الخرطوم – تعمل الخرطوم بشكل حثيث على تعزيز علاقاتها العسكرية مع الدول الإقليمية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، في ظل قناعة بأن مواجهة التحديات والظروف الاستثنائية التي تمر بها المنطقة لا تكون إلا بالعمل المشترك.
وأعلن السودان الأحد أنه سيبدأ الأسبوع المقبل مناورات جوية مشتركة مع السعودية هي الأولى منذ أن وثقت الخرطوم علاقتها مع الرياض عبر مشاركتها في التحالف الذي تقوده في اليمن ضد المتمردين الحوثيين.
وستجرى المناورات بين 29 مارس و12 أبريل في منطقة مروي بشمال السودان وسيشارك فيها المئات من عناصر القوات الجوية في البلدين.
وشهدت العلاقة بين السعودية والسودان تحسنا واضحا خلال السنتين الأخيرتين. واعتبر محللون أن هذا التحسن جاء نتيجة مراجعات عميقة قام بها النظام السوداني، انتهت بضرورة تعزيز تحالفاته العربية بدل الاستمرار في سياسته الانعزالية والسير في ركاب إيران الذي كلفه الكثير.
وقابلت الدول العربية وبخاصة الخليجية منها هذا التغير بترحاب كبير، تجاوز جانب الإشادة والتثمين إلى القيام بخطوات عملية من بينها دعم اقتصاد السودان، والتوسط لتخفيف العقوبات الأميركية عليه والمرجح أن ترفع نهائيا في يونيو المقبل.
وقال القائم بأعمال رئيس أركان القوات الجوية السودانية اللواء الركن صلاح الدين عبدالخالق للصحافيين الأحد إن “التدريب المشترك بين السودان والمملكة العربية السعودية يهدف إلى رفع قدرات العمليات لدى القوات الجوية في البلدين وتطوير القدرات التقنية المتصلة بالعمليات وتحسين مدى التعاون”.
وأضاف أن “مبادرة قيام التدريب جاءت من إخوتنا في السعودية وظللنا نخطط لهذا التدريب لما يقارب العام”، موضحا أن الخرطوم ستشارك بعشرات الطائرات من طرازي ميغ 29 وسوخوي.
أما السعودية فستشارك في المناورات التي تستمر أسبوعين بطائرات أف سي 15 ويوروفايتر (تايفون) إضافة إلى مروحيات من طراز توماهوك، بحسب المصدر نفسه.
ويؤكد مراقبون أن توثيق العلاقة بين الخرطوم والرياض ساهم بشكل واضح في تخفيف العزلة الدولية عن السودان ليس فقط مع الجانب الأميركي وإنما أيضا مع الطرف الأوروبي الذي أبدى في الأشهر الأخيرة انفتاحا على تعزيز علاقته مع الخرطوم، ترجمته الزيارات المتواترة للمسؤولين الأوروبيين، وأيضا النظر إلى قضية السلام داخل السودان من وجهة أكثر حيادية، بعد أن كانت الدول الأوروبية تميل إلى دعم المعارضة السودانية.
وقد لوحظ في الفترة الأخيرة تزايد انتقادات المسؤولين في الاتحاد الأوروبي لكيفية تعاطي أطراف في المعارضة السودانية مع عملية السلام.
ويرى المراقبون أن تعزيز السودان صلاته بمحيطه العربي سيشرع له الأبواب أمام لعب أداور مهمة في المنطقة في المرحلة المقبلة.
وبالتوازي مع التقارب مع الدول العربية والغربية، يسعى النظام السوداني للحفاظ على علاقاته التقليدية مع القوى الكبرى وعلى رأسها الصين وروسيا.
وكشف صلاح الدين عبدالخالق سعيد الأحد عن قرب إبرام صفقة بين بلاده وروسيا لتزويده بطائرات من طراز “سوخوي 35” .
وأوضح أن “السودان سيتعاقد قريبا مع روسيا لتزويده بمجموعة من طائرات سوخوي 35”، مؤكدا أن “السودان يعتمد بشكل كامل في مجال التسليح الجوي على روسيا”.
وأضاف قائد قوات الجوية أن “الدفعة من طائرات سوخوي، والتي سيتسلمها من موسكو، ستساهم في تعزيز دفاعات السودان، وستؤمنه من أي خطر”.
ومعلوم أن طائرات سوخوي ستكون الحاضر الأبرز في المناورات المشتركة بين المملكة العربية السعودية والسودان. ويرجح مراقبون أن تسعى الخرطوم بعد رفع العقوبات الأميركية عنها إلى تنويع مصادر تسليحها، ولكن في ذات الوقت ستحافظ على علاقاتها مع روسيا التي باتت رقما صعبا في المعادلة الدولية لا يمكن تجاوزه.
العرب اللندنية