طالبت وحدات حماية الشعب الكردية الثلاثاء، التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بالتدخل لوقف “التعديات” التركية بعد غارات شنتها أنقرة فجرا على مقر تابع لها في شمال شرق سوريا أوقع قتلى.
وقال قيادي من الوحدات رفض الكشف عن اسمه “نطالب التحالف الدولي بالتدخل لوقف هذه التعديات التركية”، معتبرا أنه “من غير المعقول أن نحارب على جبهة بأهمية الرقة (معقل تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا) ويقصفنا الطيران التركي في ظهرنا”.
وتخوض وحدات حماية الشعب الكردية مع فصائل عربية منضوية في صفوف قوات سوريا الديمقراطية منذ نوفمبر، عملية عسكرية واسعة بدعم من التحالف الدولي لطرد تنظيم داعش من الرقة شرقي سوريا.
وشدد القيادي على “ضرورة توفير ضمانات من قوات التحالف وموقف واضح (…) في أنه بإمكاننا إكمال عملية الرقة من دون أن نكون مستهدفين في خطوطنا الخلفية”.
وجاءت تلك التصريحات في وقت تفقد فيه مسؤول عسكري أميركي من التحالف الدولي المقر المستهدف، برفقة قياديين من الوحدات أبرزهم المتحدث الرسمي ريدور خليل. وقال خليل من موقع القصف “بالتأكيد لا يمكن السكوت عن هذا الهجوم الغادر”.
وأكد على أن التحالف “يتحمل مسؤولية كبيرة وعليه أن يقوم بواجبه في حماية المنطقة لكوننا شركاء في محاربة داعش”. وقصفت طائرات حربية تركية عناصر لحزب العمال الكردستاني في منطقة سنجار بالعراق (أوقع قتلى في صفوف البيشمركة) وأهدافا لوحدات كردية في شمال شرق سوريا.
وأعلنت الوحدات في وقت سابق أن القصف طال مقرها الرئيسي في جبل كراتشوك قرب الحدود السورية مع تركيا.
وتصنف أنقرة الوحدات مع جناحها السياسي حزب الاتحاد الديمقراطي منظمة “إرهابية” حيث تعتبرهما امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يقود تمردا ضدها منذ ثمانينات القرن الماضي على الأراضي التركية.
ويرى مراقبون أن التصعيد التركي الجديد أمرا متوقعا بعد الاستفتاء الذي حصل في تركيا والذي انتهى بتوسيع صلاحيات الرئيس رجب طيب أردوغان.
ويرجح المراقبون أن يكون القصف مقدمة لتصعيد أكبر قد يصل إلى هجوم بري، حيث تؤكد مصادر مطلعة أن أنقرة تقوم حاليا بتدريب ما يقارب الـ20 ألفا من عناصر فصائل المعارضة السورية على أراضيها لزجهم في معركة ضد الوحدات انطلاقا من مدينة تل الأبيض التي تنتمي إداريا إلى مدينة الرقة.
ويبقى السؤال الذي يصعب إيجاد إجابة له الآن كيف ستتعاطى واشنطن وموسكو مع هذا الأمر؟
صحيفة العرب اللندنية