“في مواجهة منعطف جديد، يتحدث أعضاء مشروع “مستقبل الحرب” في معهد أمريكا الجديدة عن رؤيتهم: إلى أين يتجه الصراع في القرن الواحد والعشرين؟“.
سواء ما كان القتال قد تم بالعصيّ و الحجارة، أو بالعبوات الناسفة المتقدمة والطائرات بدون طيار، فقد كانت الحرب على ما يبدو جزءًا ثابتًا لا يتغير من التاريخ البشري عبر آخر عدة آلاف من السنين. وستبقى المأساة قائمةً بسبب إخفاقات الإنسان، والعنف، والسياسة مما يؤدي إلى عواقب وخيمة.
والآن، من الواضح أن القوى التي تُشكل الحروب، بدءًا من الأدوات التي نستخدمها في القتال وحتى المواقع التي سيتم فيها القتال، قد وصلت إلى منعطف جديد من التغيير. وفي الواقع، فإن التعريفات الخاصة بماهية “الحرب” و”السلام” يمكن أن تتغير أيضًا.
ومن هذا المنطلق، فقد تعاون كلٌّ من معهد أمريكا الجديدة، وهو شبكة بحثية غير حزبية، وجامعة ولاية أريزونا، أكبر جامعة حكومية في البلاد، وموقع ديفنس وان، ويختص بالتقارير المبتكرة عبر الإنترنت والنقاشات حول الأمن، من أجل إطلاق سلسلة جديدة حول مستقبل الحرب. وسوف يُسخّر الموقع التقارير الأصلية، والتعليقات، والتحليل، وقواعد البيانات العامة لمساعدتنا على فهم أفضل للتوجهات الجديدة، والتكنولوجيا، والقوى التي تشكل الحرب.
ومن أجل توضيح الأفكار المتداخلة والمستويات المتعددة التي أصبحت عليها الحروب، فقد قام المشروع بتشكيل شبكة متعددة التخصصات من الخبراء والقادة. وسوف نتّبع منهج “الرأي الجماعي” من أجل الحصول على إجابات للأسئلة الرئيسة.
ومن أجل إطلاق المشروع، فقد سألنا مجموعة من الخبراء في السياسة والتاريخ والمشتغلين بالتكنولوجيا عما يعتقدون أنه شيء خاطئ اليوم عن مستقبل الحرب غدًا؟
وكانت الإجابات كما يلي:
-بيتر بيرجن، نائب رئيس معهد أمريكا الجديدة، وأستاذ بجامعة أريزونا، ومحلل الأمن القومي بشبكة CNN، ومؤلف الكتب الأكثر مبيعًا عن تنظيم القاعدة بما فيها كتاب: المطاردة: عشر سنوات من البحث عن بن لادن من 11/9 وحتى أبوت أباد.
تمامًا مثلما فقدت الولايات المتحدة احتكارها للأسلحة النووية بعد فترة قصيرة من الحرب العالمية الثانية، فقد فقدت اليوم احتكارها لحرب الطائرات المسلحة بدون طيار والحرب الإلكترونية الفعالة. وهذان الشكلان من أشكال الحروب يحدثان على حد سواء خارج الأطر التقليدية المعتادة للحروب، كما لم يتمّ تغطيتهم بشكل حقيقي بموجب اتفاقيات جينيف. حيث لم تتوقع هذه الاتفاقيات إمكانية استخدام الطائرات بدون طيار من أجل اغتيال شخص ما في بلد لم يتم إعلان الحرب فيها (على سبيل المثال: مثل اليمن).
كما لم تتوقع هذه الاتفاقيات استخدام الحروب الإلكترونية من أجل إلحاق أضرار بالغة لأجهزة الأمن الوطنية لدولة لسنا في حالة حرب معها (مثل إيران وفيروس ستوكسنت)، أو أضرار اقتصادية لصناعة أمريكية هامة في أوقات السلم (مثل شركة سوني وكوريا الشمالية).
لذا؛ نحن بحاجة إلى سَنّ قوانين دولية من شأنها أن تخلق قواعدَ لتنظيم مثل هذه الأشكال الجديدة للحرب. وهذا بالطبع لن يُعيق ما تقوم به جماعات مثل تنظيم الدولة الإسلامية أو دول مثل كوريا الشمالية، ولكنّه سيجعل من الصعب على دولة مثل إيران أن تعطي طائرات بدون طيار إلى جماعات مثل حزب الله، أو دول مثل روسيا أن تنفذ هجمات إلكترونية خطيرة.
وفيما يتعلق بالولايات المتحدة، فإنّ مثل هذه القوانين الجديدة من المرجح أنها سوف تواجه معارضة من اليمين (الذين يسعون إلى تقييد القوة الأمريكية)، وأيضًا من اليسار (الذين يسعون لشرعنة أشكال جديدة للحروب). ولكن مثلما استفادت الولايات المتحدة والعالم بأسره من قوانين حظر انتشار الأسلحة النووية، فسوف نستفيد أيضًا من وجود إطار قانوني دولي لهذه الأسلحة الجديدة والقوية لأشكال الحروب الجديدة، والتي لا تزال إلى الآن في بدايتها.
-روزا بروكس، زميل معهد أمريكا الجديدة، وأستاذة القانون بجامعة جورج تاون، والمستشارة السياسية السابقة لوكيل وزارة الدفاع.
نحن نفترض أن التغيير سوف يمكن التنبؤ به، كما أنه سوف يحدث بشكل تدريجي، وسوف يكون لدينا الوقت الكافي من أجل التخطيط والتكيف معه. ونحن على خطإ، فإذا كنا لا نستطيع أن نقبل ذلك، ونقوم ببناء استراتيجية ترتكز أيضًا على عدم التأكد والتغير المتزايد، فإن الولايات المتحدة سوف تستمرُّ في الانحدار كقوة عالمية.
-شارون بيرك، زميل معهد أمريكا الجديدة، ومساعد وزير الدفاع الأمريكي السابق للطاقة التشغيلية.
نحن لا نعطي اهتمامًا كافيًا إلى الصورة الأكبر: النظام العالمي الذي منح الولايات المتحدة الازدهار والأمن ينهار الآن، وأصبحت الحرب عملية مكلِّفة بشدة للولايات المتحدة على نحو متزايد. نحن نواجه مستقبل الأفراد، والجماعات، والولايات التي تريد الحصول على كل شيء من الشغب إلى السيطرة على السوق، وتسليح كل شيء؛ من لوحات المفاتيح إلى الأسلحة النووية: حيث ستكون الطبيعة نفسها أكثر عدائية. والسؤال الأكبر يدور حول ما إذا كانت الولايات المتحدة على مستوى التحدي المتمثل في إعادة التصورات الخاصة بمعنى الازدهار والأمن في مثل هذا الوقت أم لا، أم أننا سوف نستمر فقط في إنتاج طائرات F-35؟
-كريستوفر فوسيل، زميل معهد أمريكا الجديدة، ومدير في مجموعة ماكريستل، وقضى آخر 15 عامصا كضابط في الفرق البحرية الأمريكية الخاصة SEAL.
يعتمد الغالبية العظمى من نظامنا الحالي للنظر في الصراع وخوضه على وجهة نظر مركزية الدولة القومية. وبفشل هذا النظام، فإن هذا الفراغ سوف يستمر شغله بواسطة شبكات متفرقة، مع اهتمام قليل بقواعد اللعبة التقليدية. لذا؛ فإن نظامنا، وليس نظامهم، هو الذي بحاجة إلى التكيف.
-مارك هاجيروت، زميل غير دائم بمعهد أمريكا الجديدة، وأستاذ بارز في الأمن الإلكتروني بالأكاديمية البحرية الأمريكية، وقائد بحرية متقاعد، وتمتد خبراته من الهندسة النووية إلى مساعد قوات الأمن وتقديم المشورة إلى الجيش الأفغاني وسلاح الجو وبرامج الشرطة.
دائمًا ما كانت الحروب والأعمال الشُرطية تنطوي على تحقيق حرية التوازن بين الأفعال التي يقوم بها الأطراف المحاربة، أو بين المواطنين والشرطة، مع الرغبة في السيطرة المركزية التي تقدمها القيادة العامة، أو المراكز السياسية.
وربما لدينا خبرة بأنّ كل أزمات السيطرة والحرية حدثت بسبب تزايد الآلات التي تعمل تلقائيًا، وتكنولوجيا الإنترنت الشبكية، ووسائل التواصل الاجتماعي التي تسببت في الاضطراب المجتمعي، وتَقدُّم عملية الذكاء الصناعي. فأي نوع من الضباط المتخصصين (وزارة الدفاع أم الجيش أم القوات شبه العسكرية أم الشرطة) يمكنه أن يحقق هذا التوازن الجديد بحكمة وفعالية في مواجهة كلٍّ من التكنولوجيا الجديدة والاستجابات الاجتماعية (مثل الدولة الإسلامية، المخدرات، الإرهاب، أنشطة الهاكر) في وقت زمني مضغوط وأقصر من دورة تطوير وظيفي عادية؟
-شان هاريس، زميل معهد أمريكا الجديدة، وكاتب مرموق في صحيفة ديلي بيست، ومؤلف.
الولايات المتحدة الأمريكية مُجهزة جيدًا للتعرف على خصومنا في الفضاء الإلكتروني أكثر مما يعرف الناس. والاختراق الأخير الذي حدث لموقع سوني، والذي تم نسبته بسرعة وبشكل حاسم إلى كوريا الشمالية، يوضح أن وكالات الأمن القومي لدينا تعرف من يهاجموننا. والسؤال الأكثر أهمية وصعوبة هو: ماذا نفعل حيال ذلك الأمر؟
-دريو هيريك، زميل مشروع مستقبل الحرب في معهد أمريكا الجديدة، وباحث دكتوراه في العلاقات الدولية بجامعة جورج واشنطن.
استخدام قدرات جديدة في الحروب لا يقتصر على المخاوف المالية والفنية فقط؛ بل نحتاج إلى فهم أفضل للقيود السياسية والثقافية والمؤسسية التي تؤثر على مهارة الجيش، وتشكِّل كيفية فهم وتكامل واستخدام الأطراف الفاعلة لهذه القدرات الجديدة؛ إذ تمتلك هذه القيود تأثيرًا حقيقيًا وقويًا على توظيف القوة، والفعالية العسكرية.
-ديفيد كيلكولن، زميل معهد أمريكا الجديدة، والمستشار الخاص السابق لوزير الخارجية، وكبير مستشاري الجنرال ديفيد بترايوس في العراق، ومؤلف.
في عام 1993، قال جيمس وولسي، خلال جلسة الاستماع لاعتماده ليكون رئيسًا لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، عن الاتحاد السوفيتي والحرب الباردة التي كانت قد انتهت لتوها: “لقد قتلنا تنينًا كبيرًا، ولكننا الآن نجد أنفسنا في غابة مليئة بمجموعة متنوعة ومذهلة من الثعابين السامة”. لقد قضينا معظم العقود الأخيرة الماضية في مواجهة هذه الثعابين -إرهاب، تمرد، مخدرات، ضعف الدولة، الأزمات الإنسانية-، ولكن اليوم، عاد التنين مرة أخرى: فنحن نواجه التهديدات الخاصة بالدول، وغير الدول في نفس الوقت، وفي كثير من الأماكن. وفيما يتعلق بالتفكير في مستقبل الحرب، لا يمكننا أن نتجاهل التهديدات المتعلقة بالدول، ولكننا الآن نتعامل مع التنين الذي تمت مشاهدته عن قرب، كما رأينا في العراق وأفغانستان، والذي تعلم طرقًا جديدة لتجنُّب قوتنا التقليدية. العجز الاستراتيجي والتمدد الوطني هو الخطر في هذا الأمر، وهناك حاجة ماسة إلى طرق جديدة للحرب، سواء كانت طرقًا مفاهيميّة أو تكنولوجيّة.
-لوانيس كوسكناس، زميل معهد أمريكا الجديدة، والمدير التنفيذي لمجموعة هوبلت، ومتقاعد من القوات الجوية الأمريكية عام 2011 بعد 20 عامًا من العمل في فرق العمليات الخاصة.
أحد جوانب مستقبل الحرب التي لا تحظى باهتمام كاف؛ هو عامل الوقت: فهناك فارق كبير بين الوقت الضروري لتحقيق النتائج، والوقت الذي نخصصه لتحقيق النتائج. كما إن هناك أحد جوانب مستقبل الحرب الأخرى التي لا تحظى باهتمام كافٍ وهو الحاجة إلى استراتيجيات دقيقة على المدى الطويل. حيث إن هناك تفاوت كبير بين الاستراتيجيات الكبيرة والمبتكرة، والاستراتيجيات التي ينفذها المتخصصون في الحملات الصغيرة في مقابل ميل وزارة الدفاع إلى تنفيذ استراتيجية واحدة تناسب جميع الحلول التقليدية ويتم تنفيذها بواسطة أشخاص تقليديين.
-مايكل ليند، مؤسس مشارك في معهد أمريكا الجديدة، ومحرر سابق بمجلة نيويوركر، وهاربرز، وناشيونال انترست، ومؤلف.
التحديات الكبرى التي تواجه تحقيق أهداف النظام العالمي الأمريكي لن تنشأ من الفاعلين من غير الدول، ولكن من القوى العظمى المتنافسة سواء العالمية أو الإقليمية، مما سيساعد على تقويض الصراعات المباشرة لصالح الحروب الباردة التي تشمل الحروب التجارية، والحروب الإعلامية، والأعمال التخريبية، وسباقات التسليح، والحروب بالوكالة. ويمكن مواجهة مطالب سباقات التسلح عن طريق المصداقية، والردع المستمر والمحدود؛ في حين أن النجاح في الحروب بالوكالة سوف يتطلب توفير المشورة الذكية، والأسلحة والمساعدات، وإرسال القوات المقاتلة كحل أخير في نهاية المطاف.
نحن بحاجة إلى جيش مُصمَّم من أجل مواجهة الحروب الباردة غير المباشرة، وليس إلى جيش نظامي مصمَّم من أجل خوض الحروب التقليدية غير المرجحة ضد الدول القوية.
-تيم ماور، باحث بمعهد أمريكا الجديدة، يركز على الأمن الإلكتروني، والحروب الإلكترونية.
سوف توفر التكنولوجيا الحديثة على نحو متزايد خيارًا يمكنه أن يحل محل العنصر البشري في عمليات صنع القرارات المعقدة. وهذا ليس بالضرورة شيئًا سيّئًا –فكر في الحوادث الناتجة عن الأخطاء البشرية-. وفي حين أن هناك كثيرًا من القلق حول وجود العنصر البشري في دائرة صنع القرار، فنحن بحاجة إلى نقاش أكثر حول متى وأين ولماذا علينا أن نحافظ على العنصر البشري فيما يتعلق بعملية صنع القرارات المعقدة وتنفيذ الحروب المستقبلية، خاصة فيما يخص الجانب الإلكتروني.
-ساشا منراث، مؤسس معهد أمريكا الجديدة للتكنولوجيا، ومدير مختبر إكس، ومُدرج اسمه ضمن قائمة تايم تيك 40: أفضل العقول تأثيرًا في التكنولوجيا.
تقول اتفاقيات جينيف إنّه: “يجب مراعاة القواعد التالية في جميع الحالات … السكان المدنيون بصفتهم مدنيين، بالإضافة إلى الأفراد المدنيين، يجب ألا يكونوا هم الهدف من الهجوم”. ومع ذلك، فإن “الحرب الإلكترونية” كما هو مُتصوَّر حاليًا تستهدف في كثيرٍ من الأحيان المدنيين والبنية التحتية المدنية، ممثلةً في حجب الاتصال بالإنترنت في كل مكان؛ من جورجيا إلى سوريا إلى كوريا الشمالية. لذا تحتاج الاتفاقيات الدولية إلى التوضيح لتضمن أن الهجمات الإلكترونية ضد السكان المدنيين لن تصبح الشكل الجديد للحرب.
-دوج أوليفانت، زميل معهد أمريكا الجديدة، ضابط متقاعد بالجيش الأمريكي، شغل منصب مدير مجلس الأمن القومي، مستشار مكافحة التمرد في أفغانستان، وقائد الفريق الذي كتب خطة “التدفق” في بغداد عام 2006.
عجزت القوة العسكرية عن منح الشرعية الشعبية لنظام متغير (كما هو الحال في العراق وأفغانستان وليبيا). ولسوء الحظ، فإن تغيير النظام في كثير من الأحيان هو الهدف السياسي من الحرب. وتجاهل هذا الأمر هو خطر حقيقي، حيث يتم استبدال نظام سيئ بحالة أسوأ من الفوضى والمعاناة وعدم الاستقرار، حيث يتم توجيه الجيش بواسطة القيادة السياسية ليفعل شيئًا خارج قدراته.
-ماثيو بنسكير، زميل جامعة أريزونا لمشروع مستقبل الحرب، أستاذ بمعهد الدراسات الاستراتيجية في كلية الحرب العسكرية الأمريكية، ومدير مشروع هاوس ديفيدد.
أحد المفاتيح الرئيسة للتخطيط لمستقبل الحرب هو الفهم الأفضل لماضي الحرب. حيث إن التعلم من دروس الماضي هو أمر غالبًا يُمارَس بضحالة في واشنطن، ولكنه يمكن أن يتحول إلى ممارسة أفضل، وحجم الأدلة التاريخية لمخططي الحرب كبير قطعًا، وربما أكثر مما يدرك الناس، مع عشرات الحروب الأمريكية المعلنة وغير المعلنة، حيث يوجد المئات من المهام الحربية المنفصلة عن بعضها، بالإضافة إلى العمليات السرية التي لا حصر لها، والتي تمت في السنوات التي تلت عام 1776.
-توم ريكس، كبير مستشاري معهد أمريكا الجديدة، والحائز على جائزة بوليتزر، والصحفي السابق بواشنطن بوست، ومؤلف الكتب الأكثر مبيعًا عن الجيش الأمريكي بما فيها كتاب: الفشل التام: المغامرة العسكرية الأمريكية في العراق.
أعتقد أن النقطة الأكثر تعرضا للإهمال في هذا الصدد هي: الفرق الكبير بين امتلاك القوة، ومعرفة كيف وأين ومتى ولماذا نستخدمها.
-دانيال روثنبرج، مدير مشارك بمشروع مستقبل الحرب، أستاذ بجامعة ولاية أريزونا، ومحرر حروب الطائرات بدون طيار.
ما هي القواعد التي يمكن أن تستخدمها لتنظيم الحروب والصراعات وهي أمور تتغير بسرعة؟ هل يوجد طرق لإعادة تصور قوانين الحرب لتشمل بشكل أكثر فعالية الأطراف الفاعلة من غير الدول من أجل معالجة معقولة للتوسع في استخدام القوة خارج القيود المكانية والزمانية التقليدية (وبالتالي يمكن تجنب “الحروب الأبدية” والفكرة الخطيرة القائلة بأن الصراع القانوني يمكن أن يحدث في أي مكان)، ومن أجل توفير توجيه أفضل للتكنولوجيا الناشئة، وأنظمة الأسلحة الآلية المتزايدة، وعمليات المراقبة المعقدة أكثر من أي وقت مضى، وعمليات الاستهداف المعتمدة على البيانات؟
ما هي مخاطر الفشل في وضع قواعد أكثر ملائمة ووضوحًا وحساسية للسياق الخاص بالاحتمالات المستقبلية للقوة القاتلة والمدمرة؟ وما هي الآثار طويلة الأجل للتخطيط الإبداعي غير الكافي؟
-بيتر سينجر، محلل استراتيجي وزميل معهد أمريكا الجديدة، مستشار للجيش الأمريكي ووكالة استخبارات الدفاع، ومؤلف.
الأمور التي كانت غير طبيعية في الماضي، سرعان ما تصبح طبيعية الآن. حيث أصبح كل من الأطراف الفاعلين من غير الدول، والتكنولوجيا التي تعمل بدون العنصر البشري، والإنترنت أجزاء جديدة هامة من واقعنا الحاضر ومن المستقبل المحتمل للحرب. ولكننا لا نتحدث بشكل كاف عن التوجهات التي تلوح في الأفق والتي تجعلنا غير مطمئنين.
-آن ماري، رئيسة مؤسسة أمريكا الجديدة، وعميدة كلية ويلسون للشؤون العامة والدولية بجامعة برنيستون.
كانت الحرب جزءًا ثابتًا في التاريخ البشري، وفهم كيفية تطورها هو أمر ضروري للتخطيط من أجل السلام. وكثير من الصراعات في حالة تغير مستمر ومحتمل في مستوياتها الأكثر أهمية والمتمثلة في الأسئلة التالية: هل حروب المستقبل سوف تكون أكثر أم أقل تواترًا مما هي عليه الآن؟ هل ستكون أكثر أم أقل تكلفة؟ من هم الذين سوف نحاربهم؟ وبأي أسلحة سوف نحارب؟ هل نحن قادرون على التمييز بين “الحرب” و”العنف”؟ وهذا النوع من الأسئلة هو المستوى الرئيس الذي يجب أن نجيب عنه.
-ايان والاس، زميل ومدير مشارك بمبادرة الأمن الإلكتروني في معهد أمريكا الجديدة، مسؤول سابق بوزارة الدفاع البريطانية والسفارة البريطانية.
يتم إعطاء القليل من التفكير في الآثار التنظيمية لجيوش التكنولوجيا الجديدة والناشئة، بما في ذلك الهياكل التنظيمية لها. فقد تغيرت الهياكل التنظيمية لشركات القطاع الخاص بشكل جذري على مدار القرنين الماضيين من أجل الحفاظ على قدراتهم التنافسية في عالم متغير. وكجزء من تطور الصراع، ونتيجة لثورة المعلومات الحالية، سوف تحتاج الجيوش أيضًا إلى مواجهة الأسئلة الرئيسة حول ما إذا كانت الهياكل التنظيمية للقرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين هي الأنسب للفوز في حروب القرن الحادي والعشرين أم لا.
-مايكل والتز، زميل الأمن القومي بمؤسسة أمريكا الجديدة، قاد وحدة القوات الخاصة بالجيش الأمريكي في أفغانستان والشرق الأوسط.
حكومة الولايات المتحدة الأمريكية غير منظمة بشكل مناسب لخوض الحروب الحالية والمستقبلية. فغالبًا ما تكمن سلطاتنا وخبراتنا في الوكالات المدنية، في حين أن ميزانيتنا وقدرتنا على العمل في الأماكن الصعبة تكمن في وزارة الدفاع. وتظهر هذه الفجوة في السيطرة على الحدود لمكافحة التمرد والإنترنت والتمويل غير المشروع. وكانت البدائل المؤقتة مثل فرق إعادة الإعمار وقوات الاستجابة المدنية غير فعالة بشكل كبير، كما إن هناك حاجة إلى الإصلاح المؤسسي.
-دان ورد، زميل غير دائم بمعهد أمريكا الجديدة، خبير في التكنولوجيا العسكرية والابتكار، خدم لأكثر من 20 عامًا كضابط في سلاح الجو.
ألخص ما أريد أن أقوله في كلمة واحدة وهي الردع، فقد قضينا الكثير من الوقت في التفكير والحديث والكتابة حول كيفية خوض الحروب المستقبلية، والطائرات بدون طيار، والإنترنت، والسفن البحرية المختلفة… إلخ.
ولكنني لم أسمع مناقشة كافية عن كيفية عدم خوض حروب المستقبل. ما هو الذي يمكن/ ينبغي أن يقوم به الجيش الأمريكي لردع ومنع الصراع المسلح في المستقبل؟ نعم، يجب أن نكون على استعداد للقتال، ولكن الأفضل بكثير هو السعي “للتفوق في نهاية المطاف“، بعبارة صن تزو، وهزيمة العدو دون قتال.
التقرير