كل ما يتطلبه الأمر طباعة بضعة حروف تمثل عنوان مكتبة قطر الرقمية على شبكة المعلومات الدولية”الإنترنت” وبعدها يمكن الوصول إلى ثروة ثقافية فريدة من بلدان وثقافات مختلفة.جهود الشراكة التي بدأت في العام 2012م بين مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع وبين مكتبة قطر الوطنية مع المكتبة البريطانية، أثمرت تدشين البوابة الإلكترونية لمكتبة قطر الرقمية في تشرين الثاني/نوفمبر عام 2014م.
وتعد مكتبة قطر الرقمية عبارة عن أرشيف رقمي ثري ومتنوع يضم أكثر من نصف مليون وثيقة تاريخية مُتاحة على الانترنت وبشكل مجاني لأول مرة، تُقدم فرصة الإطلاع على كنوز المعارف والعلوم والتاريخ الحديث لدولة قطر ودول الخليج العربي والمنطقة المحيطة بالإضافة إلى الاضطلاع على العلوم العربية والإسلامية عبر مخطوطات وخرائط وصور وغيرها من المراجع الهامة.
لأجل من تم إنشاء مكتبة قطر الرقمية ؟ يُجيب القائمون عليها : “إن هدفنا هو تقديم مورد عالمي متاح بحرية للجميع من أولئك الذين لديهم اهتمام عام بتاريخ الخليج إلى الباحثين الأكاديميين الذين يجرون أبحاثاً لفتح آفاق جديدة”.
وللتعرّف على أبرز ما تحويه المكتبة من مواد مرقمنة باللغتين العربية والإنجليزية نذكر منها بعض ماجاء على موقعها الالكتروني :
1- حوالي 500 من الخرائط والرسوم البيانية والمخططات من الخليج العربي والمنطقة المحيطة. ومن الخرائط الموجودة في مكتبة قطر الرقمية خريطة كلوديوس بطليموس التي وضعت عام 1487م والتي تتحدث عن شبه الجزيرة العربية.
2- مجموعة مختارة من الصور الفوتوغرافية والبطاقات البريدية والمطبوعات الأخرى وكذلك الرسوم التخطيطية والرسومات ولوحات الألوان المائية، إضافة إلى الأكليشيهات والنقوش والرسوم التصويرية.
3- مجموعة مختارة من التسجيلات الصوتية تضم 200 من أقراص الشيلاك المسجلة في البحرين والكويت والعراق بين عامي 1920 و 1940.
4- سجلات مكتب الهند التي تغطي الفترة 1763-1951، ويضم ملفات من سجلاتالمقيم السياسي في بوشهر وسجلات وكالة البحرين.
وتشكل هذه المواد وسواها ثروة بوابة مكتبة قطر الرقمية التي يقول القائمون عليها، إنها سترفد دائمًا بمجموعات تراثية أخرى سواء من مكتبة قطر الرقمية أو عبر شراكات مستقبلية. وفي الوقت تعتبر بعض الأصوات إن الإقبال على المكتبات العادية بات أمرًا غير منتشرًا في عصرنا التكنولوجي والرقمي تسعى مكتبة قطر الوطنية لتمزج التكنولوجيا بعالم المكتبات من خلال بوابتها الرقمية. خلطة من شأنها أن تدفع المهتمين إلى الإقبال والاضطلاع.
ويرى القائمون على مكتبة قطر الرقمية أنها تتفق مع رؤية قطر 2030م، لأنها تدعم فكرة الانتقال من الاقتصاد القائم على النفط والغاز إلى الاقتصاد القائم على المعرفة. تلك الرؤية التي أطلقها صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، في عام 2013م، ليؤشر على مرحلة جديدة من تاريخ قطر يستلهم الموازنة بين الإنجازات التي تحقق النمو الاقتصادي وبين مواردها البشرية والطبيعية والإنسانية.وتهدف الرؤية إلى تحويل قطر إلى دولة متقدمة قادرة على تحقيق التنمية المستدامة.
ولعله من المفيد الإشارة إلى الركائز الأربعة التي تقوم عليها رؤية قطر الوطنية 2030 أولا: التنمية الاقتصادية التي تسعى إلى تطوير اقتصاد تنافسي ومتنوع قادر على تلبية احتياجات، وتأمين مستوى عال من المعيشة في الوقت الحاضر وفي المستقبل، ثانيًا: التنمية الاجتماعية التي تهدف إلى تطوير مجتمع عادل وآمن مستند على الأخلاق الحميدة والرعاية الاجتماعية وقادر على التعامل والتفاعل مع المجتمعات الأخرى. و ثالثًا: التنمية البشرية التي تسعى إلى تطوير وتنمية سكان دولة قطر ليتمكنوا من بناء مجتمع مزدهر. وأخيراً التنمية البيئية التي تروم إدارة البيئة بشكل يضمن الانسجام والتناسق بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية وحماية البيئة. وعلى صعيد التنمية الاقتصادية فإنها تشكل عنصراً أساسياً في رؤية قطر الوطنية 2030 فهي بمثابة محرّك للتطور، من خلال توفيرها فرصاً أكثر، وحياة أفضل للقطريين. فتنمية اقتصاد قطر تعني إيجاد توازن بين الاقتصاد القائم على النفط، وبين اقتصاد أكثر اعتماداً على المعرفة، وذلك سعياً إلى تنويع الاقتصاد القطري وضمان مناخ أعمال مستقر ومستدام.
ويتضح من هذه الرؤية أن دولة قطر التي شهدت تحولات الضخمة في سنوات قليلة وفي مختلف الميادين، تسعى إلى تكريس التنمية المستدامة من خلال رسم سياسة استراتيجية واعية لمتطلبات الحاضر والمستقبل وركيزتها التنمية. وهذا يعني أنها تسير نحو المستقبل بخطى ثابتة.
وحدة الدراسات العربية
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاساتراتيجية