نشرت صحيفة “أ بي ثي” الإسبانية، تقريرا نقلت فيه حوارا مع مراسلة صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، ديفين مينوي، التي سردت مقتطفات من حياتها في ظل نظام آيات الله الإيراني، قبل أشهر قليلة من نهاية ولاية الرئيس حسن روحاني وفترة حكمه “الإصلاحية”.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته “عربي21“، إن إعدام المملكة العربية السعودية لحوالي 15 سعوديا من شيعة البلاد، بتهمة التخابر لصالح إيران “العدو الأكبر للمملكة” يأتي في إطار الحرب المشتعلة بين القوتين من أجل الهيمنة على أكبر قدر من السلطة والنفوذ في المنطقة.
وأشارت إلى أن إيران لا تخلو هي الأخرى من هذه الممارسات الطائفية، بل على العكس؛ فهي متفشية بين حدودها. وفي هذا السياق؛ قالت مينوي التي عاشت لأكثر من عقد من الزمن في إيران، إن “اليهودي يكتسي أهمية أكبر من السني الذي يعيش في إيران، وانتسابك لليهود يمنحك امتيازات تفوق ما لدى السنة في هذا البلد”.
وبينت الصحيفة أنه في حديثها عن الرؤساء الذين تعاقبوا على إيران؛ قالت مينوي إنه “بعد الانفتاح الذي عاشته إيران خلال فترة حكم خاتمي؛ حكم البلاد محمود أحمدي نجاد، حيث وضع حدا لهذا الوضع، الذي لم يؤدِّ إلى أي نفع على الفئة الفقيرة في إيران. وبالإضافة إلى ذلك؛ ساهم نجاد في إسقاط البلاد في نوع من تراجع للهوية، مما أدى إلى سحق آمال التغيير في البلاد”.
وفي الحديث عن فترة حكم حسن روحاني؛ قالت الصحفية إن “روحاني خفف من قمعه في السنوات الأخيرة؛ ربما خوفا من الربيع العربي، وبسبب الوضع في سوريا واليمن، بالإضافة إلى المفاوضات التي قادها بشأن الاتفاق النووي الإيراني”.
وعلقت الكاتبة على الانتخابات المقبلة في إيران قائلة: “ينتظر الرئيس الإيراني المقبل العديد من التحديات، وخصوصا مع وصول ترامب إلى الحكم في أمريكا، وهو الذي أدان التقارب بين واشنطن وطهران. وعموما، فإن هذه التقلبات والمد والجزر في ميزان إيران العالمي؛ ستضيف المزيد من التوتر في منطقة الشرق الأوسط”.
وعند سؤالها عن كيفية تمكنها من الاندماج في المجتمع الإيراني؛ قالت مينوي إن “هناك طريقتين للعيش في إيران؛ إما الانعزال عن المجتمع داخل مجموعة من المغتربين، أو الانغماس الكلي والعيش مثل الإيرانيين. وقد اخترت الحل الأخير الذي يتطلب الكثير من التضحيات والمقاومة”.
وأضافت أن “الخوف أمر اعتيادي في إيران، كما أنه ليس أمامك خيار سوى التنازل عن حقوقك كامرأة؛ لتتمكني من العيش في هذا البلد”.
وحول نمط عيش الإيرانيين؛ كشفت مينوي أنها “صدمت عند اكتشافها لحقيقة عيش الإيرانيين، فالكثير منهم يعيش في عالمين متوازيين، كما أن كل إيراني يرتدي قناعا مختلفا يعيش به؛ بحسب الظرف والمكان الذي يتواجد فيه”.
وبينت أن “الحياة في هذا البلد تعاني من الانفصام، فهناك ثقافة الداخل، وثقافة الخارج. وفي هذا الإطار، تنتهك المرأة في الداخل القوانين التي تمنعها من استعمال مستحضرات التجميل، أو ارتداء الملابس الخليعة، أو مشاهدة القنوات الأجنبية”.
وأضافت مينوي أنه “في الداخل؛ يمكن للنساء تنزيل أفلام هوليود المحظورة، أو طلب المشروبات الكحولية، شرط وضعها في زجاجات بلاستيكية مخبأة داخل أكياس القمامة. أما في الخارج، فيجب على الكثير من الرجال والنساء التصرف على عكس ثقافة الداخل”.
وردا على سؤال عن إمكانية وصول “متشدد” آخر إلى الحكم في إيران؛ أجابت الصحفية أن “الأمر معقد للغاية، فقد تعاقبت على إيران مراحل انفتاح، تتلوها مراحل تكتم وانغلاق. إلا أنه في هذه المرحلة؛ لا أعتقد أن إيران في طريقها إلى تنصيب متشدد آخر في الحكم”.
وحول الأقليات الدينية المضطهدة في إيران؛ قالت إن “حقوق الإنسان بعيدة المنال في إيران، كما أن الأقليات الدينية تعاني من القمع، على الرغم من وجود مساحة من الحرية عبر تمثيل بعض الأديان في البرلمان، ففي فترة ما اعترفت إيران بالأقليات اليهودية والمسيحية”.
وفي الختام؛ أشارت مينوي إلى أن “الأقليات البهائية والسنية في إيران؛ تبقى في مواجهة الصعوبات الرئيسة، فاليوم يكتسي اليهودي أهمية أكبر من السني، في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة حرب نفوذ بين الرياض وطهران”.
عربي21 – وطفة هادفي