في نيسان/ أبريل 2013، كشفت الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) عن تشكيلها. في حزيران/ يونيو أعلنت داعش عن الخلافة وأصبحت الدولة الإسلامية. في كانون الثاني/ يناير 2015، قيل أن 20 ألف أجنبي في صفوف الدولة الإسلامية، إلّا أن الضربات الجوية الأخيرة والضغط المتزايد على التنظيم أوقفت انتشارها. بينما يستمر هذا، هل تتجه الدولة الإسلامية نحو اليأس؟
أهداف داعش طويلة وقصيرة الأمد
الحركات الإرهابية، سواء كانت مبنية على أيدولوجيات عرقية، ثورية، أو دينية أصولية، لها بشكل عام هدفان: أهداف تنظيمية قصيرة المدى، وأهداف طويلة المدى تتطلب تغييرًا سياسيًا.
التركيز على نمو قاعدة المقاتلين كان هدفًا رئيسًا للدولة الإسلامية في المدى القصير، تحديدًا عندما سعت للسيطرة والتوسيع ميدانيًا. على المدى الطويل، تحاول الدولة الإسلامية تأسيس نفسها كدولة عاملة، موسعة هذا الهدف عبر العالم.
الدعاية الماكرة والمنتجة باحترافية كانت واحدة من أقوى أدواتها لتحقيق أهدافها، عاملة كمصدر للتجنيد للتنظيم وتحقيق رؤيته.
لتحقيق الأهداف قصيرة المدى، ركزت داعش على عدد من الأمور، مثل المشاكل العالمية التي يرون أنها بحاجة للثأر والتصحيح.
تركز الدولة الإسلامية على الظلم وخطاب الضحية، وأنشأت إطار “نحن مقابل هم”، مرجعة سبب ذلك للغرب والدول الأخرى الواقفة معه. ولكي لا يحصل إشكال، المظلوميات التي يتعاطفون معها حاليًا وجدت صدى مع جمهور أوسع.
استخدام داعش للدعاية
عززت داعش كذلك موجة قوية مستمرة من الشعبية. إضفاء صبغة هوليوود على مقاطع العنف والدعاية والتجنيد ضمن استمار الانتباه، والتحكم، بالرسالة. كما حافظت على دجة واضحة من الفوضى في المنطقة، كاسبة ومسيطرة على أراض، ومتحكمة بمجتمعات، وضاربة الخوف في قلوب من يتحداها.
وسعت الدولة الإسلامية مدى الفوضى، داعية لتحركات عنف على شكل “الذئب الوحيد” وهجمات حول العالم.
سعوا كذلك لإثارة ردود الفعل والقمع من الحكومات الخارجية لتهييج رسالتهم. في آخر مقطع، يشيرون إلى الدول الغربية وحلفائها، وتحديدًا: الأردن والسعودية والإمارات، على أنهم ارتكبوا جرائم ضد الإسلام والمسلمين. قدمت داعش كذلك جائزة لقتل الطيارين الأردنيين الآخرين. هم يحاولون جعل الحكومات الأخرى تتفاعل، كما استخدمت قوانين وتحركات منشأة محليًا لاستخدام المقاتلين الغربيين بسردية عنف حكوماتهم.
استمرت داعش كذلك بإظهار ما تعتبره قوة وتحديًا بوجه هذه التصرفات. قطع الرؤوس، الإعدام الجماعي للمساجين، وقتل معاذ الكساسبة، أظهرت وحشية غير متخيلة، بينما تحاول رسم نفسها قوية وقادرة على السيطرة والاستمرار في المعارك، حتى في وجه الضغط المتزايد. الانتباه العالمي المتزايد على التنظيم ورسائله وأعداد التجنيد المتزايدة تقول إنه في المدى القصيرة، قد يكون التنظيم يحقّق أهدافه.
داعش تتخلى عن فكرة “الدولة”
إلّا أن تركيز التنظيم يقل على بيع فكرة “الدولة” -الهدف الطويل للتنظيم. الانتباه السابق على عرض مهاراتهم في الحكم، مثل توفير الخدمات الأساسية والنظام الاجتماعي، مفقود في التركيز على العنف والصراع. تعظيمهم للعنف يشتتهم عن أي اقتراح قد يوفر نظامًا فاعلاً للدولة. مثل التنظيمات الإرهابية الأخرى قبلهم، داعش لديها رؤية محدودة للتغيير البنّاء. أهدافهم طويلة الأمد وتصرفاتهم الحالية خرجت عن التزامن فيما بينها.
الضغط المتزايد على التنظيم قد جعلهم أكثر يأسًا للتوجه نحو تصرفات أكثر وحشية لإبقاء التركيز على رسالتهم. طالما بقيت رسائلهم وردات الفعل على المظالم تجد صداها لدى جمهورهم، هذه الدائرة ستستمرّ.
ما قد يؤثر بهذا هو كيف قد تؤدي هذه التصرفات أمام التحديات لتوفير وقود إضافي للدائرة. هددت الأردن بإعدام ستة أعضاء سابقين معتقلين من داعش كرد فعل على تصرفها الأخير. الضربات الجوية تستمر والخسائر المدنية تسقط. الاستخدام اللامبالي للغة، حيث يبدون “هم” يخطلون بين الأكثرية المسلمة المسالمة مع الفئة القليلة المتطرفة، يزيد المشاكل.
الحكومات حول العالم مجبرة على التعامل مع داعش. من الواضح كيف أن هذا التفاعل مستخدم من داعش لتبرير تصرفاتهم والحصول على تأييد لخطابهم. ردود الفعل غير المحسوبة والسياسات المركزة على داعش يجب مراعاتها بحذر، كما يجب الانتباه لكيفية إعادة تفعيل التصرفات قصيرة الأمد لهذه الدائرة.
بينما تبدو داعش تفوز على المدى القصير، الذين يتحدون داعش يمكن أن يضمنوا أن تصرفاتهم لا توفر وقودًا للتنظيم على المدى البعيد. ومثل التنظيمات الإرهابية عبر التاريخ، العنف المتزايد لم ينتصر أبدًا.
تلجراف – التقرير