مركز الدار البيضاء المالي يشق طريقه نحو العالمية

مركز الدار البيضاء المالي يشق طريقه نحو العالمية


نجح مركز الدار البيضاء المالي في تعزيز مكانته العالمية بعد أن احتل المرتبة الـ30 عالميا متفوقا على العديد من المراكز الأوروبية والعربية، ومحتلا صدارة المراكز المالية الأفريقية والمرتبة الثالثة عربيا، وفق المؤشر المالي جي.أف.سي.آي.

وأكد الخبراء أن التطور الكبير الذي حققه مركز الدار البيضاء المالي، يعتبر حجر الزاوية في مشاريع التنمية الشاملة التي يشهدها المغرب، وبات بوابة مالية أساسية لجذب المزيد من الشركات العالمية وبعد أن أصبح منصة لتمويل مشاريع التنمية في أفريقيا. وسبق أن نال مركز الدار البيضاء المالي ثقة البنك الإفريقي للتنمية إذ أنشأ في المدينة صندوق إفريقيا 50، الذي يسعى إلى تطوير البنيات التحتية في القارة.

وقال عمدة الحي المالي في لندن اللورد آندرو بارملي خلال زيارة للمغرب مؤخرا إن “القطب المالي للدار البيضاء لديه كافة الإمكانيات التي تجعله من المراكز المالية العالمية التي تستقطب اهتمام المجموعات المالية البريطانية”.

وتتطلع بريطانيا إلى تمتين التعاون الاقتصادي وتطوير فرص استثمارية في المغرب مستقبلا مع التخطيط لدخول المزيد من المجموعات الاستثمارية البريطانية إلى المركز المالي في الدار البيضاء.

وأشار اللورد بارملي، الذي زار كلا من الجزائر وتونس قبل توجهه للمغرب، إلى أن هناك مجموعة من القطاعات الاقتصادية التي تستأثر باهتمام المستثمرين البريطانيين ويأتي على رأسها قطاع التكنولوجيات الحديثة والقطاع الرقمي إلى جانب قطاعي الفوسفاط والصناعات الدقيقة.
نديم نجار: التحاق تومسون رويترز بمركز الدار البيضاء المالي يعكس سمعة المركز عالميا

واعتبر كريم حجي مدير بورصة الدار البيضاء أن التعاون مع الحي المالي للندن من شأنه أن يعزز العلاقات بين البلدين ويساعد على دخول الشركات المغربية في التمويل الدولي.

وشدد فيصل مكوار نائب رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب على أنه يمكن للشركات البريطانية الاستفادة من الفرص التي تتيحها اتفاقيات التبادل الحر للمغرب.

وحصلت مجموعة تومسون رويترزعلى صفة “كازا فينانس سيتي” في وقت سابق هذا العام لتعزيز موقعها في توفير البيانات عن منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط انطلاقا من الدار البيضاء.

واعتبر نديم نجار المدير العام للمجموعة عن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن التحاق المجموعة بالقطب المالي للدارالبيضاء يعكس الرؤية الاستراتيجية التي تهدف إلى توسيع أنشطتها، كما يعكس سمعة المركز عالميا.

وقال نجار إن “التواجد بهذا القطب المالي سيعمل على تقريب تومسون رويترز من العملاء ومن مختلف الفاعلين المستهدفين والهيئات التنظيمية والمجتمع المحلي على مستوى منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط”.

وشهد المركز المالي في الدار البيضاء ثورة واسعة خلال السنوات الماضية، استندت إلى إصلاحات واسعة في التشريعات الاقتصادية والمالية، جعلت منه قبلة للمؤسسات المالية العالمية التي افتتحت مكاتب لها للاستفادة من الفرص الاستثمارية الواعدة والامتيازات التي يقدمها.

ويعد المركز في العاصمة الاقتصادية للمغرب من أكبر وأبرز المراكز المالية في أفريقيا وأصبح منافسا للمراكز العالمية كبوابة لتمويل الاستثمارات ومشاريع التنمية المختلفة لا سيما في منطقة الساحل وغرب ووسط أفريقيا.

ورجح خبراء وكالة ستاندارد أند بورز للتصنيف الائتماني، أن يواصل المغرب جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وأن مناخ الأعمال به سيعطي دعما واسع النطاق.

وتصنف الوكالة المغرب حاليا عند مؤشر بي.بي.بي/أيه3 مع نظرة مستقرة، وهو ما يعكس توقعات خبراء الاقتصاد بأن انضباط الأوضاع المالية سيستمر في السنوات القليلة المقبلة. وأظهر مؤشر المراكز المالية العالمية الذي صدر مؤخرا عن منظمة زد ين البريطانية أن القطب المالي للدار البيضاء من بين أكثر المراكز حيوية في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، ويثبت ذلك حلوله في المركز الثالث في المنطقة بعد مدينتي دبي وأبوظبي.
اللورد آندرو بارملي: مركز الدار البيضاء المالي لديه إمكانيات تجعله من المراكز المالية العالمية

ويأخذ المؤشر في تصنيفه بعين الاعتبار آراء الأخصائيين في السوق المالي من مختلف دول العالم، وتقارير مؤسسات دولية مثل البنك الدولي والمنتدى الاقتصادي العالمي.

ويؤكد المسؤولون في القطب المالي للدار البيضاء أن اهتمام المجموعات الاستثمارية العالمية بالمغرب ارتفع بشكل لافت منذ مطلع العام الجاري، وكشفوا أن مجموعة ماروبيني كوربورايشن اليابانية قررت الاستثمار بالمركز المالي الإقليمي.

وأوضح فونيا كوكوبو الرئيس التنفيذي لماروبيني أن تواجد مجموعته في القطب سيكون له دور مهم في ميدان تنمية الفرص الواعدة تجاريا بأفريقيا، خصوصا في ميدان البنية التحتية للمشاريع الصناعية والتوزيع.

وقال سعيد الإبراهيمي المدير العام للقطب المالي للدار البيضاء إن دخول المجموعة اليابانية يشكل مرحلة هامة على مستوى التعاون الاقتصادي والمالي بين المجموعات الاستثمارية اليابانية والمغربية، معبرا عن تفاؤله بإمكانية دخول مزيد من الشركات الاستثمارية اليابانية.

وتعمل ماروبيني في مجال التجارة والاستثمار والاستيراد والتصدير للعديد من المنتجات، منها المواد الغذائية والنسيج والورق والمواد الكيماوية والطاقة والمعادن وكذلك آليات النقل إلى جانب استثمارها في الكهرباء والبنيات التحتية والتجهيز الصناعي والمعاملات المالية، وكذا صناعة الإعلام والعقارات.

العرب اللندنية