ابوظبي – قال مراقبون ليبيون إن استقبال ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للمشير خليفة حفتر القائد العام للقوات المسلحة الليبية، يعد أبرز إشارة إقليمية لافتة على طريق حسم مسارات الصراع الليبي الراهن.
ورأت أوساط سياسية أن الموقف الرسمي الإماراتي في الشأن الليبي، يعبر أيضا عن تيار سياسي إقليمي دولي بات يرى في دعم حفتر شرطا من شروط عودة الاستقرار إلى ليبيا ومكافحة الإرهاب الذي يهددها ومنطقة شمال أفريقيا.
وذكرت وكالة أنباء الإمارات (وام) أن الشيخ محمد بن زايد بحث مع حفتر تعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين وسبل تطويرها وتنميتها. كما تم استعراض مجالات التعاون الثنائي، خاصة في ما يتعلق بمحاربة التطرف والإرهاب لإرساء دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة.
وكشفت مصادر دبلوماسية خليجية أن التحولات التي طرأت على الإدارة الأميركية في واشنطن، لا سيما في مسألة محاربة تنظيم داعش والتصدي لتيارات الإسلام السياسي، باتت تحتاج إلى تصوّر إقليمي عام يذهب في اتجاه خيارات حاسمة في ملفات المنطقة، لا سيما الملتهب منها، خصوصا وأن الوضع الليبي بات يهدّد السلم الإقليمي في الشرق الأوسط وأفريقيا، كما السلم الدولي من خلال إطلالة على البحر المتوسط وأوروبا.
وأعرب ولي عهد أبوظبي عن تقديره للدور الذي يلعبه الجيش الوطني الليبي والمشير خليفة حفتر في محاربة الإرهاب وتنظيماته التي سعت إلى استغلال الظروف السياسية للانتشار في ليبيا.
واعتبرت مراجع متابعة للملف الليبي أن قرار أبوظبي يندرج ضمن الحاجة إلى حل ناجع ينهي المأساة الليبية المتفجرة منذ عام 2011.
ورأت هذه الأوساط أن الرهان على المشير حفتر يتأسس على تاريخ الرجل العسكري وعلى مواقفه السياسية السابقة المعارضة لنظام معمر القذافي، كما على مواقفه السياسية الحالية التي تدعو إلى بناء الدولة الليبية على أساس المواطنة والوحدة الوطنية ورفض الاصطفافات الدينية والقبلية التي تقسّم المجتمع وتهدد لحمته.
وأشار الشيخ محمد إلى أن التزام دولة الإمارات بدعم واستقرار ليبيا ينطلق من انتمائها العربي والإسلامي وإدراكها أن استقرار دول المنطقة مترابط ومتصل. وأضاف “أن الأمن والاستقرار حجر الأساس الذي لا يمكن البناء والتطور دونه، وإننا سنبذل كل الجهد نحو توحيد كلمة الليبيين، ودعم جهودهم في مكافحة التطرّف والإرهاب الآفة التي تواجه المنطقة بأسرها”.
ودعا إلى توحيد كلمة الليبيين وتغليب مصلحة ليبيا في هذه المرحلة الدقيقة.
ويأتي دعم أبوظبي الرسمي للمشير حفتر استكمالا لتحالف مع مصر وروسيا ودول أخرى تدفع باتجاه ترجيح الخيارات البعيدة عن تيارات الإسلام السياسي التي تفتك بالمجتمعات منذ تفجر الربيع العربي.
وأكدت مصادر دبلوماسية واكبت اتفاق الصخيرات في المغرب أن دعم حفتر لا يتناقض مع الاتفاق الذي تم عقده ولا مع التفاهمات الدولية ولا مع المساعي الأممية في هذا الشأن.
واعتبرت أن الدعم الإقليمي الدولي لحفتر يهدف إلى تأكيد حتمية دوره داخل أي عملية سياسية تنهي الصراع في ليبيا.
العرب اللندنية