برلين – تواجه مساعي المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في الفوز بولاية أخرى في منصب المستشارية، تهديدا حقيقيا منذ اختيار الاشتراكيين الديمقراطيين لرئيس البرلمان الأوروبي السابق مارتن شولتز كمرشح في الانتخابات المقبلة.
وخطا الاشتراكيون الديمقراطيون خطوة كبيرة في طريق استعادتهم لمكانتهم السياسية في البلاد، خاصة بعد نجاح مرشحهم وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير إلى رئاسة البلاد خلفا ليواخيم غاوك.
ويبدو أن هذا الانتصار فتح شهية الاشتراكيين الديمقراطيين لتحقيق المزيد من المكاسب السياسية ومنصب المستشارية في قمة اهتمامهم خاصة بعد ترشيح شولتز الخبير في شؤون السياسة الأوروبية.
وقبل أشهر فقط من الآن، لم تكن حظوظ الاشتراكيين الديمقراطيين في الفوز بمنصب المستشارية تتجاوز صفرا، غير أن ترشيح شولتز جعل الأمور تتبدل رأسا على عقب، كما تؤكده استطلاعات الرأي.
وأظهر استطلاع أجراه معهد فالن لقياس مؤشرات الرأي ،الجمعة، بتكليف من القناة الثانية في التلفزيون الألماني (زد.دي.إف) أن 49 بالمئة من الألمان يرغبون في فوز شولتز، فيما يفضل 38 بالمئة من الناخبين بقاء ميركل في منصبها.
كما أظهر استطلاع صدر عن أنميد تصدر الاشتراكيين الديمقراطيين المركز الأول في استطلاعات الرأي للمرة الأولى منذ عام 2006، بنسبة 33 في المئة، مقابل 32 بالمئة للاتحاد المسيحي الديمقراطي.
وعلى مدار سنوات، كان الحزب الديمقراطي الاشتراكي – الشريك الأصغر في الائتلاف الحاكم- يأتي بعد ائتلاف ميركل المحافظ في استطلاعات الرأي إلى حين أن أحيا ترشيح شولتز التأييد للحزب الذي فاز في الانتخابات في آخر مرة في عهد غيرهارد شرودر في 2002.
غير أن الأوساط السياسية في ألمانيا بدأت تتحدث عن ميل شولتز إلى اعتماد خطاب شعبوي في لقاءاته مع مناصري حزبه. إذ هاجم، الاثنين، رمزا لحزبه منتقدا الإصلاحات الليبرالية المنحى لسوق العمل التي أجراها المستشار السابق شرودر بين 2003 و2005.
وقال “نحن أيضا أخطأنا”. ثم أضاف “المهم عندما نعي أننا ارتكبنا أخطاء أن نصححها”. وبسبب هذا الخطاب، لقي شولتز ترحيب اليسار المتشدد الألماني دي لينكه، الذي لم يعد يستبعد احتمال المشاركة في تحالف مع الاجتماعي الديمقراطي بعد انتخابات أواخر سبتمبر.
وفي المقابل، انهالت عليه انتقادات اليمين وأوساط أرباب العمل. واتهمه المسؤول في حزب ميركل المسيحي الديموقراطي ميكايل فوكس بالاستسلام لـ”اجتماعية شعبوية”، عبر مقترحات تفتقر إلى الواقعية وميله إلى المبالغة في تصوير سوء وضع البلد.
واعتبر وزير المال فولفغانغ شويبله أن شولتز تبنى “الغوغائية” في خطاباته الواعظة، وقال مؤخرا إنه يعتمد بذلك “خطابات الرئيس ترامب بحرفيتها”.
ويتمتع مارتن شولتز بتقدم كبير على سلفه في رئاسة الحزب سيغمار غابرييل المنعدم الشعبية، والذي خلفه في آخر يناير.
العرب اللندنية