عدن – قال الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، الأربعاء، إن المملكة العربية السعودية، خصصت 10 مليارات دولار لإعادة إعمار المحافظات المحررة من قبضة الحوثيين والقوات الموالية لهم، منها مليارا دولار كوديعة لدى البنك المركزي لدعم العملة الوطنية.
ولا ينفصل حديث إعادة إعمار اليمن عن التقدّم الميداني الكبير الذي تحقّقه قوات الشرعية المدعومة من التحالف العربي باتجاه حسم المعركة ضدّ المتمرّدين الحوثيين المتحالفين مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وقطعت المعركة شوطا كبيرا نحو الحسم باستعادة مناطق استراتيجية على الساحل الغربي للبلاد كانت تشكّل شريان إمداد رئيسيا للمتمرّدين بالسلاح الإيراني المهرّب عبر البحر.
وحقّقت القوات الحكومية، الأربعاء، المزيد من التقدّم باستعادتها بلدة يختل شمال ميناء المخا على الطريق نحو محافظة الحديدة المعقل الكبير الباقي للمتمرّدين على البحر الأحمر، والهدف القادم لعملية “الرمح الذهبي” الجارية حاليا لتحرير كامل الساحل الغربي للبلاد.
وخلال ترؤسه اجتماعا في مدينة عدن، جنوبي اليمن، ضم رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر ومسؤولين محليين، وجه هادي حكومته بوضع الأولويات الملحة في الاعتبار، ومنها الكهرباء والمياه والصحة والتعليم والطرق والاتصالات وغيرها “ليلمس المواطن وجود تحول ويستشعر تواجد السلطات المحلية ودوران عجلة الاستقرار والبناء”.
وتابع بحسب ما نقلته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية “سبأ” إنّ “معركتنا مستمرة ومزدوجة مع القوى الظلامية والإرهابية.. وسننتصر حتما”.
وعاد الحديث يدور بكثافة حول عملية إعادة إعمار اليمن بمساهمة كبيرة من دول الخليج العربي، التي اضطلعت بدور رئيسي في دعم الشرعية بالبلد، وحمايته من الانزلاق إلى الفلك الإيراني، وسيكون من المنطقي أن تكون صاحبة الجهد الأكبر في إعادة إعماره، خصوصا وأنها تمتلك من الوسائل والمقدرات المادية ما يساعدها على ذلك.
فقر اليمن سهل اختراقه من قبل إيران وجعل قسما من أبنائه مهيأ لاحتضان التنظيمات المتشددة
وسبق لمصادر خليجية أن تحدّثت عن وجود خطة لإعادة إعمار البلاد في نطاق رؤية “ليمن مستقر ممانع للتطرف والتدخل الإجنبي”، وأنّ الخطة الأولية المطروحة تقوم على مرحلتين: مرحلة عاجلة يتم بمقتضاها ترميم المرافق الأساسية وإعادة الخدمات التي انقطعت عن السكان بفعل الدمار الذي طال البنى التحتية جرّاء الحرب، ومرحلة ثانية أطول مدى وتستهدف إعادة تنشيط الدورة الاقتصادية اليمنية بإقامة مشاريع كبرى تشمل قطاعات الطاقة والزراعة، وحتى السياحة التي يمتلك اليمن مقوّماتها ولكن الوضع الأمني غير المستقرّ منع استغلالها على مدار السنوات الماضية.
وتصف المصادر الجزء الآجل من خطة إعادة الإعمار، بأنه عبارة عن مشروع هادف إلى خلق يمن مستقر ومزدهر وصلب في مواجهة التطرف، وأيضا في ممانعة التدخلات الخارجية، والإيرانية تحديدا.
وتسود قناعة خليجية بأنّ فقر اليمن والأوضاع المعيشية الصعبة لمواطنيه سهّلا اختراقه من قبل إيران، كما جعلا قسما من أبنائه مهيّأ لاحتضان التنظيمات المتشدّدة.
وعلى هذه الخلفية ستكون بلدان الخليج مستعدة للذهاب بعيدا في مساعدة اليمن على إعادة بناء اقتصاده ومؤسسات دولته، وعلى رأسها المؤسسة الأمنية والعسكرية على أسس جديدة تنبذ الولاءات الطائفية والحزبية والمناطقية.
العرب اللندنية