رغم لقاء الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بمرشحي الرئاسة الأميركية في فندق منهاتن بنيويورك، على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال سبتمبر الماضي، ورغم ما تلعبه مصر من دور إقليمي بارز في قضايا الشرق الأوسط، إلا أن الاهتمام الشعبي في القاهرة بنتائج الانتخابات الأميركية لا يبدو مثيرا لاهتمام الشارع المصري خاصة والعربي عموما.
وفي القاهرة، عاصمة أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان، استقبلت الانتخابات الأميركية بلا مبالاة، وعدم اهتمام بالمرشحين سواء هيلاري كلينتون أو دونالد ترامب.
وجاء ذلك في تقرير لـ”وكالة اﻷنباء الفرنسية” الذي تناول مدى متابعة منطقة الشرق الأوسط للانتخابات اﻷميركية المقررة الثلاثاء القادم، ولاعتقادهم مدى تأثير نتائجها على واقع شعوبهم ومستقبلها.
ورصدت الوكالة المواطنين المصريين في أحياء بالقاهرة وقالت إن عاملين في أحد صالونات الحلاقة بحي الدقي الذي يعتبر من أحياء الطبقة الوسطى سيطر عليهم الذهول عندما تم سؤالهم عن المرشح الذي يفضلون لرئاسة الولايات المتحدة، واعترف اثنان منهم بأنهما لا يدركان ماذا يجري، وغير مهتمين بذلك.
ونقلت الوكالة عن إحدى العاملات قولها ” يكفينا ما يحدث لنا”، في إشارة إلى الأزمة الاقتصادية في مصر، فيما قال أحدهم أنه لا يعرف إلا القليل عن الانتخابات الأميركية وكل ما يعرفه أن ترامب معادٍ للمسلمين.
وبالقرب من حديقة الحيوان في القاهرة، قال ثلاثة طلاب جامعيين إنهم لم يتابعوا الانتخابات.
ويفسر المحللون اللامبالاة المصرية بنتائج سباق البيت الأبيض بأن حقبة باراك أوباما في الثماني السنوات الأخيرة والتي ترقبتها الشعوب العربية عن شغف لم تخلف إلا ثورات غير منصفة وانهيارا اقتصاديا وحروبا أهلية ما نتج عنها التركيز فقط على القضايا الداخلية.
كما يلاحظ المتابعون أن القيادة المصرية لم تتحدث عن الانتخابات، رغم أنّ الرئيس السيسي أثنى على ترامب بعد لقاء بينه وكلينتون في نيويورك في سبتمبر الماضي.
ويرى الكثير من المصريين أن كلينتون كانت داعمة للرئيس الإسلامي محمد مرسي الذي حكم مدة عام قبل أن يطيح به الجيش قي يوليو 2013 بعد تظاهـرات حــاشدة ضده.
وأدانت واشنطن الإطاحة بمرسي باعتبارها غير ديمقراطية كما أوقفت مساعدات عسكرية لمصر لأشهر عدة، الأمر الذي اعتبره الإعلام المصري “مؤامرة” أميركية.
وكان السيسي أبدى رأيه في مرشحي الرئاسة الأميركية حيث صرح في مقابلة مع شبكة الإعلام الأميركية “لا شك أن ترامب زعيم قوي”.
وأضاف “من المهم لنا أن نعي أنه خلال الحملات الانتخابية، يقال الكثير من الأشياء”.
ويفسر هند العمري، الكاتب الليبي الأميركي لامبالاة الشارع العربي رغم اهتمام القيادات السياسية بالرئيس الأمركي الجديد بقوله “أعتقد أن العالم العربي في أزمة وجودية، وعدد قليل من الناس يعتقد بإمكانية تأثير الرئيس الأميركي المقبل على حياتهم”.
ورصدت الوكالة أصداء الانتخابات الأميركية في مقهى بالعاصمة العراقية بغداد هذه المدينة التي تتغير كثيرا منذ الغزو الذي قادته أميركا عام 2003 للإطاحة بصدام حسين، وتتابع سباق الرئاسة عن كثب.
واتهم حيدر حسن، الحزب الجمهوري بالمسؤولية عن الغزو الكارثي الذي قاده الرئيس جورج بوش، غير أنه قال إنه “يؤيد ترامب”.
وأضاف “رغم معاناة العراقيين من حكم الجمهوريين وغزوهم، مازلت أعتقد أن ترامب أكثر صرامة في مجال مكافحة الإرهاب، والدول المصدرة له”.
والتقط “مصطفى الربيعي” طرف الحديث قائلا “الديمقراطيون أكثر عقلانية.. القوات الأميركية انسحبت من العراق في ظل الرئيس الديمقراطي أوباما”.
ورغم تقرب الرؤية العربية إلى الشق الديمقراطي وتفضيل هيلاري كلينتون على المرشح الجمهوري دونالد ترامب فهذا لا ينفي تعرضها للانتقاد خلال توليها وزارة الخارجية في إدارة أوباما وذلك لتأييدها التدخلات العسكرية، كما أن السياسة الخارجية الأميركية تتعرض لانتقاد في الشارع العربي بعد فوضى الثورات في السنوات الأخيرة.
صحيفة العرب اللندنية