حسب التقرير الأخير للأمم المتحدة، من المتوقع أن المئات من المدنيين قد تعرضوا للتعذيب، وأعدم البعض الآخر منهم على يد الميليشيات الشيعية التي تتقدم في الهجوم ضد الجماعة الجهادية لتنظيم الدولة، كما أنه في هذه المرحلة، لا يزال حوالي 90 ألف مدني محاصر في مدينة الفلوجة العراقية.
زيادة عن ذلك، أعلنت السلطات المحلية أن الميليشيات الشيعية احتجزت حوالي 600 مدني خلال الصراع من أجل استعادة مدينة الصقلاوية، إضافة إلى ذلك أعلن نفس المصدر أنه تم العثور على جثث “ممزقة”، في هذه المنطقة.
ويضاف إلى هذه الأعمال الوحشية، حملة الاعتقالات وعزل البعض عن أسرهم أثناء عمليات فرار السكان من الفلوجة، المنطقة ذات الأغلبية السنية، كما لم يتمكن عديد المدنيين من الفرار نظرًا لتصدي إرهابيي تنظيم الدولة لهم؛ أما الذين يتمكنون من الفرار، فيسقطون في قبضة المليشيات الشيعية.
كما أكد المجلس النرويجي للاجئين، أن تنظيم الدولة قام بالقضاء على العديد من المدنيين، عند محاولة عبور نهر الفرات والهروب من المدينة، وأوضح لوكالة الأنباء “رويترز”، ضابط في الجيش العراقي، علي حانون، أنه لقي “عشرات” من المدنيين حتفهم منذ بدء الهجوم على الفلوجة.
قاعدة عسكرية للتعذيب
وأوضح عضو مجلس محافظة الأنبار، الشيخ راية العيساوي، أنه تم إلقاء القبض على 605 شخصًا، كانوا قد فروا من الفلوجة، ثم تم اقتيادهم إلى القاعدة العسكرية “المزرعة” لتقوم الميليشيات الشيعية بتعذيبهم بطريقة وحشية.
كما نشر موقع “روداو”، مقاطع فيديو تروي شهادات حول التعذيب الذي تعرض له رجال من الفلوجة، أطلق سراحهم مؤخرًا؛ مسجلين جروحًا بليغة على مستوى الرأس والجزء العلوي للجسم.
وقال أحد هؤلاء الرجال: “لقد أرادوا قتلنا، واتهمونا بأننا من أتباع تنظيم الدولة، لكننا لا نملك أية علاقة تربطنا بالجماعات الإرهابية”، وأضاف: “أقسم بالله أنهم قاموا بضربي بالمجرفة وبالهراوة على رأسي، كما هددوا بالقتل كل من يطلب الماء”.
مدرسة لتنفيذ عمليات الإعدام
وزيادة عن ذلك، أكد نشطاء مدينة فلوجة، أن الميليشيات الشيعية قد أعدمت حوالي 300 مدني سني في هذه المدينة، ونقلت الناشطة عبيدة الدليمي، من الصقلاوية، شمال الفلوجة، لوكالة أنباء كردية أن الوحدات شبه العسكرية التابعة لقوات الحشد الشعبي، قامت بقتل العديد من المدنيين الفارين من مدينة الفلوجة.
وقالت الناشطة إنه “تم العثور على جثث ما لا يقل عن 300 مدني في ساحة مدرسة “النورين”، كما أن الغالبية العظمى من الضحايا ينتمون إلى قبيلة الصقلاوية”.
وفي هذا الإطار، قال رئيس المركز الإعلامي بنينوى، رأفت الزاراري، لوكالة الأنباء الكردية “أي آر أي”، أن العديد من المدنيين تعرضوا للتعذيب بعد اتهامهم بمد يد المساعدة للمنظمة الإرهابية، تنظيم الدولة.
وأوضح الزاراري قائلا: “اعتقلت المليشيات الشيعية أغلب المدنيين، ببساطة لأنهم من المسلمين السنة؛ ومن ثم تقوم بإعدامهم بتعلة تعاونهم مع إرهابيي تنظيم الدولة”.
كما ذكر ممرض في مستشفى قرب الصقلاوية أن المركز الطبي الذي يعمل به، استقبل العشرات من الرجال الذين يعانون من إصابات خطيرة، إضافة إلى أربعة جثث.
كما أكد شهود عيان، أن الغالبية العظمى من الذين تعرضوا للتعذيب، هم أولائك الذين تمكنوا من الفرار من الفلوجة، إضافة إلى ذلك، فإن تنظيم الدولة يستعمل المدنيين كدروع بشرية داخل المدينة، وقال الممرض: “أكد الرجال الذين وصلوا إلى المستشفى، أنهم شاهدوا العديد من عمليات الإعدام”.
الرعاية الإيرانية للإنتهاكات الشيعية
تقاتل ميليشيات شيعية رسميًا تحت رعاية الحزب الحاكم ومراقبة رئيس الوزراء العراقي، كما أن إيران تقدم الدعم لكل من كتائب حزب الله، منظمة بدر وعصابات أهل الحق.
زيادة عن ذلك، يرتبط تكوين بعض المليشيات المشاركة في صراع الفلوجة، بالمرجعيات الدينية الشيعية في العراق والقبائل السنية المحلية، ويعد لهذه الوحدات حوالي 60 ألف مقاتل، ولكن شارك في الهجوم على الفلوجة نحو 30 ألف مقاتل فقط.
وفي الختام، اتهمت عديد الميليشيات بارتكاب جرائم ضد المدنيين السنة في عمليات مختلفة، كما أنه في الفلوجة، يحاصر إرهابيو تنظيم الدولة المدنيين، مدعين أنهم يدافعون عن الطائفة السنية؛ لكنهم في الواقع يحتفظون بهم كدروع بشرية، وأمام تردى الأوضاع، يرغب المدنيون في الفرار من المدينة، ولكنهم يخشون الوقوع في أيدي الميليشيات الشيعية.
البيريوديكو – التقرير