بغداد – يشهد العراق «انفجارا» في أعداد الأحزاب والتجمعات السياسية، وذلك مع اقتراب موعد الانتخابات المحلّية والنيابية التي ستجري هذه المرّة بعد متغيرات سياسية وأمنية كبيرة عصفت بالبلد وكان من أبرز نتائجها أن كشفت ضعف الطبقة السياسية العراقية، وأفقدت الشارع ثقته في الغالبية العظمى من الوجوه التي قادت البلد طيلة 14 سنة الماضية بأن كشفت فسادها وطائفيتها وتبعيتها للخارج أكثر من ولائها للبلد.
وتجد الكثير من تلك الوجوه حاجة أكيدة لتغيير جلودها، والبحث عن واجهات سياسية جديدة، غير تلك الواجهات القديمة التي ملّها العراقيون.
ويجد كثير من السياسيين العراقيين إنشاء أحزاب جديدة أسهل طريقة لتغيير الواجهات دون عناء كبير ودون الحاجة لاقتراح برامج مختلفة.
ويستعد العراق للدخول في مرحلة ما بعد الحرب على تنظيم داعش في ظلّ شعور عام بأنها يجب أن تكون مختلفة عن المراحل السابقة التي أفضت إلى الوضع الكارثي الذي يعيشه البلد حاليا على مختلف الصعد الاجتماعية والاقتصادية والأمنية.
وكشفت حركة الشارع خلال السنتين الماضيتين رفضا شعبيا واسعا للطبقة السياسية، من قادة أحزاب ومسؤولين بالدولة ونواب برلمان.
ويشعر كثير من الساسة بصعوبة الحصول على حصّة في السلطة خلال المرحلة القادمة من خلال الانتخابات التي تبدأ الخريف بالانتخابات المحلية، في انتظار الانتخابات البرلمانية الأهم التي تحدّد من يحكم البلد، ويُنتظر مبدئيا أن تجري ربيع العام 2018.
وتلجأ القوى السياسية العراقية إلى طرق ملتوية لكسب الأصوات الانتخابية بما في ذلك التزوير واستغلال حالة الفقر والعوز المستشرية لإغراء الناخبين بالمال وشراء أصواتهم.
وبدأت القوى الرئيسية المهيمنة على السلطة، وتحديدا الأحزاب الشيعية بتحويل رهانها نحو الحشد الشعبي المكوّن من عشرات الآلاف من المقاتلين لاستخدامه كورقة انتخابية كونه يحوز على سمعة جيدة لدى شرائح واسعة من الجمهور الشيعي نظرا لمشاركته في الحرب على تنظيم داعش.
ورغم أنّ القادة العراقيين السنّة يلوّحون بورقة مظلومية الطائفة التي ينتمون إليها، إلاّ أن مشاركتهم في تجربة الحكم الفاشلة طيلة السنوات الماضية ورضاهم بأن يكونوا غطاء لها، أفقدهم ثقة الجمهور السني الذي لم يقدّموا له شيئا يذكر، خصوصا وهو الأكثر تضررا من الحرب التي ما تزال دائرة ضد تنظيمّ داعش والتي يدور أغلبها في المناطق السنية التي طالها دمار كبير وشرّد الكثير من سكّانها.
ولمواجهة الاستحقاق الانتخابي الصعب يقبل السياسيون العراقيون السنّة بشهية مفتوحة على تأسيس أحزاب جديدة في إطار لعبة تغيير الواجهات.
وقال تقرير إخباري لموقع السومرية إنّ الإعلان عن تأسيس حزب اتحاد القوى الوطنية ليس هو الأول من نوعه خلال الفترة الحالية، حيث ستشهد الساحة السياسية ظهور مزيد من الأحزاب الجديدة، المنبثقة عن أحزاب وكيانات سياسية كبرى.
وأشار التقرير إلى أنّ الحزب الإسلامي، واجهة جماعة الإخوان المسلمين في العراق، اختار الانشقاق إلى خمسة أحزاب استعدادا للانتخابات، ومن المقرر أن تتوزع تلك الأحزاب بين محافظات نينوى وبغداد والأنبار وديالى، على أن يرأس إياد السامرائي أكبر تلك الأحزاب فيما سيترأس ثانيها سليم الجبوري الرئيس الحالي لمجلس النواب.
العرب اللندنية