واشنطن – أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالعمل الذي يقوم به الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ووصفه بـ”الرائع”.
وقال ترامب في اجتماع بالمكتب البيضاوي مع الرئيس المصري “أود فقط أن يعلم الجميع، إن كان هناك أدنى شك في أننا نقف بقوة خلف الرئيس السيسي. لقد أدى عملا رائعا في موقف صعب للغاية. نحن نقف وراء مصر وشعب مصر بقوة”.
وأضاف “لديكم، مع الولايات المتحدة ومعي شخصيا، صديق كبير وحليف كبير”.
وتابع “نحن قريبون منذ المرة الأولى التي التقينا فيها”، مشيرا إلى لقائه السيسي في نيويورك في سبتمبر في ذروة حملة الانتخابات الرئاسية.
وقال الرئيس المصري لنظيره الأميركي إنه يقدر بشدة شخصيته الفريدة، مضيفا “سنقف بكل قوة ووضوح معكم في مواجهة الإرهاب”.
ومثل اللقاء الذي جمع ترامب مساء الاثنين مع السيسي فرصة للولايات المتحدة كي تستعيد صداقة واحد من أبرز الحلفاء الغاضبين من سياسة الرئيس السابق باراك أوباما، ما قد يفتح الباب أمام شراكة قوية بين البلدين.
إريك تراجر: أفضل فرصة تتاح لترامب لإبرام اتفاق جيد مع السيسي
وقالت مراجع دبلوماسية في العاصمة الأميركية إن ترامب يمكنه أن يستعيد ثقة السيسي تماما مثلما عمل على ذلك مع السعودية خلال زيارة ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان منتصف الشهر الماضي، وذلك بالتأكيد على استراتيجية التحالف مع مصر التي اختارت بدورها تنويع تحالفاتها بسبب سياسة أوباما المراهنة على جماعة الإخوان المسلمين وقراره بتقليص المساعدات العسكرية التي تقدم لمصر.
وأشارت المراجع إلى أن ترامب يريد استعادة دور مصر لتفعيل تحالفاته الإقليمية ضد إيران، وخاصة في مساعيه لتقليص المساحات أمام التمدد الروسي في المنطقة، والذي بدأ بالانتقال إلى ليبيا بعد نجاح موسكو في إمساك مفاتيح الملف السوري، والسير نحو حل يراعي مصالحها.
واعتبر المحلل السياسي الأميركي إريك تراجر في تقرير لمعهد واشنطن أن لقاء الاثنين يمثل أفضل فرصة قد تتاح لترامب لإبرام “اتفاق جيد” مع السيسي، عندما يلقى الزعيم المصري ترحيب واشنطن الذي لطالما رغب به.
وحذر تراجر من أنه إذا حقق السيسي هذا النصر دون الاعتراف بأي شيء عن علاقة بلاده المتعمقة مع روسيا “فسيكون الرئيس ترامب قد أضاع أفضل ورقة حصلت عليها واشنطن منذ سنوات”.
ونأت القاهرة بنفسها عن مساعي الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، وبدت أقرب إلى رؤية روسيا للحل، معتبرة أن الأولوية هي الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، ومحاربة الإرهاب، وهي الرؤية التي تبنتها إدارة ترامب وتدفع باتجاهها.
وليد فارس: تصنيف الإخوان جماعة إرهابية يتوقف على التوقيت السياسي
ويمكن أن تمثل مصر طرفا محوريا في مساعي ترامب لمحاصرة إيران لثقلها السياسي والديني في المنطقة، وخاصة لما يمكن أن تلعبه من دور فعال في حماية أمن الملاحة الدولية بباب المندب، ومنع الحوثيين من إعادة استنساخ الرقابة الإيرانية على مضيق هرمز.
وسيكون على إدارة ترامب أن تقدم على خطوات واضحة لاستعادة مصر إلى دائرة الحلفاء. وعلى رأس هذه الخطوات إعادة تقييم المساعدات لتخرج من البعد العسكري المباشر الذي تقرر بعد اتفاقية السلام مع إسرائيل إلى دعم اقتصادي فعال سواء كان مباشرا أو عبر المؤسسات المالية الدولية لمساعدة الاقتصاد المصري على الخروج من أزمة خانقة.
ولا تحتاج الولايات المتحدة، كذلك، إلى تلكؤ أكثر في تحديد موقفها من حظر جماعة الإخوان المسلمين، وهي خطوة هامة من شأنها كسب ثقة الرئيس المصري في ملف حساس ولا يقبل المصريون المناورة فيها.
وربما يتعلل الأميركيون بأن الإجراءات الإدارية تأخذ وقتا طويلا للتوصل إلى قرار الحظر، لكن ذلك سيجعل العلاقة مع مصر تراوح مكانها في دائرة الحذر بسبب مخلفات سياسة أوباما.
وأشار وليد فارس، مستشار السياسة الخارجية في الحملة الرئاسية لترامب، إلى أن تنفيذ قرار تصنيف الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية يتوقف على “التوقيت السياسي”، نظرا للطبيعة المعقدة للمؤسسات الأميركية المعنية باتخاذ القرارات وتنفيذها.
وأكد فارس قناعة إدارة ترامب والكونغرس بضرورة مواصلة التشاور مع دول المنطقة وفي مقدمتها مصر لمواجهة الإرهاب والتطرف، ومكافحة تنظيم داعش في أي مكان يتواجد فيه، فضلا عن مواجهة تنظيم القاعدة، وضرورة مواجهة الأيديولوجيا التي تغذي الإرهاب، مضيفا أن مصر تعد ركيزة أساسية لأي تحالف إقليمي يهدف إلى مكافحة الإرهاب.
ويقول مراقبون إن واشنطن بدأت تقترب من الرؤية المصرية في فهم ظاهرة الإرهاب، من خلال الربط بين داعش والقاعدة وبين الفكر المتشدد الذي يغذيها، لكن دون الإقرار بأن جماعة الإخوان المسلمين هي المسؤولة الأولى عن هذا التطرف لكونها النواة الأم لمختلف تلك التنظيمات، فضلا عن أن أدبياتها مثلت المرجعية الأولى لغالبية القيادات المتشددة في العالم، بينهم أسامة بن لادن وأيمن الظواهري.
العرب اللندنية