تدخل عمليات نينوى العسكرية أسبوعها الخامس وتعلن عن بداية الشهر الثاني الذي توقعه الكثير بعيدا عن الوصول الزمني لامتداد الفعاليات العسكرية وكان التوقع والتحسب أن لا تستمر هذه المعركة أكثر من 4-6أسابيع ولكن المفاجأت والاحداث والاستعدادات والأساليب التي تميزت بها هذه المعركة أدت الى أحداث ووقائع انعكست بشكل واضح على سير العمليات العسكرية ويمكن أن نوجزه بالآتي:
- استمرت طلائع وقوات المحور الشرقي بمحاولة التقدم باتجاه السيطرة وتحرير العديد من الاحياء السكنية التي تلي منطقة (الكوكجلي) ولكنها لم تتمكن من السيطرة الكاملة الا على أحياء (السماح-الزهراء-الملايين الثالثة –يونس السبعاوي )مع استمرار الاشتباكات المتبادلة في أحياء (القدس-البكر-عدن-التحرير-القادسية )بسبب الاستحكامات والخطوط النارية التي أقامها مقاتلي داعش أمام القطعات الأمنية والعسكرية المتقدمة وبالتالي أصبح السكان المحليون يعانون من المواجهات التي تستخدم فيها المدافع والقاصفات والهاونات بل وصلت الى حد المواجهة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة .
- المحور الشمالي لا يزال يناور في منطقة (سادة وبعويزه) ويحاول الوصول باتجاه الدخول الى أحياء (الحدباء-العربي) وبمشاركة مقاتلي (حرس نينوى) وبفعل ميداني من فبل الفرقة16 ولا تزال هذه التشكيلات تحيط بقضاء تكليف ولا زالت عناصر داعش تحكم السيطرة والتصرف في هذا القضاء الذي يعتبر أخر معقل لداعش في منطقة سهل نينوى .
- المناطق التي تحاول الفرقة التاسعة التقدم فيها بعد مفرق الحمدانية لم تحقق الا هدفا واحدا هو السيطرة التامة على حي الانتصار الذي يعتبر أول الاحياء السكنية في هذا المحور والمؤدي الى أحياء (السلام – سومر – دوميز-فلسطين-الوحدة )وهذه تحتاج الى جهد عسكري ميداني كبير بسبب اتساع الرقعة الجغرافية والكثافة السكانية لهذه الاحياء وصعوبة الحركة وتراص الدور السكنية واستخدام داعش لجميع الاحتياطات والمعوقات والخطوط النارية من عجلات ودراجات نارية مفخخة والتي تعيق تقدم القطعات العسكرية .
- استمر المحور الجنوبي بامرة الفرقة15 ومقاتلي الشرطة الاتحادية من التقدم باتجاه أهدافها بعد احكام السيطرة على ناحية العليل والقرى المحيطة بها فهي تسعى الى هدف استراتيجي مهم يطل على مركز مدينة الموصل وهو (قرية ألبو سيف) وهي تشكل هضبة عالية مشرفة على جميع الأهداف المهمة التي تتواجد بالقرب من الحافة الأولى لمركز المدينة وهي (مطار الموصل -معسكر الغزلاني – الدندان ) وان عملية الانتشار سيؤدي الى تعزيز التواجد الميداني لهذه التشكيلات وتسهيل مهمة وصولها الى أهدافها الميدانية داخل المدينة.
- يبقى المحور الغربي من المحاور التي قد تثير الكثير من المشاكل التي تعيق عملية التقدم باتجاه قضاء تلعفر والقرى المحيطة به لأهميته وكونه هدفا تعبويا واستراتيجيا يسعى اليه مقاتلي الحشد الشعبي وقياداته ولذلك نراها تسرع الخطى للوصول الى مطار تلعفر والتي تمكنت من السيطرة عليه والذي يبعد مسافة 8كم عن مركز القضاء.
ان مطار تلعفر يعتبر من المناطق المهمة أن تم تأهليه فسيكون للمعركة والمواجهة في هذا المحور أمرا ميدانيا مهما يؤدي الى مواجهات كبيرة مع مقاتلي داعش خاصة وأن هناك محاولات من قبل مقاتلي الحشد للاستمرار بتطويق مركز قضاء تلعفر بعد أن تم تطويق ناحية تل عبطة وقبلها قضاء الحضر ومحاولة اضعاف المقاومة والاستعدادات التي يبديها مقاتلي داعش في هذه المنطقة الحيوية واعاقة تقدم الحشد الشعبي باتجاه تلعفر عبر منطقة تل عبطة.
6.يبقى الهاجس الكبير والموقف المؤثر الذي يشكل عبئا واضحا على سير العمليات العسكرية هي استمرار تدفق العوائل النازحة من الاحياء السكنية التي تشهد مواجهات واشتباكات عسكرية بين الطرفين ولانعدام عملية الحفاظ على حياة المدنيين والسكان المحليين وعدم وجود خطة محكمة من قبل القطعات المتقدمة بإيجاد ممرات أمنة ولكثافة الدفاعات النارية التي يستخدمها داعش ممثلة بالسيارات والعجلات المفخخة والمدافع ومقاومة الطائرات التي ينشرها داخل الاحياء السكنية ،أدت كل هذه الاحداث الى زيادة واستمرار عملية النزوح بحيث بلغ عدد النازحين 59 ألف شخص منهم 26 ألف طفل والباقي من الرجال والنساء وكبار السن وعند وصولها الى المعسكرات الخاصة بالنازحين والموجودة في منطقتي الخازر وحسن شام لا يرى النازحون أي إمكانيات لاستيعابهم وتوفير الملاذ الامن لهم وتزويدهم بما يحتاجونه من مستلزمات غذائية ودوائية بسبب عدم قيام وزارة الهجرة والمهجرين بواجبها الإنساني والاغاثي في توفير أكثر من معسكر لاستيعاب عدد النازحين من محافظة نينوى واكتفت بمعسكر الخازر الذي لا يشكل أهمية أمام الاعداد الكبيرة النازحة ويبقى الأهالي من أبناء المحافظة أمام كارثة إنسانية وبيئة اذا لم تسارع الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة بإيجاد الحلول الجذرية لإسعاف حاجة النازحين خاصة ونحن مقبلين على موسم الشتاء .
وحدة الدراسات العراقية
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية