نيودلهي – قطعت كل من دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الهند، خطوة جديدة باتجاه تحويل العلاقات المتينة التي تربط بينهما إلى شراكة استراتيجية، وذلك بتوقيعهما جملة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم شملت العديد من المجالات.
وجاء التوقيع على هامش زيارة كان بدأها ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الثلاثاء، إلى نيودلهي تلبية لدعوة من القيادة الهندية لحضور الاحتفالات بيوم الجمهورية كضيف شرف.
وبحسب مراقبين، فإن الشراكة بين الإمارات والهند تفتح مجالات رحبة للتعاون في الكثير من المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية. ووفق هؤلاء فإن التنسيق الإماراتي الهندي بشأن العديد من القضايا يشكل إضافة نوعية لجهود بسط الاستقرار في هذه المنطقة “القلقة” من العالم.
ووصف الشيخ محمد بن زايد الهند بـ”الجار المهم والدولة الرئيسية والركن الأساسي من أركان الأمن والاستقرار في القارة الآسيوية والشريك الكامل في العمل من أجل الاستقرار والتنمية ومواجهة الإرهاب”.
وتجد دولة الإمارات في الشراكة مع الهند التي نجحت في تحقيق نهضة علمية وتكنولوجية مشهودة، ما يخدم مساعيها التي بدأتها منذ سنوات لجلب التكنولوجيات والعلوم الحديثة وتوطينها في إطار برامجها للنهوض الشامل والانضمام إلى مصاف الدول المتقدمة في تلك المجالات.
وتركز الإمارات في شراكتها مع الهند على الصناعات القائمة على المعرفة باعتبار ما يمتلكه هذا البلد من سجل ثري في هذا المجال.
ومن جهتها تجد الهند في حيوية الاقتصاد الإماراتي وتنوّعه، وفي ثراء هذا البلد الخليجي، فرصا كبيرة للاستثمار.
كما أن استقرار الإمارات ونجاح مقارباتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية يجعلان منها قبلة للباحثين عن شراكات آمنة ومستقرة.
الإمارات بثرائها واستقرارها ونجاح مقارباتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية، أصبحت قبلة للباحثين عن شراكات آمنة
وعقد الشيخ محمد بن زايد، الأربعاء، جلسة مباحثات رسمية مع ناريندرا مودي رئيس وزراء جمهورية الهند “تناولت سبل تعزيز علاقات التعاون إضافة إلى بحث عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك”، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية “وام”.
وأشار ولي عهد أبوظبي إلى حرص دولة الإمارات على دفع علاقاتها بجمهورية الهند قدما على أسس ثابتة من التفاهم والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
وقال “إنه من خلال اللقاءات المتبادلة بين قيادتي البلدين نلمس حرصا بالغا من الجانبين على تقوية العلاقات الثنائية وتوسيعها ودفعها إلى الأمام بخطوات متسارعة وهو ما يزيد من ثقتنا بقدرتنا على بناء شراكة استراتيجية حقيقية لصالح الأجيال الحالية والمستقبلية من منطلق القناعة الكاملة بأن العلاقات الإماراتية-الهندية تمتلك من المقومات ما يؤهلها لكي تكون من أهم وأقوى العلاقات الثنائية في المنطقة والعالم وأكثرها نموا وتطورا”.
ومن جهته قال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إنّ “الإمارات إحدى أكثر الدول التي نقدرها، وهي صديق مقرب في منطقة مهمة في العالم”، مضيفا “نحن نشعر أن تواصلنا المتزايد في ما يتعلق بمحاربة العنف والتطرف أمر مهم لضمان أمن مجتمعاتنا”.
وجرى خلال الجلسة بحث العلاقات القائمة بين البلدين بمختلف جوانبها والسبل الكفيلة بتطويرها بما يواكب حرص الجانبين وسعيهما لتنميتها على كافة الصعد.
وبحث الجانبان القضايا الإقليمية والدولية والتطورات الراهنة التي تشهدها المنطقة وفي مقدمتها تفاقم ظاهرة الإرهاب والعنف وغيرهما من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأكد الجانبان في ختام المباحثات أن العلاقات بين البلدين تشهد تطورا مهما على مسار العلاقات الاستراتيجية والحرص المشترك على توفير كل ما من شأنه دفعها إلى الأمام.
كما أكدا أن دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الهند تشتركان معا في العمل من أجل السلام والاستقرار في المنطقة والعالم وحل النزاعات والصراعات بالطرق السلمية والتصدي الحازم لقوى التطرف والإرهاب والعمل على خلق بيئة إقليمية وعالمية آمنة ومستقرة بما يدعم التنمية لمصلحة حاضر الشعوب ومستقبلها في العالم كله.
وشملت مذكرات التفاهم التي تمّ توقيعها الأربعاء على هامش زيارة الشيخ محمد بن زايد إلى الهند، مجالات النقل البحري، ومكافحة الاتجار بالبشر، والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، والزراعة، والإعفاء المتبادل من تأشيرات الدخول لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية أو الخاصة والرسمية.
ونصت المذكرات على اتخاذ تدابير تجارية لتعزيز التعاون بين وزارة التجارة والصناعة الهندية ووزارة الاقتصاد الإماراتية، كما اتفق البلدان على تخزين النفط وإدارته بين شركة الاحتياطيات البترولية الاستراتيجية الهندية وشركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك».
كما تمّ توقيع مذكرة تفاهم بين المجلس الوطني للإنتاجية الهندي وشركة الاتحاد لخدمات الطاقة في الإمارات، بالإضافة إلى مذكرة تفاهم بين مجلس الأمن القومي في الهند، وهيئة الأمن القومي الإلكترونية لدولة الإمارات.
وتضاف هذه المذكرات إلى العديد من الاتفاقيات التي سبق أن وقّعتها الهند والإمارات في مناسبات سابقة، سعيا لربط مصالح البلدين ببعضها البعض.
العرب اللندنية