شكرا للجمعية الجغرافية المصرية على نشرتقريرها المهم حول الجغرافيا السياسية لمدخل خليج العقبة وجزيرتى تيران وصنافير، الذى اسهم فى كتابته استاذان فاضلان للجغرافيا،د.فتحى أبوعيانة من جامعة الاسكندرية ود.السيد الحسينى من جامعة القاهرة اعتمادا على مقتنيات الجمعية الجغرافية المصرية من خرائط واطالس مصرية ودولية وكتب ووثائق عن هذه القضية الحيوية التى أصبحت مثار اهتمام المصريين جميعا..،وقيمة التقرير انه يحاول إلقاء الضوء على جغرافية مدخل خليج العقبة والجزر الواقعة فيه وممراته البحرية من منظور جغرافى بحت يؤكد. أولا ،الانفصال الكامل بين جزيرة تيران واليابس المصرى الذى نشأ عنه مضيق تيران بممره البحرى بطول 11كيلو مترا واتساع يصل إلى حدود4.8 كيلو متر وعمق يغوص إلى 83كيلو مترا، بما يجعله الممر الوحيد الصالح للملاحة لجميع انواع السفن على اختلاف احجامها، عكس الصورة شرق مضيق تيران وصنافير وبرقان وغيرها من الجزر التى تمثل جزءا من الرصيف القارى للسعودية، وجزءا من اليابس السعودى غمرته مياه البحر،بحيث لو انخفض مستوى البحر بمقدار مائة مترفقط فسوف تنضم هذه الجزر وما عليها لليابس السعودى بما يؤكد سعودية الجزيرتين.
ثانيا، يصنف تقرير الجمعية الجغرافية ثمانية انواع من الخرائط صدر اولها عام 1805قبل حكم محمد علي، وصدرت الخرائط الباقية فى عهود اسرة محمد علي،إضافة إلى خرائط اخرى صدرت بعد ثورة يوليو، تربو جميعاعلي40خريطة صدرت عن المساحة الجيولوجية المصرية والمساحة العسكرية وناشرين بريطانيين ونمساوين والمان،اقروا جميعها بان الجزيرتين سعوديتان باستثناء بعض الخرائط المحدودة التى تجاهلت تبعية الجزيرتين.
ثالثا، تكاد تتوافق كافة الوثائق والادبيات الجغرافية التى كتبت عن الجزيرتين ابتداء من هذا التاريخ المبكر إلى ان تم ترسيم حدود مصر الشرقية فى ثلاثينيات القرن الماضى على أن جزيرة فرعون جزيرة مصرية، بينما كانت تيران وصنافير جزءا من الحجاز إلى ان قامت السعودية عام 1932وانتقلت ملكية الجزيرتين بالتبعية لسيادتها.أخيرا،اذا صح ان نسبة غير قليلة من المصريين تعتقد حتى الآن ان الجزيرتين مصريتان لأن السعودية عهدت بهما إلى مصر بعد ان احتلت إسرائيل منطقة ام الرشراش على خليج العقبة واقامت عليها مدينة إيلات خوفا من ان تزدرد إسرائيل الجزيرتين وأن مصر دفعت الكثير فى حروبها المتعددة مع إسرائيل ثمنا للحفاظ على الجزيرتين،فاننا هنا إزاء قضية اخرى تحتمل الصواب والخطأ والنقاش والخلاف لأن العرب جميعا دفعوا أيضا الكثير لمساندة الصمود العربى.
نقلاً عن الأهرام