الدوحة – بدأت سفن حربية صينية جولة في دول خليجية وعربية للمرة الأولى منذ ست سنوات، في رسالة جديدة من بكين بشأن طموحاتها في لعب دور أكبر في المنطقة التي تعتبر تقليديا موضع تركيز أميركي، قبل أن يسجّل تراجع واضح لواشنطن هناك في فترة إدارة الرئيس السابق باراك أوباما.
ويبدو من المناسب لدول الخليج التي اكتسبت أهمية قصوى لدول العالم لا سيما قواه الكبرى، ليس فقط بثرائها لكن أيضا باستقرارها السياسي والأمني، وبدورها الدبلوماسي في حلحلة قضايا إقليمية ودولية، أن تفتح باب التنافس بين تلك القوى وتستفيد منه في تحصين مجالها ومصالحها، فيما تواصل العمل بالتوازي مع ذلك على تطوير قدراتها العسكرية وتمتين التعاون في ما بينها لتحقيق أكبر قدر ممكن من التعويل على الذات في المجالات الأمنية والدفاعية.
وقال تلفزيون سي.سي.تي.في الرسمي الصيني إن ثلاث سفن صينية بينها مدمرة تحمل صواريخ موجهة وصلت السبت إلى العاصمة القطرية الدوحة بعدما زارت مدينة جدة الساحلية السعودية.
وتجوب البحرية الصينية العالم بصورة روتينية وتقوم سفنها بدوريات قبالة ساحلي اليمن والصومال في إطار عمليات دولية لمكافحة القرصنة. لكن ليس من الشائع كثيرا أن تقوم السفن الحربية الصينية بزيارات لدول خليجية وعربية توجد فيها قواعد بحرية تابعة لدول غربية.
وتعتمد بكين على الشرق الأوسط لتأمين النفط لاقتصادها شديد النهم لهذه السلعة، لكنها كانت عادة ما تترك الشؤون الدبلوماسية في منطقة الشرق الأوسط للدول الأربع الأخرى دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي؛ الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا. لكن الصين، بدأت تغير من هذه السياسة وتخرج من انكماشها السياسي بشكل تدريجي، فيما تعمل دون انقطاع على إعادة بناء قدراتها العسكرية بما في ذلك أسطولها البحري.
وقال دبلوماسي صيني كبير الاثنين إن بكين قد تضطر للعب دور الزعامة على مستوى العالم إذا تنحى آخرون عن هذا الدور بعد أن تعهد الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب في أول خطاب له بأن يجعل “أميركا أولا”.
ومن شأن تمتين علاقة بيكين بدول الخليج أن يفتح لها باب الدور العالمي الذي ترنو إلى الاضطلاع به على أنقاض الدور الأميركي المتراجع.
العرب اللندنية