سارع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى نفي صحة ما أوردته وسائل إعلام أميركية بأن مسؤولي الاستخبارات أبلغوه بأن روسيا تمتلك معلومات محرجة له عن حياته الشخصية والمالية.
وجاء نفي ترمب في وقت أعلن فيه وزير الدفاع الأميركي المنتهية ولايته أشتون كارتر أن الإجراءات العقابية التي اتخذتها بلاده مؤخرا ضد روسيا بسبب أنشطة القرصنة الإلكترونية المزعومة ليست نهاية المطاف.
وفي تغريدة له على تويتر مساء أمس الثلاثاء، كتب ترمب بالأحرف الكبيرة معلقا على ما ذكرته وسائل الإعلام الأميركية “معلومات كاذبة، حملة سياسية مغرضة بالكامل”.
ووفق وسائل إعلام أميركية بينها شبكة “سي أن أن” فإن مسؤولي الاستخبارات أبلغوا ترمب يوم الجمعة الماضي بأن روسيا تمتلك معلومات محرجة له عن حياته الشخصية والمالية، وسلموه ملخصا لوثيقة تتضمن هذه المعلومات.
وذكرت أن هذه المعلومات التي تمتلكها روسيا تقع في وثيقة من 35 صحفة، وتحوي معلومات عن الحياة الخاصة والحميمة للرئيس الأميركي المقبل إلى جانب معلومات عن أموره المالية.
كما تتضمن هذه المعلومات ـوفق وسائل الإعلام الأميركيةـ إثباتات على أن فريق ترمب كان على تواصل مع روسيا خلال الحملة الانتخابية.
ونشرت وسائل إعلام أميركية عديدة مساء أمس نسخا عن هذه الوثيقة بصفحاتها الـ 35 مؤكدة جميعها أنه لم يتسن لأي منها التحقق من صحة مضمونها.
ووفق “سي أن أن” فإن المعلومات الواردة في الوثائق استندت جزئيا إلى مذكرات جمعها ضابط سابق بالمخابرات البريطانية يصف مسؤولو المخابرات الأميركية عمله السابق بأنه موثوق به.
أشتون كارتر (يسار) يتحدث في آخر مؤتمر صحفي له بالبنتاغون وبجواره رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد (الأوروبية)
شهادة كومي
من جهته، أعلن مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) جيمس كومي أمس أن قراصنة المعلوماتية الروس الذين سعوا إلى التدخل في الحملة الانتخابية الرئاسية لم يمارسوا القرصنة ضد فريق حملة ترمب.
وأوضح كومي -متحدثا أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأميركي- أن الروس دخلوا أجهزة حاسوب تابعة لحملة ترمب على صعيد محلي أو على مستوى ولايات، ولكن ليس على مستوى وطني.
وقال “لا نملك أي مؤشر على أن حملة ترمب تعرضت للقرصنة على المستوى الوطني” لكنه أوضح أن الروس اعترضوا في المقابل على معلومات لـ الحزب الجمهوري هي عبارة عن رسائل إلكترونية “لم تكن مستخدمة، والمعلومات التي تم جمعها كانت قديمة”.
ورفض كومي الإجابة عن سؤال بشأن ما إذا كان مكتب التحقيقات الاتحادي يحقق في صلات محتملة بين مساعدي ترمب وروسيا.
وفي آخر مؤتمر صحفي له بمقر وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أمس، قال كارتر معلقا على العقوبات الأميركية الأخيرة على روسيا “تم اتخاذ بعض الردود. وينبغي أن تعتبروا ذلك مجرد البداية وليس النهاية”.
لكن كارتر لم يقدم تفاصيل بشأن طبيعة الخطوات المقبلة، وما إذا كانت إدارة ترمب ستسير على هذا النهج العقابي الذي صعدته الإدارة الحالية في نهاية ولايتها مع روسيا.
وتتهم أجهزة الاستخبارات الأميركية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحكومته بإطلاق حملة لتقويض العملية الديمقراطية الأميركية وتعزيز فرص فوز ترمب.
ورغم نفي الكرملين لهذه الاتهامات، فرضت إدارة باراك أوباما -التي ستسلم الحكم لترمب يوم 20 يناير/كانون الثاني الجاري- عقوبات على روسيا عبر طرد 35 دبلوماسيا اعتبرتهم جواسيس.
وأعلن بوتين في حينها أنه لن يرد بالمثل. وصرح مسؤولون روس بأن سلطات بلادهم بانتظار مواقف ترمب.
من جهته، شكك الرئيس الأميركي المنتخب في اتهامات الاستخبارات لكنه امتنع عن انتقادها بشكل مباشر.
المصدر : الجزيرة