الكويت – تقوم الكويت ببناء أحد أطول الجسور في العالم لربط العاصمة بشمالها النائي، حيث يقع مشروع مدينة الحرير التي تخطط الحكومة لضخ مليارات الدولارات فيها أملا في إحياء روح طريق الحرير التجاري التاريخي.
تتطلع الدولة الخليجية الغنية بالنفط إلى تحويل منطقة الصبية، الواقعة في أقصى شمال البلاد قرب الحدود العراقية، إلى منطقة حرة ضخمة تربط الخليج بوسط آسيا وأوروبا بكلفة تقدر بمليارات الدولارات.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن أحمد الحصّان، الوكيل المساعد في قطاع شؤون هندسة الطرق التـابع لـوزارة الأشغـال العـامة، قوله إن “هذا الجسر البحري يوفر رابطا استراتيجيا بين الكويت والمنطقة الشمالية”.
وأشار الحصّان إلى أن خطة تنمية منطقة الصبية تشمل، إلى جانب بناء قطاع سكني في مدينة الحرير، مشاريع اقتصادية أخرى بينها إقامة مرفأ في جزيرة بوبيان القريبة، وهي أكبر الجزر الكويتية.
ويشكل الجسر عنصرا رئيسيا في خطة إنشاء وتطوير المنطقة الاقتصادية الحرة في الشمال الكويتي والتي من المفترض أن تقام على خمس جزر كويتية تقع بالقرب من شواطئ العراق وإيران.
وتسعى الكويت لتطوير الموانئ وإنشاء مناطق حرة لتكون بوابة للتجارة مع العراق، وسط خلافات واسعة حول ممرات الموانئ وترسيم الحدود بين البلدين.
ويضم مشروع بناء الجسر الفرع الرئيسي الرابط بين مدينة الكويت ومنطقة الصبية، وفرعا آخر إلى جهة الغرب يعرف باسم وصلة الدوحة. ويبدأ الجسران من ميناء الشويخ، المرفأ الرئيسي في البلاد.
مي المسعد: نتوقع انتهاء أعمال بناء الجسر في الوقت المحدد في نوفمبر 2018
ويؤكد المسؤول في وزارة الأشغال العامة الكويتية أن الجسر بفرع الصبية هو رابع أطول جسر في العالم”.
ويبلغ طول جسر الشيخ جابر الأحمد الصباح، أمير البلاد السابق الذي توفي في يناير 2006، نحو 36 كلم معظمها فوق البحر. ويفترض أن يقلص الجسر البحري زمن القيادة بين مدينة الكويت ومنطقة الصبية من ساعة ونصف الساعة إلى قرابة 25 دقيقة فقط على أقصى تقدير.
وبينما يتوقع أن تبلغ قيمة الاستثمارات في مشروع مدينة الحرير نحو 100 مليار دولار، فإن تكلفة عملية بناء الجسر التي دخلت مراحلها الأخيرة، تقدر بنحو ثلاثة مليارات دولار.
ورغم التراجع الحاد في أسعار النفط في السوق العالمي، وإجراءات التقشف غير المسبوقة التي اعتمدتها دول الخليج منذ العام 2014 لمواجهة العجز في موازناتها، فإن الكويت التي يشكل النفط أكثر من 90 بالمئة من إيراداتها تعهدت بعدم المس بالمشاريع الاستثمارية الكبرى.
وتملك الكويت صندوقا سياديا خارج الدولة تبلغ احتياطاتها من النقد الأجنبي فيه 600 مليار دولار، وتدير خطة تنمية خمسية تبلغ قيمة الاستثمارات فيها نحو 115 مليار دولار.
ومن المقرر أن ينتهي العمل بفرعي المشروع في نوفمبر العام المقبل، بحسب ما أفادت المهندسة مي المسعد العاملة في المشروع.
وتقول المسعد إن الأعمال في المشروع تقدّمت بنسبة تقدّر بنحو 73 بالمئة، وتتوقع أن تنتهي أعمال بناء الجسر في الوقت المخطط له في نوفمبر 2018.
ويُبنى جسر الشيخ جابر الأحمد الصباح فوق أكثر من 1500 دعامة يبلغ عرض الواحدة منها نحو ثلاثة أمتار. وقد ثبّت بعضها على عمق 72 مترا في قاع البحر، ويبلغ ارتفاع الجسر عن سطح البحر بين 9 أمتار و23 مترا.
ويشمل المشروع أيضا إنشاء جزيرتين اصطناعيتين، الأولى قرب مدينة الكويت والثانية قرب مدينة الصبية تضمان كافة المباني الإدارية المتعلقة بالمشروع وكذلك مناطق مخصصة للاستثمارات المستقبلية.
أحمد الحصان: جسر الشيخ أحمد الصباح سيكون رابع أطول جسر في العالم
ويعمل في هذا المشروع الضخم، بحسب البيانات الرسمية، أكثر من 3460 شخصا، ومن المتوقع أن يبلغ إجمالي أعداد العمالة بالمشروع 4200 في وقت ذروة الأعمال.
ورغم أن وتيرة العمل في مشروع مدينة الحرير بطيئة، إلا أن الحكومة أرسلت مؤخرا مشروع قانون إلى البرلمان لإنشاء هيئة خاصة تشرف على الأعمال في المنطقة، على أن يباشر البرلمان دراسته قريبا.
وبحسب مسودة المشروع، فإن موعد انجاز العمل بشكل كامل في المدينة حدد في العام 2030، ويشمل بناء برج بطول كيلومتر واحد على أن تتسع المدينة لنحو 700 ألف ساكن.
وكانت الحكومة منحت في نهاية 2015 الضوء الأخضر لإقامة المنطقة الحرة على الجزر، آملة في أن تتحول المنطقة فور إنجازها لبوابة اقتصادية لشمال منطقة الخليج.
وتقوم مجموعة هيونداي الكورية الجنوبية للإنشاءات ببناء جسر الشيخ جابر الأحمد الصباح على رأس تحالف يضم أيضا شركة المجموعة المشتركة للمقاولات الكويتية، بينما تقوم شركة جي.أس أنجينيرينغأند كونستراكشن بإنشاء وصلة الدوحة.
وكان التحالف بقيادة هيونداي قد فاز في مناقصة بناء الجسر في أكتوبر 2010، بمبلغ قدر بنحو 2.6 مليار دولاربعد أن قدّم السعر الأقل في العطاءات الرئيسية.
العرب اللندنية