وشاركت في المظاهرة حشود جماهيرية تزينت بأعلام كردستان العراق وبلافتات كتبت عليها عبارات وصفت بالمزعجة للعاصمة بغداد، بينها “مع السلامة العراق”، و”باي باي عراق”، و”نعم للاستقلال” رفعها شبان راقصون على وقع الدبكة وأغان شعبية كردية.
خالد حسين -وهو أحد الناشطين والداعمين لهذه الحملة جاء من محافظة دهوك قاطعا مسافة 160 كيلومترا- قال للجزيرة نت إن “اتفاقية سايكس بيكو كانت محددة بمئة عام، وها هي قد انتهت، علينا أن نعمل من أجل دولة خاصة بنا نحن الأكراد، كفانا ظلما، العالم ظلمنا لمئة عام، انتهى عصر الظلم”.
وانحصرت حملة المطالبة بالاستفتاء في بدايتها في كوادر ومؤيدي الحزب الديمقراطي الكردستاني، وتزعمها البارزاني، لكن قاطعتها أطراف سياسية كردية أخرى اعتبرتها هروبا من مشاكل كردستان الداخلية.
أبرز المقاطعين
ومن أبرز مقاطعي هذه الحملة حتى الآن الاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة رئيس العراقي السابق جلال الطالباني، وحركة التغيير بقيادة نوشيروان مصطفى، وكذلك الإسلاميون بطرفيهم الرئيسيين الاتحاد الإسلامي الكردستاني والجماعة الإسلامية، ويشكل هؤلاء أهم الأحزاب الممثلة في برلمان الإقليم.
زمناكو جلال -وهو أحد الناشطين البارزين في حركة التغيير- يقول إنه “قبل الاستفتاء يجب أن يفعل البرلمان العاطل عن العمل بسبب منع حزب الديمقراطي الكردستاني وصول رئيسه يوسف محمد إلى مبناه في أربيل”.
وطالب في حديثه للجزيرة نت بأن يسمح بعودة وزراء حركة التغيير الأربعة الذين طردهم الديمقراطي الكردستاني من الحكومة بطريقة غير قانونية، معتبرا أن “الاستفتاء لا يكون بدعوة وشعارات، وإنما بقانون صادر عن البرلمان، فكيف يكون هناك استفتاء والبرلمان معطل؟”.
ورأى جلال أن “قرار الاستفتاء مصيري وإستراتيجي لا يمكن لطرف سياسي وحده أن يعمل عليه، بل يجب أن يكون قرارا مدعوما بإجماع وطني، وحاليا هذا الإجماع غير متوفر”.
الحلم الكردي
في المقابل، وصف النائب في مجلس النواب العراقي من الحزب الديمقراطي الكردستاني ريناس جانو توجه حركة التغيير هذا بأنه الآفة التي وقفت دائما في طريق تحقيق الحلم الكردي في الدولة عبر التاريخ، واعتبر ذلك من الأسباب الداخلية في شق وحدة الصف والموقف الكردي الذي دائما كان يرافق التاريخ الكردي.
وفي حديثه للجزيرة نت أضاف جانو أن “العامل الداخلي كان له دور كبير في عدم تحقيق الهدف الأسمى للشعب الكردي المتمثل في الدولة الكردية أو في حق تقرير المصير“.
كما وصف من يقف من الأكراد في طريق الاستفتاء ويطالب بالعودة إلى بغداد بأنه يمثل آفة تاريخية ترافق القضية الكردية دائما، وشدد على أن “اتفاقية سايكس بيكو وما جلبت من الويلات للشعب الكردي نحن بصدد إنهائها بفرض الأمر الواقع، وهذا الأمر في مصلحة القضية الكردية، ونعتبر أن الوقت قد حان ليحقق الشعب الكردي حلمه التاريخي”.
وتأتي الدعوة إلى الاستفتاء في مرحلة سياسية صعبة يمر بها العراق، حيث يطالب رئيس الجمهوريةفؤاد معصوم -من حزب الاتحاد الوطني الكردستاني- النواب الأكراد بالعودة إلى بغداد لبدء جلسات مجلس النواب العراقي.
كما يطالب بعودة الوزراء الأكراد الذين يقاطعون جلسات مجلس الوزراء منذ مطالبة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بإجراء إصلاحات وتبديل وزراء وتشكيل حكومة تكنوقراط.
وقد أبدى نواب من الحزب الديمقراطي الكردستاني امتعاضهم من مطالبة معصوم بعودتهم في نفس اليوم الذي بدأت فيه حملة الاستفتاء.
أحمد الزويتي
الجزيرة نت