فيما تنشدّ الأنظار صوب نتائج معركة الموصل، تتحدث أنباء عن مداولات سياسية تجري خلف الكواليس لإعادة رسم المشهد السياسي للفرقاء في العراق.
ويجري العمل على اصطفافات قد تعيد توزيع القوى السياسية في محورين، بحسب الرعاة الإقليميين والدوليين، الأول ينطلق من أربيل ويحتضن أصدقاء واشنطن، والثاني من السليمانية ويحتضن أصدقاء إيران.
وذكرت مصادر أن محور أربيل سيضم رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني ورئيس الوزراء حيدر العبادي وزعيم المجلس الأعلى عمار الحكيم ونائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي وشقيقه محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي ووزير المالية السابق رافع العيساوي وزعيم جبهة الحوار صالح المطلك.
ويضم محور السليمانية عقيلة رئيس الجمهورية السابق، القيادية في الاتحاد الوطني الكردستاني هيرو إبراهيم أحمد وزعيم حركة “غوران” نوشيروان مصطفى وزعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي ورئيس البرلمان سليم الجبوري وزعيم منظمة بدر هادي العامري وزعيم حركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي.
وكشف مصدر في مكتب رئيس الوزراء السابق نوري المالكي لـ”العرب” أن الأخير يستعد لزيارة طهران والسليمانية قريبا، وذلك بعد الظهور المفاجئ لرافع العيساوي وآل النجيفي في أربيل مؤخرا.
ويرى سياسي شيعي بارز في اتصال مع “العرب” أن محور أربيل سيحظى بدعم أميركي في فترة ترامب، فيما سيحظى محور السليمانية برعاية إيران.
وسيسعى كل محور إلى الفوز بالغالبية خلال الانتخابات القادمة، ما يعني أن هذه التحوّلات تنذر بنهاية حقبة التوافق التي حكمت البلاد لنحو عقد، وأنه قد تتحالف بعض الأطراف داخل كل محور، ولكن ليست هناك نوايا لتشكيل قوائم موحدة.
ورأى مراقبون أن تشكّل هذين المحورين قد يكون النهاية العلنية لمشروع الإدارة الواحدة في إقليم كردستان، فيما يعتقد السياسي الشيعي أن هذين التكتلين ربما يشكلان تكتيكا لتجنب تقسيم البلاد.
وترى أوساط عراقية مراقبة أن الفكرة هي جمع أربيل مع من ينسجم معها من السنة والشيعة في مقابل السليمانية مع من ينسجم معها من السنة والشيعة، ليتحول الواقع السياسي في العراق إلى جبهتين سياسيتين تتنافسان على حكم العراق.
ويعتقد السياسي الشيعي أن تشكّل المحورين مسألة وقت فحسب، مع إمكانية حدوث تعديلات على مكوناتهما.