بغداد – أعلن رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، السبت، أنه تم الاتفاق مع نظيرة التركي بن علي يلدريم بشأن طلب سحب القوات التركية من مدينة بعشيقة في محافظة نينوى شمالي العراق.
ولطالما شكلت القوات التركية الموجودة في بعشيقة نقطة خلاف رئيسية بين بغداد وأنقرة، عملت على تأجيجها إيران التي تخوض صراعا مريرا على النفوذ مع الأخيرة في المنطقة.
وقال العبادي، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع يلدريم في بغداد، “تم الاتفاق على طلب انسحاب القوات التركية من بعشيقة”.
وأوضح أن يلدريم والوفد المرافق له “أكدا أن هذا الموضوع سيحل بشكل صحيح خلال فترة قريبة، وأنا أشكرهم على هذا”.
جاء ذلك عقب الاجتماع الثالث لمجلس التعاون الاستراتيجي التركي العراقي الذي يتطرق إلى جملة من القضايا الخلافية بين البلدين وعلى رأسها معسكر بعشيقة، وحزب العمال الكردستاني، الذي يتخذ من شمال العراق مركزا له.
وكان رئيس الوزراء التركي قد زار، السبت، بغداد في محاولة لإعادة ترميم العلاقة بين البلدين والتي شهدت في السنتين الأخيرتين توترا ازداد عمقا مع انطلاقة معركة الموصل في 17 أكتوبر الماضي، حينما أصرت تركيا على مشاركة عناصرها القتالية في المعركة، ورفضت انخراط ميليشيات الحشد الشعبي الموالية لإيران فيها.
وسبق أن دعت بغداد أنقرة مرارا إلى سحب قواتها المتواجدة في معسكر بعشيقة الواقع شمال شرق الموصل، المدينة الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية منذ أكثر من عامين، والتي تدور معارك ضارية حاليا في شوارعها لإخراج التنظيم الجهادي منها.
وتفيد وسائل الإعلام التركية أن نحو ألفي جندي تركي ينتشرون في العراق بينهم 500 في بعشيقة، حيث يدربون متطوعين عراقيين سنة للمشاركة في معركة استعادة الموصل.
وتتهم بغداد جارتها بخرق سيادتها، إلا أن تركيا تشدد بالمقابل على ضرورة وقف أي نشاط لحزب العمال الكردستاني.
وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم في المؤتمر الصحافي المشترك مع العبادي إن الأخير أعطاه ضمانات بهذا الصدد. وشدد يلدريم في المؤتمر على أن “هذا موضوع مهم بالنسبة إلينا، نحن مسرورن بهذا الأمر”.
ويسيطر حزب العمال الكردستاني الذي ينشط في جنوب شرق تركيا، مع حلفائه المحليين في العراق على مناطق مهمة في سنجار، التي تقع بين الموصل والحدود السورية.
وتتهم أنقرة حزب العمال الكردستاني بالوقوف وراء عدد من الهجمات الدامية التي وقعت في تركيا، وألمحت بأنها لن تتردد بعبور الحدود العراقية لملاحقة الانفصاليين الأكراد.
وأوضح العبادي أنه اتفق مع حكومة إقليم كردستان العراق على أن تخضع سنجار لسيطرة حكومة الإقليم بالتعاون مع الجيش العراقي.
وقال العبادي بهذا الصدد “من الناحية الواقعية لم تصل القوات العراقية إلى سنجار، وهناك اتفاق بين البيشمركة والجيش العراقي لفرض السيطرة على سنجار”، مشددا “يجب أن تكون تحت سيطرة القوات العراقية بالكامل، ولا يسمح لأي قوة خارج الإطار الرسمي أن تسيطر على هذه المنطقة، وهذا اتفاق نهائي”.
وأكد يلدريم على أن حكومته ملتزمة باحترام ودعم سيادة العراق. وقال بعد لقائه بالعبادي “سيادة العراق شيء مهم جدا بالنسبة إلينا”.
ويتوقع متابعون أن تعطي زيارة يلدريم انطلاقة جديدة للعلاقة بين الجانبين بالنظر إلى التحديات المشتركة التي تجمع الطرفين وعلى رأسها تنظيم الدولة الإسلامية، التي سبق أن لمح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بأن تراجع وتيرة المعارك ضده في الموصل هدفه إحراج تركيا.
وتواجه تركيا صعوبات كبيرة في حسم معركة الباب السورية وسط معطيات عن أن التنظيم الجهادي استقدم تعزيزات إلى المنطقة الواقعة شمال شرق حلب، من الموصل. ومن شأن عودة زخم المعركة في الموصل أن تطمئن الجانب التركي.
وأعلن المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب العراقي، السبت، عن تقدم تحرزه القوات العراقية تجاه نهر دجلة الذي يعبر مدينة الموصل.
وقال صباح نعمان إن قوات جهاز مكافحة الإرهاب باتت على بعد “نحو 500 متر من الجسر الرابع” الذي يربط ضفتي نهر دجلة في أقصى جنوب الموصل.
واستعادت القوات العراقية مساحات كبيرة حول المدينة التي تمكنت من الدخول إلى عدد من أحيائها الواقعة على الجهة الشرقية لنهر دجلة، إلا أن الأحياء الغربية وذات الكثافة السكانية الأعلى في ثاني أكبر مدن العراق بقيت بشكل كامل تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية.
من جانبه أكد الفريق الركن عبدالأمير يارالله، أحد القادة العسكريين، أن قوات التدخل السريع استعادت مستشفى السلام (جنوب شرق الموصل) حيث حاصر الجهاديون وهاجموا قوات الجيش الشهر الماضي.
وجاء في بيان ليارالله أن “قوات الرد السريع التابعه للشرطة الاتحادية تسيطر على مستشفى السلام وكلية الطب ومستشفى الشفاء وترفع العلم العراقي فوق المباني”.
العرب اللندنية