واشنطن – يواصل كبار المسؤولين السعوديين والأميركيين اتصالاتهم ومشاوراتهم المكثّفة بشأن مختلف القضايا والملفات، والتي يعتبرها مراقبون جزءا من مسار تصحيح علاقات البلدين وتخليصها من آثار حقبة إدارة الرئيس السابق باراك أوباما التي أورثت إدارة الرئيس الحالي دونالد ترامب «ألغاما» من قبيل قانون جاستا الذي لم تتردّد دوائر مناوئة للتحالف السعودي الأميركي في استخدامه أملا في منع إعادة ذلك التحالف إلى سالف قوّته.
وأعلنت الجمعة العشرات من شركات التأمين الأميركية رفعها دعوى قضائية تطالب السعودية بتعويضات تبلغ قيمتها ستة مليارات دولار، في محاولة جديدة لتحميل المملكة مسؤولية هجمات 11 سبتمبر 2001.
وفي أحدث اتصال عالي المستوى بين واشنطن والرياض استقبل وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في مقر الوزارة بالعاصمة واشنطن نظيره السعودي عادل الجبير في ثاني لقاء يجمع الوزيرين خلال 10 أيام.
وتعكس مثل هذه اللقاءات إصرارا من الطرفين على تجاوز العوائق الجانبية لتحسين العلاقات، حيث ماتزال السعودية تعتبر الولايات المتحدة قوّة عالمية فاعلة لا غنى عن دورها في حلحلة القضايا الإقليمية والدولية وإعادة الاستقرار إلى المنطقة، فيما تبدو واشنطن على بينة بأنّ قوى كبرى مثل الصين وروسيا مستعّدة لربط علاقات فوق العادة مع الرياض، وأنّه لا مجال للتفريط في التحالف مع هذا الشريك ذي الوزن والتأثير المهمين في محيطه.
وخلال لقاء الجبير تيلرسون تم «بحث مجمل الأوضاع في المنطقة ومستجداتها»، بحسب وكالة الأنباء الرسمية السعودية «واس» التي أشارت أيضا إلى تطرّق المباحثات إلى العلاقات بين البلدين في أعقاب الزيارة الناجحة التي قام بها ولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز إلى واشنطن في وقت سابق من الشهر الجاري.
وكان الرئيس الأميركي استقبل في البيت الأبيض الأمير محمّد في أول لقاء جمع دونالد ترامب بمسؤول سعودي وخليجي رفيع المستوى منذ أن تولى مهام الرئاسة في 20 يناير الماضي.
وسبق أن بحث تيلرسون والجبير في لقاء جمعهما يوم 13 مارس الجاري على هامش زيارة ولي ولي العهد للولايات المتحدة عددا من القضايا الثنائية الحيوية ومتعددة الأطراف والشؤون الإقليمية بما في ذلك الصراع في اليمن، بالإضافة إلى جهود مكافحة الإرهاب.
كما ناقشا دعم الروابط الاقتصادية والتجارية بين البلدين.
العرب اللندنية