أصبح بإمكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي التعويل على انهيار دفاعات الفلوجة لتأكيد صحة خياره في الاندفاع نحو المدينة لتحريرها من قبضة تنظيم داعش دون انتظار معركة الموصل. لكن ذلك لا يمنع السلطات العراقية من توقع رد مضاد من التنظيم.
وقد تسارعت أخبار المدينة طوال يوم الجمعة معلنة سقوط 90 بالمئة من المدينة في أيدي القوات الحكومية، فيما أعلن وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي بأن سقوط المدينة كاملة سيستغرق ساعات.
وقد بدأت العملية الراهنة قبل أربعة أسابيع، وسط لغط حول دور قوات الحشد الشعبي ودورها في ممارسة انتهاكات ضد أهالي المدينة السنّة.
ورغم تأكيد الحكومة على اقتصار دور ميليشيات الحشد على المداخل دون دخول المدينة، إلا أن وسائل التواصل الاجتماعي نقلت صور تلك الانتهاكات. كما أن المواقف تصاعدت، حتى من داخل الحكومة ضد هذه الميليشيا التي وصفت بـ “الإرهابية”.
وسيقوّي نجاح القوات العراقية في مهمتها في الفلوجة من موقف رئيس الوزراء لدى واشطن وطهران، ذلك أن الإدارة الأميركية عملت خلال الأسابيع الماضية على الدفاع عن حكومة العبادي التي كانت مهددة بالانهيار بسبب ضغوط الشارع، فيما بإمكان هذا الانجاز الذي تحقق بإسناد جوي أميركي أن يخفف من سطوة إيران التي أرسلت الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس ليعيّن مستشاراً لبغداد حسب بيانات حكومة بغداد.
وقد حرصت بغداد على إدارة التقدم في الفلوجة بشكل يمنح القوات العسكرية احتكار المعلومات التي كانت تقدم بشكل رسمي من خلال كبار الضباط.
لكن اللافت هو إعلان ضابط برتبة عقيد في قوات الرد السريع، لم يشأ كشف هويته، عن أن “قواتنا تسيطر الآن على حيّ نزال وتتقدم باتجاه المجمع الحكومي” وسط المدينة، مضيفا بأن “هروب عناصر داعش يقف وراء غياب أيّ مقاومة للتنظيم في الفلوجة”.
وتساءلت أوساط مراقبة عن السر الذي يقف وراء سقوط المدينة وتوقف المقاومة داخلها، وماهية الخطط المقبلة التي يعدها التنظيم للردّ على سقوط المدينة.
وربما هذا ما دفع رئيس البرلمان سليم الجبوري للدعوة إلى إدامة زخم الانتصارات في الفلوجة والاستمرار في التوغل.
صحيفة العرب اللندنية