تشهد مدينة سامراء العراقية 125 كم شمال العاصمة العراقية بغداد عملية تغيير ديموغرافي ممنهج تقوم به ميليشيات الحشد الحشد الشعبي في محاولة منها لطمس الهوية السنية للمدينة التأريخية على غرار ما حصل في محافظة ديالى حسب ما قال ضابط في شرطة سامرء لــ«القدس العربي»
وأضاف الضابط الذي شدد على عدم كشف اسمه أو منصبه: بعد أن احاطت المليشيات الشيعية المرتبطة بإيران مدينة سامراء بحزام شيعي كامل بدأت الان بفتح شركات عقارية ومكاتب كبرى لشراء المنازل من أهل السنة في المدينة تمهيدا لتوطين عوائل شيعية فيها كما قاموا بانشاء أحياء جديدة في المدينة، فبعد أن نقلوا سابقاً عوائل من الحشد الشعبي إلى حزام سامراء بدؤوا الان بنقلهم إلى أحياء تعتبر ضمن مدينة سامراء».
وأكد الضابط في شرطة سامراء «أن من يقود عملية شراء العقارات من أهل السنة وتشييع المدينة شخص اسمه حسيب الطهمازي وهو شخص تابع لإيران ويقوم بزيارتها بشكل دوري وقد تم ترشيحه برعاية ودعم الميليشيات الشيعية ليكون عضو مجلس محافظة او رئيس مجلس المحافظة».
وأضاف: حسيب الطهمازي هذا كان له دور كبير في تمليك قائد عمليات سامراء السابق رشيد فليح وبعض الضباط معه قطع اراض تابعة للدولة العراقية في المدينة.
ويرى الضابط العراقي أن الميليشيات الشيعية «تسير بخطى ثابتة نحو تشييع مدينة سامراء بالكامل» مؤكداً على أن عمليات تهجير أهل السنة من المدينة «تسير على قدم وساق وبدأوا مؤخراً باللجوء إلى ما يسمى بالمخبر السري لالصاق التهم بأهالي المدينة وابتزازهم لاجبارهم على مغادرتها وبيع منازلهم لتلك المليشيات بأسعار زهيدة».
وأضاف «المليشيات الشيعية سيطرت ايضا على محلات تجارية ومشاريع تجارية كبيرة في المدينة بل حتى سائقو سيارات الأجرة في المدينة أصبحت نسبة منهم من الشيعة التابعين للميليشيات. وحذر الضابط العراقي من أن «احياء كامة في مدينة سامراء أصبحت ذات غالبية شيعية حيث تم تجديد بعض هذه الأحياء وبناء مساكن جديدة فيها والحاقها بسامراء المدينة كمناطق الجبيرية الثانية والشهداء والمثنى والضباط والعرموشية وبدأوا يساومون أهل السنة في تلك المناطق فإما أن يبيعوا بيوتهم بسعر بخس أو يتم تهجيرهم واعتقالهم فاضطر الكثير من اهل السنة إلى بيع بيوتهم ومغادرة المدينة واكتست المدينة اليوم بالطابع الشيعي، فرايات الميليشيات ومواكبهم في كل مكان في المدينة، على حد تعبيره.
وختم الضابط العراقي حديثه بقوله «تنظيم الدولة الإسلامية بدأ يعيد نشاطه في المناطق القريبة من سامراء مثل مكيشيفة والجلام، وبدأ يقترب من المدينة مجدداً بعد غياب ما يقارب العشر أشهر بعد انسحابه من جزيرة سامراء وابتعاده عن المدينة لكن فجأة ظهر التنظيم من جديد مستغلاً نقمة أهل المدينة على الميليشيات حيث بات التنظيم يمثل الحل الأخير لأهل المدينة، ما استدعى استنفار الميليشيات حيث أجبرت كل عشيرة من عشائر سامراء أن تتطوع بـ 50 مقاتلا للانضمام للحشد الشعبي عدا مقاتلي الصحوات».
عبيدة الدليمي
القدس العربي