ترجمة :اماني العبوشي
عقب اجتماع حلف الناتو (الاطلسي) الذي عقد في مدينة ويلز اتفق أعضاء الحلف على تشكيل قوة ردع سريعة جديدة تابعة لمجابهة أي اعتداء محتمل من قبل روسيا على احدى دول البلطيق(استونيا), كما ان فيه تحذير في حال الهجوم على أي دولة من الحلف ستكون هناك احتمالات بحدوث حرب بين الناتو و روسيا، وخلال زيارة الرئيس الامريكي باراك اوباما الى تالين عاصمة استونيا القى خطابا حذر فيه من حدوث اي اعتداء ضد استونيا التي تعد احدى دول الاتحاد السوفياتي ,مشددا انه سيدافع عسكريا عنها, كما تعهد بزيادة طائرات و جنود امريكيين لمهمة حماية البلطيق و ستكون مقر قيادتها في شرق اوروبا لتعزز وجود القوات الامريكية في اوروبا وستتم التدريبات في قاعدة اماري في استزنيا
وعلى الرغم من ان التدابير تظهر بشكل رمزي الا انه سيكون لها تأثير على وضع قوات الامريكية بين الناتو و روسيا ، كما سيكون لها تأثير في زيادة عدد الجيش الامريكي على الخطوط الجبهة الامامية لمجابهة روسيا وفي حال اندلاع اي نوع من الاضطرابات ستكون القوات الامريكية جاهزة لتصدي اي هجوم والخبراء يؤكدون انه لا بد من تهدئة التوتر المتصاعد بين اعضاء حلف الناتو لحماية الاقليات في شرق أوكرانيا
وتعد ا استونيا هي قصة نجاح من عدة دول تجاوزت الحرب الباردة وهي نظام ديمقراطية ناجحة واستطاعت ان تكون نموذجا في القرن 21 و تعد استونيا كما لها دورا رياديا في حماية الناتو من اية الاعتداءات الالكترونية
ويرى الناتو ان العدوان الروسي ضد استونيا يعتبر انتهاكا لقانون التأسيس الناتو بين حلف الاطلنطي و الاتحاد الروسي عام 1997 و في حال اية محاولات لنشر قوات غربية على حدود الروسية موسكو فانها سترد بقوة, ومن جهة اخرى خلال السنوات الماضية القليلة تغيرت الولايات المتحدة الامريكية و حلف الناتو عديد من الحقائق ويقول الخبير العسكري في وكالة ايتارتاس فيكتور ليتوفكين ان الولايات المتحدة لا تزال تساند ما يطلق عليها (الثورات الملونة )وهو مصطلح يطلق على اعمال الحركات الشغب او المطلبية في بعض الدول الغربية كما حدث في دول الاتحاد السوفياتي سابقا (اوكرانيا) وغيرها…
الجواب المفضل لدى الكريملن تمثل في مراجعة شاملة للعقيدة العسكرية الرسمية لروسيا لتجعل حلف الناتو بمثابة العدو ، وهو ما يرتب عملية اعادة انتشار القوات والدفاعات الجوية في الداخل الروسي على الحدود مع اروبا .
وربما تتحول منطقة بحر البلطيق الى منصة لصواريخ اكسندر قصيرة المدى في مقاطعة كالينينجراد، في أقصى الغرب الروسي على طول الحدود مع دول بحر البلطيق السوفيتية السابقة.
نائب رئيس مجلس الامن الروسي ميخائيل بوبوف اعلن انه سيتم قبل نهاية العام الحالي تعديلا لما تتضمنه العقيدة العسكرية الروسية مع الاخذ في الاعتبار ظهور تهديدات جديدة ظهرت مؤخرا وقال ان اقتراب البنية التحتية العسكرية لدول الحلف الاطلسي من حدود روسيا ، سيدرج بين التهديدات العسكرية الخارجية التي تواجهها كما قال رئيس معهد التقييمات الاستراتيجية بموسكو الكسندر كونوفالوف ان دول البلطيق تريد فرض القوات الامريكية على اراضيها بما فيها ردع للعدوان الروسي كما ان الولايات المتحدة الامريكية تريد ان يكون حلف الناتو اكثر قوة مما يوفر النوايا العدوانية لحلف الناتو.
ودعا كونوفالوف الى ان يكون الاستعداد الاوروبي و الامريكي لمجابهة روسيا مستمرا ,وان فكرة تعديل العقيدة العسكرية لدى الناتو يعكس واقع العالم المتغير بشدة فيما يقول ستانيسلاف بلكوفسكي، رئيس معهد الإستراتيجية القومية فقد بوتين أي آمال للمصالحة مع الغرب، لذلك أعضاء الناتو علينا ان نفرض على روسيا العزلة الذاتية و الانتباه للوضع المتوتر الذي يمكن في أي لحظة أن يتحول إلى حرب ساخنة.
http://www.csmonitor.com/World/Europe/2014/0903/Are-NATO-and-Russia-setting-the-fuse-for-a-hot-war-video