تستمر عمليات نينوى العسكرية في مواجهتها لمقاتلي داعش عبر المحاور الرئيسية التي وضعتها القوات الامنية والعسكرية العراقية وتمكنت من تحقيق تقدما واضحا وملموسا في المحورين الشرقي والشرقي الجنوبي المحيط بمركز مدينة الموصل ،مع تصاعد المواجهات والاشتباكات عبر المحور الغربي ويمكن تحديد أهم المواقف والاحداث ونحن في نهاية الشهر الثاني من المعركة :
1.تمكن مقاتلي تشكيلات مكافحة الارهاب من تعزيز تواجدهم وسيطرتهم الكاملة على عدة أحياء سكنية ضمن المحور الشرقي للمدينة متمثلا بأحياء (الكوكجلي-الشقق الخضراء-السماح-الزهراء-التحرير-القادسية الثانية-عدن-البكر) مع استمرار الاشتباكات والمواجهات بين عناصر داعش والقوات المهاجمة في أحياء (القدس-النهضة-الفلاح-المصارف-المشراق-الاخاء الاولى ) واستخدم مقاتلي مكافحة الارهاب اسلوبا ميدانيا واضحا لتفادي الهجمات الانتحارية التي يقوم بها مقاتلي داعش عبر أرسالهم السيارات المفخخة الى مناطق الاشتباك بالتصدي لها وتفجير بعضها عن بعد والتقدم عبر الخطوط والشوارع الرئيسية للأحياء منعا من ايقاع الاذى بالمدنيين والسكان المحليين ولكن الواضح لدينا أن هذا المحور بدأ بشكل عبئا ثقيلا وانهاكا للمقاتلين فيه بسبب عدم مواكبة المحاور الاخرى للجهد الذي يبذله مقاتلي مكافحة الارهاب وتقديم الاسناد اليهم من باقي المحاور .
2.نستطيع أن نسجل أن المحور الشرقي الجنوبي المتمثل بقوات الفرقة التاسعة قد حقق تقدما متميزا تمثل في الاندفاع نحو الداخل عبر حي السلام والالتفاف حول نقاط السيطرة والمفارز الميدانية التي أنشأها مقاتلي داعش والوصول الى أهداف حيوية واستراتيجية تمثل عمقا ميدانيا تمكن خلالها مقاتلي الفرقة التاسعة من السيطرة على بناية مستشفى دار السلام ودار الحميات والاندفاع بالتواجد في أحياء (الشيماء-السلام-المزارع )وبهذا التقدم فقد أحكمت القوة المهاجمة سيطرتها الميدانية وتواجدها على الضفة القريبة من نهر دجلة ،ويمكن لها أن تعزز تقدمها بالوصول الى بداية الجسر الرابع للمدينة من منطقة الجانب الايسر .
3.لا يزال المحور الشمالي يتواجد في القرى المحيطة بقضاء تلكيف بانتظار اقتحام المنطقة والسيطرة على أخر معاقل تنظيم داعش في منطقة سهل نينوى وتسهيل اندفاع مقاتلي الفرقة 16 وحرس نينوى باتجاه الاحياء السكنية القريبة من مركز مدينة الموصل المتمثلة بأحياء (العربي-الحدباء-الكندي-الكفاءات )بعد أن أحكمت سيطرتها على منطقتي الشلالات وسادة وبعويزة ولكن المؤشر على هذا المحور أنه وبعد مضي أكثر من 49 يوم لم يتكمن من الوصول الى أهدافه الرئيسية بسبب الاستمكانات والدفاعات والانتشار لمقاتلي داعش حول المناطق المحيطة بهذا المحور .
4.تحاول القوات الامنية والعسكرية ضمن المحور الجنوبي من استعادة السيطرة على منطقة (البو سيف ) المهمة لتمكين مقاتلي الفرقة 15 والشرطة الاتحادية من الاندفاع باتجاه مركز مدينة الموصل وتعزيز تواجدها في أماكن ومقرات عسكرية ومدنية مهمة تمثل الاطلالة الاولى لدخول الجانب الايمن وهي (معسكر الغزلاني-مطار الموصل -منطقة الدندان ) وبسبب ارتفاع هضبة البوسيف وصعوبة الوصول اليها ميدانيا والانتشار الكثيف لعناصر داعش فيها واستخدامهم المضادات الجوية والمدافع والهاونات كلها عوامل ساعدت في تأخير عملية اقتحام منطقة البو سيف .
5.لا تزال كتائب الحشد الشعبي تحاصر ناحية تل عبطة ضمن الرقعة الجغرافية التابعة لقضاء تلعفر ضمن المحور الغربي وتحاول اقتحامها والتمكن منها لكونها أول ناحية يتمكن فيها مقاتلو الحشد الشعبي من السيطرة الميدانية عليها ضمن هذا المحور حيث شهدت هذه المنطقة نزوحا سكانيا كبيرا تمثل في نزوح أكثر من (4)الاف عائلة من مركز قضاء تلعفر وناحية تل عبطة باتجاه الجزيرة والقرى المحيطة بناحية البعاج خوفا من اقتحام مناطقهم من قبل الحشد الشعبي اضافة تاى طبيعة الاشتباكات والمصادمات التي تجري في هذه المنطقة الحيوية وخوف السكان المحليين من ايقاع الاذى بهم وبعوائلهم .
6.تعاني مدينة الموصل وأهلها بعد اقضاء 49 يوم على بدأ العمليات العسكرية ارتفاعا حادا في أسعار المواد الغذائية بسبب شحتها وانعدام المياه في معظم أحياءها السكنية مع ندرة واضحة للمستلزمات الطبية والادوية العلاجية وانقطاع تام للتيار الكهربائي منذ بدأ العمليات اضافة الى تصاعد وتيرة سقوط الضحايا والجرحى من أبناء المدينة حيث أن نتيجة استمرار عمليات القصف الجوي والمدفعي من قبل طائرات التحالف الدولي وتبادل القصف بين الطرفين (القوات الامنية والعسكرية وداعش)مع الاساليب الدفاعية التي يستخدمها التنظيم في تفجير السيارات المفخخة أو العمليات الانتحارية التي يقوم بها مقاتلي داعش وبالقرب من مناطق الاشتباك التي تقع ضمن الاحياء السكنية للمدينة .
7.تبقى الكارثة الانسانية والاجتماعية التي تعانيها مدينة الموصل هي استمرار النزوح لأفرادها حيث بلغ عدد النازحين أكثر من (90 )ألف شخص بعد أن تهددت حياتهم لاستمرار العمليات العسكرية وقربها من مناطق سكانهم والقصف الجوي والمدفعي الذي تعيشه مناطقه وخشية من استهدافهم وعوائلهم ،ولدى وصولهم لمعسكرات النازحين في منطقتي الخازر وحسن شام فانهم يتفاجؤون بصعوبة الخيم التي أعدت لهم في هذه المعسكرات وافتقارها لابسط مستلزمات الحياة وانعدام الرعاية الصحية وانقطاع التيار الكهربائي .
وحدة الدراسات العراقية
مركز الروابط للابحاث والدراسات الاستراتيجية