أكدت ردود الفعل الأولية الصادرة عن كبار المسؤولين الأردنيين الليلة الماضية بعد إعدام تنظيم الدولة الاسلامية الطيار الأردني معاذ الكساسبة، تمسك عمان بموقفها من المشاركة في التحالف الدولي ضد التنظيم.
وقال مراسل الجزيرة نت في عمان نقلا عن مسؤول أردني رفيع إن الحكومة لن تتراجع خطوة واحدة إلى الوراء في الحرب على ما يسمى الإرهاب، مضيفا أن عمان ستضاعف مشاركتها في عمليات التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، وستخذ إجراءات صارمة ضد كل من يحاول العبث بالأمن الأردني.
وكانت القوات المسلحة الأردنية هددت فور إعلان إعدام الطيار الكساسبة بالقصاص من قاتليه.
وقالت إن “دم الشهيد الطاهر لن يذهب هدرا، وان قصاصها من طواغيت الأرض الذين اغتالوا الشهيد معاذ الكساسبة ومن يشد على أياديهم، سيكون انتقاما بحجم مصيبة الأردنيين جميعا”.
إجراءات غير مسبوقة
في حين قالت الحكومة إن “رد المملكة على إعدام طيارها سيكون قاسيا ومزلزلا”. وأبلغت مصادر سياسية أردنية مقربة من صنع القرار للجزيرة نت أن عمان ستقدم خلال اليومين المقبلين على إجراءات سياسية وأمنية ولوجستية غير مسبوقة بشأن محاربتها تنظيم الدولة والجماعات الجهادية المحلية.
وأكدت المصادر ذاتها أن العاصمة الأردنية ستبدأ خلال ساعات كإجراء أولي بتنفيذ أحكام الأعدام بعدد من سجناء التنظيمات الإسلامية، وستشن حملة اعتقالات واسعة في صفوف الجهاديين الأردنيين المقربين من تنظيم الدولة، لكنها ستوسع من مشاركتها بالتحالف الدولي خلال الأيام والأسابيع المقبلة.
وقال المستشار السياسي لدى صحيفة الغد الأردنية فهد الخيطان للجزيرة نت إن “رد الاردن الأولي على إعدام الكساسبة سيتمثل بتنفيذ حكم الإعدام بعدد من المتهمين بالإرهاب”.
وأضاف “سيكون هنالك رد آخر وأهم، يبدأ بقصف مكثف لمواقع تنظيم الدولة يشارك فيه الأردن بفاعلية قصوى، كما ستشارك الأجهزة الأردنية بعمليات نوعية تستهدف عناصر تنظيم الدولة وقادتها وأماكن وجودهم”.
وتابع “المؤكد أن الأردن بعد معاذ الكساسبة سيكون مختلفا كثيرا من ناحية الحرب على الإرهاب، فقد أصبح للأردنيين ثأر خاص مع تنظيم الدولة، والمؤكد أننا سنشهد مستويات مختلفة من الرد”.
واعتبر الخيطان أن إعدام الكساسبة بصورة مروعة “منح المشاركة الأردنية في الحرب الغطاء الشعبي اللازم”.
ورأى أن تركيز الرأي العام الأردني “سينصب خلال الفترة المقبلة على الطريقة المقززة التي تمت فيها جريمة إعدام معاذ وليس على مشاركة الأردن في التحالف الدولي”.
قرارات مهمة
وفي السياق ذاته، اعتبر المحلل السياسي ماهر أبو طير أن رد الفعل الأردني على إعدام الكساسبة “ما زال في بداياته، وأن الرد لن يتوقف عند تنفيذ أحكام الإعدام بحق ساجدة الريشاوي وآخرين”.
وتوقع أبو طير في تصريحات للجزيرة نت أن نشهد الساعات الـ48 القادمة “قرارات مهمة وعلى مستويات مختلفة”.
وقال “لن يقف الرد الأردني عند حدود العين بالعين والسن بالسن، على الأغلب ستكون هنالك معالجة جذرية وعميقة لملف التعامل مع التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها تنظيم الدولة الإسلامية”.
وتابع “الأردن على مشارف مرحلة جديدة مختلفة، ليس بسبب الطيار فحسب، ولكن لمعرفته عمق الأخطار التي باتت تحيط به من كل جانب، خصوصا مع إقدام تنظيم الدولة على نشر صور طياريين أردنيين وعناوينهم وأرقام هواتفهم”.
وخلص أبو طير للقول “علينا أن نتوقع مفاجآت أردنية قوية ومدوية في غضون الساعات المقبلة”.
من جانبه، قال الكاتب في صحيفة الرأي الحكومية مجيد عصفور للجزيرة نت إن “الأردنيين أمام ساعات حاسمة ستشكف ملامح التصرف الحكومي تجاه جريمة إعدام الكساسبة”.
وأضاف أن “الشعب الأردني يعيش حالة من الحزن والصدمة والذهول، لكن لا بد من فعل شيء أكبر من إعدام ساجدة الريشاوي وزياد الكربولي، الرأي العام الأردني ينتظر من الحكومة ردا قاسيا ومؤلما يوازي الطريقة البشعة التي تم فيها إنهاء حياة الطيار الكساسبة”.
وأشار عصفور إلى أن عمان “ستتقدم بقوة تجاه الحرب على الإرهاب، ولن تتراجع خطوة واحدة إلى الوراء، وستدعمها القاعدة الشعبية العريضة الساخطة على ما قام به تنظيم الدولة تجاه ابن الوطن معاذ الكساسبة”.
وبعيد بث شريط فيديو إعدام الكساسبة أفادت مصادر أمنية أردنية بأن حكم الإعدام سينفذ فجر اليوم الأربعاء بالانتحارية العراقية ساجدة الريشاوي التي كان تنظيم الدولة الإسلامية طالب بإطلاق سراحها.
وقالت المصادر إن “حكم الإعدام سينفذ بمجموعة من الجهاديين على رأسهم الريشاوي والمدان العراقي زياد الكربولي المنتمي لتنظيم القاعدة والمسؤول عن اعتداءات على مصالح أردنية”.
الجزيرة