نبّهت منظمة للأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إلى تدهور أوضاع أكثر من أربعين ألف طفل في دير الزور شرقي سوريا، ونحو تسعين ألف مدني محاصرين بالمنطقة جراء اشتداد المعارك الدائرة بين تنظيم الدولة الإسلامية وقوات النظام.
وأكد المدير الإقليمي للمنظمة غييرت كابيلاري في بيان تفاقم معاناة قرابة ثلاثة وتسعين ألف مدني، بينهم أربعون ألف طفل تقطعت بهم السبل في دير الزور.
وطالب بتوفير ممرات آمنة تضمن الوصول غير المشروط للأطفال الموجودين تحت الحصار، ودعا جميع الأطراف في سوريا إلى رفع الحصار بشكل عاجل في 15 منطقة في جميع أنحاء البلاد بما في ذلك دير الزور.
وبحسب تقرير لليونيسيف فإن أوجه معاناة سكان دير الزور جراء الحصار والمعارك التي اشتدت منذ نحو أسبوعين، بحسب كابيلاري، تتمثل في ندرة مياه الشرب النظيفة والمواد الغذائية والطبية.
وخلال الأسبوعين الماضيين، كثف تنظيم الدولة هجماته على المناطق التي لا تزال واقعة تحت سيطرة النظام السوري في دير الزور، وبينها المطار العسكري وعدة أحياء في المدينة تضم نحو مئة ألف مدني، في محاولة للسيطرة عليها.
وتشهد دير الزور معارك مستمرة بين الطرفين، حيث تسيطر قوات النظام على ثلاثة أحياء، وهي حيا الجورة والقصور غربي دير الزور، وحي هرابش شرقيها، إضافة إلى مواقع عسكرية في محيطها، بينما يسيطر التنظيم على الأحياء الأخرى وكامل ريفها، وقد تمكن من عزل مناطق سيطرة النظام عن بعضها، مع محاولات مستمرة لبسط سيطرته على كامل مدينة دير الزور.
ومنذ أكثر من عامين يحاصر التنظيم المناطق الخاضعة لسيطرة النظام في دير الزور ويمنع دخول المواد الغذائية إليها، كما يقصف مناطق سيطرة النظام باستمرار. وكانت المعونات الإنسانية حتى وقت قريب تلقى من الجو على الأحياء المحاصرة.
ويشير سكان ونشطاء إلى أن قوات النظام تتلقف المعونات ثم توزعها بطريقة غير عادلة، أو تبيع بعضها بأسعار باهظة، كما تمنع خروج المدنيين إلا بعد أن يدفعوا لها مبالغ كبيرة.
من جانب آخر، تتعرض مناطق سيطرة تنظيم الدولة في دير الزور لغارات روسية وسورية قتلت وجرحت مئات من المدنيين وتسببت في دمار كبير، وأطلق نشطاء حملة سمّوها “دير الزور على ضفتي الموت”، في إشارة إلى ما يعانيه سكان دير الزور.
المصدر : الجزيرة