أبوظبي – مرت الولايات المتحدة من التصريحات الداعية إلى بناء تحالف قوي مع دول الخليج إلى مرحلة التنسيق والتشاور بخصوص القضايا الإقليمية، وخاصة ما تعلق بدور إيران.
وكان الوضع الإقليمي والتعاون الثنائي محور زيارة وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس إلى دولة الإمارات العربية المتحدة السبت ولقائه بالشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي.
وقالت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية إنه جرى خلال اللقاء بحث علاقات التعاون وسبل تعزيزها وتطويرها وبشكل خاص تعاون البلدين في الشؤون العسكرية والدفاعية.
كما تم استعراض “مجمل القضايا الإقليمية والدولية والتطورات الراهنة في المنطقة خاصة فيما يتعلق بالجهود والتنسيق المشترك بين البلدين في محاربة التطرف والعنف والتنظيمات الإرهابية ودور البلدين في إرساء دعائم الأمن والاستقرار والتصدي لمصادر التهديدات التي تقوض السلام في المنطقة”.
وهنأ ولي عهد أبوظبي وزير الدفاع الأميركي الجديد بتعيينه في منصبه، وتمنى له النجاح في مهامه الجديدة.
وتزامنت زيارة ماتيس مع انطلاق معرض ومؤتمر الدفاع الدولي “أيدكس 2017” في الإمارات، والذي يستمر حتى الـ23 من فبراير الجاري بمشاركة 1235 شركة محلية وعالمية، متخصصة بالصناعات الدفاعية، وبنسبة نمو تزيد عن 3 بالمئة مقارنة مع 1200 شركة في الدورة السابقة العام 2015.
و”أيدكس”، هو أكبر معرض متخصص في مجال الدفاع على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وقال متابعون إن اختيار ماتيس للإمارات في أول جولة له بالشرق الأوسط يعكس الأهمية التي توليها إدارة ترامب لأبوظبي، كشريك مهم في المنطقة، وامتلاكها مقاربة معتدلة تقوم على دعم الحلول السياسية لمختلف الملفات، وتميزها بوضوح الرؤية في مواجهة التيارات المتطرفة، وعضويتها في التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب.
وكان ترامب تحادث هاتفيا في يناير الماضي مع الشيخ محمد بن زايد ووعد “بتعزيز التعاون بشكل إضافي في محاربة الإرهاب”.
وأبدى ماتيس، وهو جنرال بحري متقاعد يعمل على مراجعة خطط الحرب على داعش في سوريا والعراق، موقفا واضحا تجاه إيران، وما تمثله من تهديد للمصالح الأميركية في الشرق الأوسط.
وقال ماتيس، خلال جلسات مجلس الشيوخ لتأكيد تعيينه، إن إيران “أكبر قوة مزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط وإن سياساتها تخالف مصالحنا”.
وأظهرت الولايات المتحدة عزما واضحا على مواجهة الدور الإيراني في اليمن، وهو الملف الذي كان مثار خلاف بين إدارة الرئيس السابق باراك أوباما ودول الخليج التي رفضت أيّ تنازل تجاه أمنها الإقليمي، ولوحت بتنويع الحلفاء كرد على استراتيجية أوباما الهادفة لاسترضاء إيران.
وذكرت دورية «فورين بوليسي» الأميركية أن إدارة ترامب بدأت خطوات تصعيدية ضد الحوثيين، كجزء من خطة أوسع لمواجهة طهران عبر استهداف حلفائها.
ونقلت عن مصادر متابعة للنقاشات داخل الإدارة إشارتها إلى نشر الولايات المتحدة المدمرة «كول» قبالة السواحل اليمنية لحماية حرية الملاحة في مضيق باب المندب، ودرسها خطوات أخرى بينها توجيه المزيد من ضربات الطائرات المسيرة (درونز) وإرسال مستشارين عسكريين لمساعدة القوات الحكومية اليمنية.
وأبلغ أحد مستشارين العاملين مع فريق الأمن القومي الأميركي المجلة أن «هناك رغبة داخل الإدارة في القيام بعمل قويّ جداً» ضد إيران في اليمن، وأن الولايات المتحدة «قد تنخرط بشكل مباشر في قتال الحوثيين» إلى جانب حلفائها الخليجيين.
العرب اللندنية