بروكسل – عكست الزيارة الأولى لوزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس إلى دول حلف شمال الأطلسي رؤية الإدارة الأميركية الجديدة لعلاقتها مع شركائها الأوروبيين. وتحتكم هذه الرؤية إلى الوضوح الكامل، وذلك بتخيير أوروبا بين أن تلتزم بدفع حصتها من الإنفاق العسكري أو أن واشنطن ستبادر بدورها إلى تخفيف الدعم.
وقال ماتيس الأربعاء إن على دول الحلف الأطلسي أن تحترم تعهدات الإنفاق العسكري لضمان ألا “تخفف” الولايات المتحدة دعمها للحلف متهما بعض الدول بتجاهل تهديدات من روسيا.
وأضاف “أميركا ستفي بمسؤولياتها لكن إذا لم تكن بلدانكم تريد أن ترى أميركا تخفف التزامها لهذا الحلف فعلى كل من عواصمكم أن تقدم الدعم لدفاعنا المشترك”.
ومن الواضح أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد بدأ برفع المستوى في كل الاتجاهات لتأكيد فكرة أميركا أولا التي أعلن عنها خلال حفل تنصيبه في العشرين من يناير الماضي. وجاء التصعيد هذه المرة ضد دول الناتو أكبر حلفاء واشنطن.
وأبدت إدارة ترامب حزما في مواجهة عدة ملفات بينها ملف الهجرة ومنع مواطني سبع دول إسلامية من دخول البلاد، فضلا عن رسائلها القوية إلى إيران وتلويحها بمراجعة الموقف من الاتفاق النووي.
وقال مراقبون إن رسالة ماتيس جاءت إجابة على تململ أوروبي بخصوص الالتزام بمستوى عال من النفقات، فضلا عن تهوين ترامب من حجم التهديد الذي تمثله روسا بالنسبة إلى الحلف.
واعتبر المراقبون أن رسالة وزير الدفاع الأميركي الحادة ستزيد من مخاوف الأوروبيين بعد تصريحات سابقة بدا فيها أن ترامب يشكك في قيمة الحلف واصفا إياه بأنه “عفا عليه الزمن”.
ويجادل الحلفاء الأوروبيون بأنهم يزيدون بالفعل الإنفاق على الدفاع وأن النفقات العسكرية زادت بواقع عشرة مليارات دولار العام الماضي.
وقال دبلوماسي أوروبي كبير في حلف الناتو إن الحلفاء لا تراودهم أي أوهام بأن ترامب ربما يفسد العمل الدبلوماسي المتأني بتغريدة واحدة على تويتر، لكنهم رغم ذلك سيسعون للحصول على دعم منه بينما يحاولون إدارة التوترات مع روسيا.
ويريد وزراء دفاع الحلف أن يسمعوا من ماتيس كيف يمكن للحلف أن يلبي مطالب ترامب للتصدي للإرهاب.
وقال دبلوماسي أوروبي “نحتاج إلى أن نكون واضحين بأن الرد على الإرهاب الدولي لا يمكن أن يكون بقيادة حلف الأطلسي. لكن يمكن أن يكون (الحلف) جزءا من ذلك الرد”.
العرب اللندنية