أبوظبي – كشفت دولة الإمارات عن استراتيجية طويلة المدى للتحوّل إلى اقتصاد غير نفطي، يعتمد أساسا على زيادة القيمة المضافة في قطاع الصناعة وخاصة صناعة الطيران عبر اعتماد أحدث التقنيات المبتكرة.
وتتطلع شركة ستراتا للتصنيع الرائدة في صناعة أجزاء هياكل الطائرات والتابعة لمجموعة مبادلة من خلال مصنع المستقبل الذي أعلنت عن تأسيسه للفوز بحصة أكبر من سوق تصنيع هياكل الطائرات في العالم، ومنافسة لأهم الدول في هذا المجال مثل الصين والهند والبرازيل.
وذكر المسؤولون في الشركة الإماراتية أن المصنع الجديد الذي سيتم تشييده العام المقبل في مجمع نبراس العين للطيران سيبدأ الإنتاج في عام 2020.
وقال إسماعيل علي عبدالله، نائب الرئيس التنفيذي لشركة ستراتا إن “مصنع المستقبل سيعمل على تصنيع أجزاء الطائرات لشركات كبرى مثل شركة أيرباص وبوينغ”.
وأوضح أن ستراتا وقعت عقودا مع الشركتين العملاقتين لصناعة الطيران بقيمة بلغت 7.5 مليار دولار “بما يضمن استمرار إنتاج ستراتا حتى عام 2035”.
ويقول خبراء إن الكشف عن ملامح هذا المشروع الضخم سيجعل من البلد الخليجي خلال سنوات مركزا لصناعة الطيران في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وربما في العالم أيضا.
جيف ويلكنسون: ستراتا وسيمنس طورتا أجزاء داخلية للطائرات بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد
وتستهدف استراتيجية دولة الإمارات 2050 أن يساهم قطاع الصناعة بنحو 50 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي.
وستوظف المنشأة الجديدة مجموعة متنوعة من الحلول والمعدات التكنولوجية الذكية لتساهم في تحقيق رؤية الشركة المتمثلة في أن تصبح ستراتا واحدة من أكبر شركات صناعة أجزاء هياكل الطائرات من المواد المركبة على المستوى العالمي.
وستراتا هي ذراع التصنيع لمبادلة صناعة الطيران بأبوظبي، وهي الشركة الوحيدة لتصنيع أجزاء الطائرات في منطقة الخليج وتهدف للوصول إلى مصاف الشركات العالمية الكبرى بالتوسعة التي تخطط لها.
وسيقوم المصنع بإنتاج الذيل الأفقي لطائرات أيرباص أيه 320 والذيل العمودي لطائرات بوينغ بي 787، واللذين يعتبران من أكثر أجزاء هياكل الطائرات تعقيدا.
ونجح مشروع مشترك بين كل من شركة سيمنس الألمانية وستراتا في تطوير أول أجزاء داخلية للطائرات تم تصميمها واعتمادها وتصنيعها بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في المنطقة.
وأوضحت الشركة أن الأجزاء الداخلية وهي عبارة عن إطار من البلاستيك يحيط بالشاشات الموجودة على متن طائرات الاتحاد للطيران يمكن تصنيعها عند الطلب ما يقلل من وقت الإنتاج ويلغي الحاجة إلى شحن القطعة أو تخزينها في مخازن محلية.
وتلغي تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد الحاجة إلى تصميم وبناء الأدوات المطلوبة لعملية التصنيع، مما يتيح إجراء التحديثات المستقبلية للتصميم افتراضيا وطباعتها بسرعة باستخدام المعدات الموجودة.
وتم اختيار إطار شاشة المراقبة للمشروع الرائد نظرا إلى متطلبات الشكل والتعقيد المرتبط بتصنيعه. ويمكن استخدام هذه الأجزاء المصنعة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد ضمن طائرات الاتحاد للطيران بشكل فوري.
إسماعيل علي عبدالله: الشراكة مع أيرباص وبيونغ تضمن استمرار إنتاج ستراتا حتى عام 2035
وقال جيف ويلكنسون الرئيس التنفيذي لشركة الاتحاد للطيران الهندسية إن “هذا المشروع يبيّن قدرتنا المشتركة كشركات عاملة في دولة الإمارات على تصميم واعتماد وتصنيع الأجزاء باستخدام أحدث التقنيات”.
وأضاف أن “أهمية مشروعنا تبرز في قدرة الطباعة ثلاثية الأبعاد على توفير مرونة عالية خلال مراحل التصميم وإعداد النماذج الأولية وصولا إلى الفترة الزمنية القصيرة للإنتاج، لكون هذه التقنية تفتح آفاقا جديدة للقطاع وتلهم المهندسين الموهوبين لتحويل أفكارهم إلى واقع”.
وأظهرت شركة الاتحاد للطيران الهندسية إمكانيات كبيرة في استخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في مجال الطيران من أجل تمكين عمليات إنتاج أكثر سرعة للأجزاء المعقدة والقطع المنتهية صلاحيتها. وتوفر التقنية إمكانية أكبر لشركات الطيران لإجراء تحسينات على التصميم.
واستفادت سيمنس من خبراتها العالمية في الطباعة الصناعية ثلاثية الأبعاد في تقديم المشورة حول اختيار المواد واختبار وتطوير عمليات التصنيع لهذا المشروع فيما تولت شركة الاتحاد للطيران الهندسية مسؤولية تصميم الأجزاء واعتماد استخدامها في مجال الطيران.
وقال عاصم خلايلي نائب الرئيس التنفيذي لخدمات العملاء الصناعيين في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا لدى سيمنس إن “المشروع يعتبر مثالا حيّا لما يمكن تحقيقه عند الجمع بين خبرات الشركاء العالميين والمحليين المناسبين”.
ومع الاستكمال الناجح للمشروع الأول من نوعه تعتزم كل من سيمنس وستراتا وضع خطة مشتركة تمتد عبر ثلاث سنوات وتهدف إلى تطوير قدرات الطباعة ثلاثية الأبعاد في الشركات الصناعية في دولة الإمارات والشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وتمكّنت القمة العالمية الأولى للصناعة والتصنيع التي احتضنتها أبوظبي الأسبوع الماضي، من جمع أبرز الشركات والفاعلين في القطاع من أنحاء العالم لرسم ملامح مستقبل صناعي مستدام ونجحت في تعزيز موقع الإمارة كمقصد استثماري وقبلة للتصنيع في العالم.
العرب اللندنية