لاهاي – اتفق عدد من كبرى الشركات الهولندية بينها شركة رويال داتش شل ويونيليفر وفيليبس وشركة فريزلاند كامبينا العملاقة لمنتجات الالبان، على توحيد جهودها وإطلاق حملة للتغلب على تصاعد ظاهرة “الشعبوية”، التي تهدد المجتمعات الغربية ومستقبل استقرار النشاط الاقتصادي.
وذكرت صحيفة “هيت فينانسيل” المالية الهولندية أمس أن تلك الشركات أطلقت حملة علاقات عامة تزامنا مع حملة انتخابية محتدمة في البلاد، في محاولة لإبراز النجاحات التي حققتها هولندا في خوض خمسة تحديات مستقبلية، وحجم الخطر الذي يمثله تصاعد حمى الشعبوية.
وتسلط الحملة التي حملت عنوان “مشاكل عالمية – حلول هولندية” الضوء على نجاح الشركات الهولندية في زيادة المحاصيل الزراعية وتحسين إدارة المياه واستيعاب مشكلة شيخوخة السكان، ومتطلبات التمدن والتحول إلى الطاقة المتجددة.
ونسبت الصحيفة إلى رئيس نشاطات شركة يونيليفر في أوروبا جان زيديرفيلد قوله إن “الشعبوية هي من أعراض انعدام التقدم… وفي الوقت الحالي ليست هناك نظرة مستقبلية للنمو الاقتصادي وهو ما يزيد المشاعر السلبية” بين السكان.
وأضاف أنه من أجل “مكافحة الشعبوية نحتاج إلى نموذج أعمال جديد، ونقطة في الأفق نعمل للوصول إليها في العقد المقبل”، مشيرا إلى أنه “في النقاشات المتعلقة بالانتخابات، الناس يتحدثون فقط عن اليوم وليس عن المستقبل”.
وتتزامن هذه المبـادرة مع الاستعدادات للانتخابات العامة التي ستكون نتائجها مؤشرا إلى مدى التوجه نحو القومية في أوروبا في عام حاسم، وذلـك بعد تصويت البريطانيين في يونيو من العام الماضي لصالح الانفصال عن الاتحاد الاوروبي وفوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وتخشى هولندا والكثير من بلدان الاتحاد الأوروبي من انتقال عدوى غضب الهامشيين ليهدد كيان الاتحاد الأوروبي، في وقت تعزف فيه الأحزاب اليمينية المتطرفة على وتر الهجرة والإسلام والركود الاقتصادي.
ويتصدر النائب غيرت فيلدرز اليميني المتطرف والمعادي للإسلام وحزب الحرية الذي يتزعمه استطلاعات الرأي منذ أشهر، فيما يحتل الحزب الليبرالي بزعامة رئيس الوزراء مارك روتي المرتبة الثانية.
وتوقعـت استطـلاعات الـرأي في الأول مــن فبـرايـر أن يفــوز حـزب فيلـدرز بأكبــر عــدد مــن المقــاعد (ما بــين 27 إلى 31 مقعــدا) في مجلــس النـواب المـؤلف مـن 150 مقعـدا، في حـين ينـال الحـزب الليبـرالي مـا بـين 23 و27 مقعدا.
ويخشى المراقبون من أن انتشار الظاهرة مع اقتراب الكثير من الانتخابات الحاسمة في فرنسا وألمانيا أيضا، يمكن أن يشكل ضربة قاسية للاستقرار الاقتصاد في العالم، والذي تحتاجه الشركات لوضع خطط الاستثمارات طويلة الأجل.
وقد عبر صندوق النقد الدولي أمس عن قلقه الشديد بشأن نتائج الانتخابات المقبلة في أوروبا، رغم تأكيده أن منطقة اليورو تحرز تقدما في حل مشكلاتها الاقتصادية.
وقالت كريستين لاغارد مديرة الصندوق في مؤتمر دولي لصناع السياسات الاقتصادية والأكاديميين في دبي حينما سئلت عن انتخابات هذا العام “أنا قلقة شأني شأن الجميع بخصوص الانتخابات في فرنسا وهولندا وألمانيا”.
وتجتذب مارين لوبان، التي وعدت بإخراج فرنسا من منطقة اليورو، دعما قبيل الانتخابات الرئاسية بينما ويواجه المحافظون بزعامة أنجيلا ميركل تحديا صعبا في الانتخابات الألمانية.
وتخشى معظم القوى الاقتصادية العالمية من تصاعد الشعبوية مع كل خطوة يخطوها الرئيس الأميركي، الذي يسعى لإلغاء الاتفاقات التجارية العالمية وتعزيز السياسات الحمائية الانعزالية، التي تمتد آثارها إلى جميع أنحاء العالم.
العرب اللندنية