الكويت – لم تنجح تصريحات المسؤولين الإيرانيين الداعية إلى الحوار مع السعودية والداعمة للوساطة الكويتية مع الرياض في تحقيق نتيجة عاجلة، وهو ما دفع الرئيس حسن روحاني إلى التوجه إلى سلطنة عمان والكويت اليوم بحثا عن اختراق للموقف الخليجي المتشدد تجاه بلاده.
وقالت أوساط خليجية إن روحاني يلتجئ إلى الكويت مستغلا المشاكل الداخلية لديها بين الإسلاميين الشيعة والسلفيين ليظهر أن بلاده قادرة على لعب دور الوسيط لحل هذه الأزمة، وبالتالي استغلال دور الكويت لتقريبه من بقية دول الخليج وخاصة من السعودية.
وأشارت هذه الأوساط إلى أن حسابات إيران ستكون مخطئة، ذلك أن الكويت لا يمكن أن تقوم بأي دور فعال معها دون الحصول على ضوء سعودي أخضر.
وتراهن إيران في اختراق وحدة الموقف الخليجي على سلطنة عمان بوصفها الجهة الرخوة والحليف القديم لها، والذي قام بأكثر من وساطة مع واشنطن لصالحها، لكن مسقط لا تقدر على لعب دورها السابق لأن الإدارة الأميركية تغيرت وتحتاج عمان إلى وقت لبناء علاقتها مع إدارة ترامب.
ودعا حامد أبوطالبي نائب مدير مكتب روحاني في تغريدة على تويتر دول الخليج إلى استغلال فرصة زيارة روحاني لتحسين العلاقات، محذرا من أن فرصة كهذه لن تتكرر.
وقال إن “هذه المبادرة الإقليمية هي فرصة يتعين على أصدقائنا في المنطقـة أن يستغلوها لأنهـا لن تتـكرر. استغلوا الفـرصة الطيبـة”.
سوران خدري: إيران تسعى لامتصاص الضغط الأميركي بالانفتاح على دول الخليج
واعتبرت أوساط خليجية أن ما كتبه مدير مكتب روحاني يعتبر بمثابة صرخة تطلقها إيران لإقناع دول الخليج بأنها جادة هذه المرة في فتح قنوات الحوار، لكن تلك الصرخة تكشف عن حالة ضعف وارتباك بسبب إحساس الإيرانيين بوجود تطورات إقليمية ودولية ليست في صالحهم.
ووجدت إيران نفسها في وضع صعب منذ تولي ترامب الرئاسة. وفضلا عن التلويح بإبطال العمل بالاتفاق النووي، وتشديد العقوبات عليها، فإن طهران متخوفة من التحالف الأميركي الخليجي الهادف إلى تطويق دورها، ولذلك تحاول منع تفعيل هذا التحالف بتبديد مخاوف الخليجيين.
وقالت الأوساط الخليجية إن فرص إيران في التأثير على الموقف الخليجي ضعيفة، وإن القبول بمجرد الوساطة الكويتية دون خطوات عملية في ملفات اليمن والبحرين ولبنان وسوريا والعراق غير كاف.
وأشار محللون إلى أن روحاني المحسوب على التيار المعتدل، والذي لم يستجب في السابق لدعوات خليجية إلى التهدئة، تحرك سريعا لتطويق مساعي السعودية وتركيا لبناء ساتر سني يقف في وجه التمدد الإيراني، وهو ما عكسته زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للسعودية.
وكان أردوغان قال الاثنين في البحرين إن هناك عنصرية فارسية تساق في العراق وسوريا ويجب التصدي لها.
ويرى الأكاديمي الإيراني سوران خدري أن إيران تحاول امتصاص الضغط الأميركي في ظل إدارة ترامب “عبر الانفتاح على دول الخليج العربي وتقديم تنازلات كوسيلة للهروب إلى الأمام”.
وقال خدري في تصريح لـ”العرب” إن “استعداد إيران لتقديم تنازلات أمام الدول العربية نابع من قلقها من عقوبات أميركية وربما تحالف أميركي خليجي ضد النفوذ الإيراني لذلك تحاول طهران استباق الأمور والحيلولة دون ظهور هكذا تحالف قد يهدد نفوذها الخارجي”.
وحذر من الانفتاح الإيراني الذي يصفه بأنه براغماتي ومؤقت، موضحا أن “التقارب الإيراني من دول المنطقة هو توجه براغماتي وانتهازي وربما آني وقد يتغير في أي لحظة مع تغيير المناخ الدولي نظرا لكون هذا التقارب مؤقتا وليس تقاربا استراتيجيا”.
وعزا الأكاديمي الإيراني هذا التقارب إلى قلق طهران من التحالفات الخليجية الجديدة مع تركيا ولا سيما بعد زيارة أردوغان إلى السعودية وتركيزه على تحالف خليجي تركي لإيجاد مناطق آمنة في سوريا.
العرب اللندنية