بيروت – دخلت القوات التركية وفصائل سورية معارضة تدعمها السبت إلى مدينة الباب التي تحاصرها من ثلاث جهات وتعدّ آخر أبرز معاقل تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة حلب في شمال سوريا، وذلك غداة تقدم قوات النظام جنوبها.
ويأتي تقدم هذه القوات التي تحاصر المدينة من الجهات الغربية والشمالية والشرقية، غداة وصول قوات النظام السوري وحلفائها إلى مشارف المدينة من جهة الجنوب، حيث باتت على بعد 1.5 كيلومتر منها، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتشكل مدينة الباب منذ شهرين ، والتي سيطر عليها الجهاديون منذ العام 2014، هدفا لهجوم يشنه الجيش التركي دعما لفصائل سورية معارضة في إطار عملية “درع الفرات”، قبل أن تبدأ قوات النظام السوري وحلفاؤها ومنذ أسابيع وبدعم روسي هجوما موازيا للسيطرة على المدينة.
وليس واضحا ما إذا كان الجانبان التركي والروسي الواقفان على طرفي نقيض أصلا في النزاع السوري، يتسابقان ميدانيا للوصول والسيطرة على مدينة الباب أو إن كان هناك اتفاق غير معلن بينهما، خصوصا أن روسيا قدمت في وقت سابق دعما جويا للعملية التركية الداعمة للفصائل.
وبدأت تركيا منذ 24 أغسطس 2016 حملة عسكرية غير مسبوقة داخل سوريا ضد تنظيم الدولة الإسلامية والفصائل الكردية المقاتلة. وحققت العملية تقدما سريعا في بدايتها، إلا أنها تباطأت مع اشتداد القتال للسيطرة على مدينة الباب ديسمبر الماضي.
وبحسب ما أوردت وكالة أنباء دوغان الخميس، قتل منذ بدء التوغل التركي في سوريا، 66 جنديا تركيا معظمهم بنيران تنظيم الدولة الإسلامية. وأعلنت تركيا الخميس مقتل ثلاثة جنود أتراك “خطأ” في غارة للطيران الروسي على منطقة الباب.
وأكد الكرملين أن الغارة استهدفت “إرهابيين” طبقا لإحداثيات قدمها الأتراك لكن هيئة الأركان التركية سارعت إلى التأكيد أنها أبلغت الروس بإحداثيات تمركز جنودها في المنطقة.
وكانت تركيا وروسيا وقعتا اتفاقا في الثاني عشر من يناير الماضي حدد الآليات اللازمة “لتنسيق” الضربات الجوية في سوريا. وعكس هذا التعاون تحسنا في العلاقات بين البلدين إثر أزمة نشبت في نوفمبر 2015 عندما أسقطت تركيا مقاتلة روسية على الحدود مع سوريا. وأثمر التقارب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا يستثني الجهاديين ولا يزال ساريا منذ 30 ديسمبر 2016.
ليس واضحا ما إذا كان الجانبان التركي والروسي الواقفان على طرفي نقيض في النزاع السوري يتسابقان ميدانيا للوصول إلى مدينة الباب أو إن كان هناك اتفاق غير معلن بينهما، خصوصا أن روسيا قدمت دعما جويا للعملية التركية
ويشهد الريف الشرقي لمحافظة الرقة مواجهات بين الجهاديين وقوات سوريا الديمقراطية، تحالف فصائل كردية وعربية، في إطار هجوم “غضب الفرات” لطرد التنظيم من أبرز معاقله بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن. وتتقدم هذه القوات ببطء نحو مدينة الرقة.
ويربط قياديون في قوات سوريا الديمقراطية ذلك بالألغام والمفخّخات التي تركها التنظيم خلفه. وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، باتت هذه القوات على بعد نحو ثمانية كيلومترات شرق مدينة الرقة، علما أنها تحاصرها من جهة الشمال أيضا.
تأتي هذه التطورات الميدانية قبل أقل من عشرة أيام من موعد حددته الأمم المتحدة لاستئناف مفاوضات السلام حول سوريا في جنيف. وفي خطوة استباقية لمحادثات جنيف، أعلنت وزارة خارجية كازاخستان في بيان السبت أنه “تقرر عقد محادثات جديدة رفيعة المستوى في إطار عملية أستانة لإيجاد تسوية للوضع في سوريا في 15 و16 فبراير”.
وأشارت إلى دعوة “الحكومة السورية” و”ممثلي المعارضة المسلحة السورية” والموفد الدولي للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا إلى هذه المفاوضات.
وتأتي هذه الدعوة إثر جولة محادثات أولى استضافتها أستانة الشهر الماضي برعاية روسية تركية إيرانية لبحث تثبيت وقف إطلاق النار، انتهت بدون تحقيق تقدم في حل النزاع المستمر منذ نحو ست سنوات والذي أسفر عن مقتل أكثر من ثلاثمئة وعشرة آلاف شخص (310).
وسيتم خلال الجولة المقبلة من محادثات أستانة مناقشة وقف إطلاق النار وإجراءات إحلال الاستقرار في مناطق معينة وغيرها من “الخطوات العملية” التي يجب اتخاذها تمهيدا لمحادثات جنيف، بحسب خارجية كازاخستان.
واتفقت روسيا وإيران وتركيا على ضرورة مشاركة فصائل المعارضة في المحادثات التي ستجرى في جنيف برعاية الأمم المتحدة في الـ20 من فبراير الحالي. وتعقد الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة في المعارضة السورية اجتماعا منذ الجمعة في الرياض، تمهيدا لاختيار أعضاء وفدها إلى جنيف.
العرب اللندنية