مسقط- بدأ الرئيس الإيراني حسن روحاني من العاصمة العمانية مسقط، الأربعاء، جولته الخليجية التي ستقوده أيضاً إلى الكويت.
ورافق وفدا سياسيا رفيع المستوى وممثلين عن القطاع الخاص الرئيس الإيراني في جولته الخليجية.
وكان في استقباله لدى وصوله المطار، مساعد رئيس الوزراء العماني فهد بن محمود آل سعيد، ووزير الخارجية يوسف بن علوي وعدد من كبار المسؤولين.
ومن المقرر، أن يقيم السلطان قابوس مراسم استقبال رسمية للرئيس الإيراني في قصر العلم بالعاصمة مسقط. وسيغادر روحاني مسقط بعد ظهر الأربعاء، متوجهاً إلى الكويت.
وقالت أوساط خليجية إن روحاني يلتجئ إلى الكويت مستغلا المشاكل الداخلية لديها بين الإسلاميين الشيعة والسلفيين ليظهر أن بلاده قادرة على لعب دور الوسيط لحل هذه الأزمة، وبالتالي استغلال دور الكويت لتقريبه من بقية دول الخليج وخاصة من السعودية.
وأشارت هذه الأوساط إلى أن حسابات إيران ستكون مخطئة، ذلك أن الكويت لا يمكن أن تقوم بأي دور فعال معها دون الحصول على ضوء سعودي أخضر.
وتكتسب جولة الرئيس الإيراني إلى هذين البلدين، أهميتها كونها تأتي في وقت تبذل فيه الكويت جهوداً لإصلاح العلاقات بين دول الخليج وطهران بعد أن خولتها شقيقاتها الخمس فتح الحوار في القمة الأخيرة بالبحرين.
ودعا حامد أبوطالبي نائب مدير مكتب روحاني في تغريدة على تويتر دول الخليج إلى استغلال فرصة زيارة روحاني لتحسين العلاقات، محذرا من أن فرصة كهذه لن تتكرر.
واعتبرت أوساط خليجية أن ما كتبه مدير مكتب روحاني يعتبر بمثابة صرخة تطلقها إيران لإقناع دول الخليج بأنها جادة هذه المرة في فتح قنوات الحوار، لكن تلك الصرخة تكشف عن حالة ضعف وارتباك بسبب إحساس الإيرانيين بوجود تطورات إقليمية ودولية ليست في صالحهم.
ويرى مراقبون أن زيارة روحاني الأولى للكويت، تهيئ الأساس لانطلاق حوار خليجي ـ إيراني تزداد حاجة الطرفين له في ظل الأوضاع الملتهبة في المنطقة، وسط توقعات بأن تشكل بداية لانفراجة في العلاقات بين الجانبين.
كما أشار محللون إلى أن روحاني المحسوب على التيار المعتدل، والذي لم يستجب في السابق لدعوات خليجية إلى التهدئة، تحرك سريعا لتطويق مساعي السعودية وتركيا لبناء ساتر سني يقف في وجه التمدد الإيراني، وهو ما عكسته زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للسعودية.
وكان الرئيس الإيراني قد ذكر ان بلاده تسعى لإقامة علاقات طيبة مع جيرانها الخليجيين. وما زالت العلاقات بين إيران والدول الخليجية العربية خاصة السعودية متوترة.
وأضاف روحاني “العلاقات الطيبة مع الجيران وأمن الخليج هو ركيزة سياسات الجمهورية الإسلامية الإيرانية”. وقال إنه يجب أن تكون هناك وحدة أكبر بين الشيعة والسنة، مضيفا أنهم “تعايشوا بشكل سلمي معا لمئات السنوات”.
وقطعت السعودية والبحرين العلاقات الدبلوماسية مع إيران في يناير عام 2016 بعد اعتداء محتجين على السفارة السعودية في طهران.
واستدعت الكويت وقطر والإمارات سفراءها تضامنا مع الرياض إلا أن سلطنة عمان أبدت أسفها فقط مما يسلط الضوء على العلاقات الأفضل بينها وبين إيران. وقام وزير الخارجية الكويتي بزيارة نادرة إلى طهران بنهاية يناير ودعا إلى حوار ودي بين إيران وجيرانها.
العرب اللندنية