور، غير أن صحيفة التايمز نقلت عن مصادر داخل المدينة أن “معظم المساعدات تقع في أيدي مقاتلي النظام الذين يبيعونها للسكان في السوق السوداء“.
وبرر يان إيغلاند مستشار مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى سوريا التركيز على دير الزور بأنها تؤوي تقريبا نصف عدد المحاصَرين بسوريا والبالغ 480 ألف شخص، مضيفا أن 180 شاحنة أوصلت المساعدات إلى 110 آلاف مدني حوصروا في ست مناطق أخرى خلال الأسبوعين الماضيين، حسباتفاق ميونخ.
الجزيرة نت