تقدم الحراك الشعبي في لبنان خطوة إلى الأمام مع نجاحه النسبي في كبح اندفاعة الحكومة لفرض ضرائب جديدة، بعد أن تراجع خطوتين إلى الوراء بعد فشله العام الماضي في إلزامها بإيجاد حلول مستدامة لأزمات اقتصادية وبيئية، في مقدمتها أزمة النفايات التي لم تزل البلاد تعاني منها.
وتلقى الحراك الشعبي خلال مظاهرة أمس الاثنين دعما من قوى حزبية فاعلة في تركيبة السلطة السياسية، وألزم رئيس الحكومة سعد الحريري بالنزول إلى ساحة المتظاهرين ومخاطبتهم للتأكيد على محاربة حكومته للفساد والهدر.
ودعا إلى تشكيل لجنة ترفع مطالبهم ومناقشتها معه “بروح إيجابية”، وهو أمر لم يحصل من قبل الحراك الشعبي الذي أخفق مرة جديدة في تشكيل قيادته ووضع برنامج أهدافه وخارطة تحركه المطلبي.وقال الناشط في حملة “طلعت ريحتكم” وديع الأسمر، إن تعدد المجموعات في الحراك هي دليل عافية وليس انتقاصا منه.
الحراك الأخير
وأضاف في حديثه للجزيرة نت، أن أهم ما في الحراك الأخير هو الالتزام بمطلب رفض الضرائب، وأكد أن الحراك حقق خطوة حين تراجعت كل الكتل البرلمانية وممثليها في الحكومة عن توجهاتها بفرض ضرائب.
ومن جهته أكد المحلل السياسي حنا صالح أن الحراك الشعبي سيتسع ويكبر، ولا سيما أن أحزابا في الحكومة كانت قد أيدت فرض ضرائب سرعان ما تراجعت عن موافقتها، وأضاف أن الحراك سيطال العناوين الأساسية التي تواجه الشعب اللبناني.
وفي حديثه مع الجزيرة نت، قال صالح إن أطرافا في السلطة السياسية بدأت تتبرأ من فرض الضرائب، مؤكدا أن الحكومة تفتقد إلى مشروع للإصلاح المالي، وأنها تفرض سياسة مالية جائرة على اللبنانيين ومهينة لكرامة الناس.
وأشار الناشط في الحراك الشعبي وتجمع الشبيبة الديمقراطي أسامة القادري، إلى أن وحدة الحراك ووحدة مطالبه أمران ملحان اليوم.
وأضاف للجزيرة نت أن رفض سياسة الضرائب والمشاريع المالية للحكومة والموافقات السريعة للبرلمان عليها، يحتمان الإسراع في تنظيم عمل الحراك المدني والشعبي بعيدا عن اندساس قوى السلطة فيه، بما يسهم في حماية الشعب اللبناني من السياسات المالية الجائرة التي تهدد حياته المعيشية.
مطالب شعبية
ويرى أن على الحراك “تقييم تجربته السابقة والاستفادة منها وتجاوز الأخطاء وتوحيد الجهود، بما يخدم أحقية المطالب الشعبية والابتعاد عن الغوغائية والشعارات الشعبوية”.
والشعارات الشعبوية التي لا تخدم الحراك -كما يقول الكاتب الصحفي يوسف ذياب للجزيرة نت- “تتخطى الواقع والوقائع”, ويضيف أن المطالب التي يرفعها الحراك “محقة جدا”.
وأكد أن الحكومة جادة في محاربة الهدر والفساد وقيامها بالإصلاح الإداري، وهذه الأمور لا يمكن أن تنجز بـ”كبسة زر”.
وأنهى حديثه بالقول إنه “لا يخفى على أحد أن بعض الأحزاب ومجموعات من الحراك تحمل شعارات شعبوية، وهو ما يسهم في ضرب مسيرة الحراك وأحقية المطالب”.
المصدر : الجزيرة